الاعتراف والتواضع
" بُولُسُ، أَسِيرُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَتِيمُوثَاوُسُ الأَخُ، إِلَى فِلِيمُونَ الْمَحْبُوبِ وَالْعَامِلِ مَعَنَا."
(فليمون 1:1)
يجب على خدَّام الله أن يمتازوا بالتواضع مهما كان العمل الذي يقومون به في خدمة الرب. وإن كنا حقاً نريد إرضاء أبينا السماوي، يجب علينا أن نفيض بهذه الصفة، لأنَّ محبة وأمانة الله يجعلاننا ناجحين ويجعلاننا نتمم إرادته. إذاً، لماذا نسمح لأنفسنا أن ننساق وراء الكبرياء إلى حد التفكير في أننا لا نحتاج بعضنا البعض؟
نقطة أخرى مهمة لأخذها في عين الاعتبار، عليكم أن تكرِّموا الجميع. فمهما كانت طبيعتك، إن كنت مؤمناً، فلقد دُعيتَ لتكون قديساً وعضواً في ذات الجسد الذي دعينا إليه . إذاً، كلُّ المؤمنين هم أخوة وإلهمم هو إلهنا. لذلك، سيكون من الحسن لنا إن منحناهم التقدير اللازم؛ فيوماً ما قد يكونون معونة عظيمة لنا لحفظنا من هجمات العدو.
المؤمنون الذين يحتقرون الآخرين يرتكبون خطية، وبشكلٍ خاص إن كانوا من أبناء الله. فأولئك الذين يعتبرون أنهم أفضل من الآخرين، إلى حد أنهم بحماقةٍ ينظرون لهم نظرةً دونية، يسعون للمتاعب بكلِّ تأكيد. وتلك السلوكيات تجعل الرب يمتنع عن مد يد العون لهم عند حاجتهم. بينما أولئك الذين يفعلون ما يرضي الرب يمكنهم الثقة بأنه ملجأهم وحصنهم وعونهم في أزمنة الضيق (مزمور 1:46).
بولس، رجل الله العظيم، يشير إلى فليمون بأنه صديقه الحميم وشريكه في العمل. فكلُّ إخوتنا هم عونٌ لنا. وهناك الذين لم يخاطبونا مطلقاً، لكنهم يصلُّون لأجلنا لأن الله قد وضع في قلوبهم القيام بذلك. وهناك الذين يصومون من أجلنا من دون أن نطلب منهم ذلك. فالرب هو الذي يقودهم ليتشفعوا لطلباتنا. العديد من الإخوة مسؤولون عن كوننا أحراراً من كل تجربة، التي إن استمرت فقد تقطع شركتنا مع الله.
هل لديك من يعينك؟ إن كان الجواب لا، فهذا يعني أنك تجهل العديد من الأمور. فهنالك إخوة يصلُّون بألسنة غريبة بشكل تلقائي و يتشفعون لأجلنا في اللحظة التي نكون فيها بأمس الحاجة، وذلك بدون علمنا. فبعض الصلوات استخدمها الرب لنحصل على نجاحٍ ماديٍّ مما ساعدنا كثيراً. علينا أن نفعل شيئاً لأجلهم؛ وواجبنا على الأقل أن نصرخ إلى أبينا السماويّ لأجلهم، لكي يستخدمنا أو يستخدم شخصاً آخر ليبارك أولئك الناس، بالرغم من أن صلواتنا في الخفاء في ألسنة غريبة. أما قصيرو البصيرة في ما يخص عمل الرب، عليهم أن يطلبوا منه أن يمنحهم المنظور الأوسع. فأشخاصٌ بيننا كفليمون، أو كبطرس، أو امرأة كمريم، قد يكونوا نافعين لمساعدتنا عندما نحتاجهم، وقد نلتقي بهم بظرفٍ ما كما حصل مع "انسيموس الهارب".
عليك أن تكونَ متواضعاً، بغض النظر عن الخدمة التي تقدمها لأحدهم. ومن الجيد أن تكرِّم الجميع؛ لأن الذين يحتقرون أيَّ ابن لله هم بالحقيقة يخطئون. وسِّع رؤيتك!