رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا إنجيل القدّيس مرقس ١٠ / ٣٥ – ٤٥ دَنَا مِنْ يَسُوعَ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا، ٱبْنَا زَبَدَى ، وقَالا لَهُ: «يَا مُعَلِّم، نُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ لَنَا كُلَّ ما نَسْأَلُكَ». فقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَصْنَعَ لَكُمَا؟». قالا لَهُ: «أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ في مَجْدِكَ، واحِدٌ عَن يَمِينِكَ، ووَاحِدٌ عَنْ يَسَارِكَ». فقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «إِنَّكُمَا لا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَان: هَلْ تَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الكَأْسَ الَّتي أَشْرَبُها أَنَا؟ أَو أَنْ تَتَعَمَّدَا بِٱلمَعْمُودِيَّةِ الَّتي أَتَعَمَّدُ بِهَا أَنَا؟». قالا لَهُ: «نَسْتَطِيع». فَقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «أَلْكَأْسُ الَّتي أَنَا أَشْرَبُها سَتَشْرَبَانِها، والمَعْمُودِيَّةُ الَّتي أَنَا أَتَعَمَّدُ بِهَا ستَتَعَمَّدَانِ بِهَا. أَمَّا الجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي أَوْ عَنْ يَسَارِي، فلَيْسَ لِي أَنْ أَمْنَحَهُ إِلاَّ لِلَّذينَ أُعِدَّ لَهُم». ولَمَّا سَمِعَ العَشَرَةُ الآخَرُون، بَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. فدَعَاهُم يَسُوعُ إِلَيْهِ وقَالَ لَهُم: «تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذينَ يُعْتَبَرُونَ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وَعُظَمَاءَهُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم. أَمَّا أَنْتُم فلَيْسَ الأَمْرُ بَيْنَكُم هكَذا، بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُم عَظِيمًا، فلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بيْنَكُم، فَلْيَكُنْ عَبْدًا لِلْجَمِيع؛ لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَم، بَلْ لِيَخْدُم، ويَبْذُلَ نَفْسَهُ فِداءً عَنْ كَثِيرين». التأمل: “بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُم عَظِيمًا، فلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا…” “تشن” طفل صيني في السابعة من عمره ، أُصيب مع والدته الوقت نفسه بسرطان في المخ وفقد بصره وهي بفشل كلوي مزمن… طيلة فترة العلاج كان كل منهما يزوز الآخر و يهوّن عليه وكانت حالة تشن تزداد سوءًا أكثر وقد شارف على مفارقة الحياة… طلب من الأطباء نقل كليته لأمه ولكنها رفضت و مع إصرار الطاقم الطبي و إلحاح تشن قائلا ” إستمري في الحياة بقطعةٍ مني” … وافقت الام أمام هذا الموقف العصيب .. و بعد عملية زرع الكلى مات “تشن” بعد ساعات قليلة و إكتشفت الأم انه طلب من الأطباء دون إعلامها أن يتبرع بكبده لمريض أحبه كان معه في الغرفة و كليته الاخرى لفتاة بالغرفة المجاورة له!!! توفي “تشن” و أعطى الحياة لثلاث أشخاص بعده. متى تعلّم “تشنّ” هذا الكم الهائل من التضحية؟ بغض النظر اذا كان مسيحياً أم لا فقد تخرّج عظيماً من مدرسة الحب من مدرسة يسوع… لم يفهم تلاميذ يسوع في حينها أن العظمة تكون في الخدمة حتى التضحية بالنفس على مذبح الحب كما فعل هو ليعطي الحياة للذين هم في الارض. لم يتبرع يسوع بكليتيه فقط أو بكبده أو بقرنية عينيه أو أحد أعضاء جسده بل بجسده ودمه كاملين، ولا زال حتى اليوم يقدم نفسه مأكلاً ومشرباً للذين يتقدمون منه. رغم ذلك لا زلنا حتى اليوم نسأل يسوع كيعقوب ويوحنا أن يعطينا نوعاً من السلطة كي نتسلط على الآخرين ونتحكم بأعناقهم وأرزاقهم!!! أغفر لنا ضعفنا يا رب، وأعطنا أن نشرب الكأس التي شربتها، كأس الصليب، ونتعمد المعمودية التي اعتمدتها، معمودية الحب، أعطنا أن نخدم إخوتنا حتى الرمق الأخير من حياتنا. آمين. |
|