وداعا للشعور بالذنب

[walaa farouk]

وأنا أشكر المسيح يسوع ربنا الذي قوّاني أنه حسبني أمينًا إذ جعلني للخدمة
.

أنا الذي كنت قبلًا مجدّفًا ومضطهدًا ومفتريًا
. ولكنني رحمت لأني فعلت بجهل في عدم إيمان وتفاضلت نعمة ربنا جدًا مع الإيمان
والمحبة التي في المسيح يسوع. صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول أن المسيح يسوع
جاء إلى العالم ليخلّص الخطاة الذين أولهم أنا. لكنني لهذا رحمت ليظهر يسوع المسيح فيّ أنا أولًا كل اناة مثالاً للعتيدين أن يؤمنوا به للحياة الأبدية. وملك الدهور الذي لا يفنى ولا يرى الإله الحكيم وحده
له الكرامة والمجد إلى دهر الدهور. آمين." (1تيموثاوس 1: 12- 17)

يخطيء الجميع، فلا أحد منا معصوم عن الخطأ. ولكنا منا من يخطئون
ويقضون حياتهم رازخين تحت حمل ذنوبهم وأخطائهم السابقة. يدفعون ثمنها في كل لحظة من عذاب الضمير والإحساس بالذنب والشعور بالألم والغضب من نحوها. هم قد نسوا غفران الله
، هم تجاهلوا قبول الله غير المحدود، هم لم يدركوا ما معنى أن مع الله دائماً هناك بداية جديدة.

أما هنا فنرى مثالاً آخر مشرقاً من حياة بولس الرسول، فهو عاش ماض مخزن
، ماض مليء بالخطيئة، كان مضطهداً قاتلاً لأتباع المسيح. كان يطارد المؤمنين
ويسوقهم مقيدّين في الطريق إلى دمشق. وهناك في ذات المكان الذي يشهد
ويعلن شره وفساده، هناك التقى مع الله، هناك رأى النور، النور الذي سطع في قلبه
وسطع في عيونه لدرجة أنه لم يتمكّن من أن يرى. غفر الله لبولس،
تغاضى عن الماضى وجعله يبدأ معه بداية جديدة. انطلاقة في خدمة السيد
الذي كان معادياً له، انطلاقة لجذب النفوس إليه بعد أن كان يعاقبهم لاتباعهم إياه
. كم هو رائع التغيير الذي حدث في حياة بولس، والأهم من هذا أنه يشكر الله على رحمته
، رحمته التي شعر به تتغلغل في أعماقه. لقد نال الغفران من الله
ونال التحرّر من الشعور بالذنب الذي ما زال كثيرون يرزخون تحت قيوده.