رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الجميع اخطأوا وأعوزهم مجد الله قد تم إلقاء هذا الموضوع على مجموعة من الخدام وتم كتابة الموضوع على أجزاء في المنتدى وتم رفعه على شكل كتاب في صفحة الكلمة المغروسة في الفيس تحت رقم (8) الجميع اخطأوا وأعوزهم مجد الله – 31 يوليو 2017، وأعيد كتابته مرة أخرى مع جميع أجزاءه مع الإضافة والتصحيح لإتاحة قراءته من الجميع، طالباً من الله أن يكون سبب بنيان لكثيرين حتى يستطيعوا أن يتذوقوا قوة الخلاص الثمين ويفهموا معنى الدينونة التي قصدها الرب في كلماته، نعمة ربنا يسوع تكون معانا كلنا معاً آمين |
06 - 09 - 2018, 05:52 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الجميع اخطأوا وأعوزهم مجد الله
الْكُلُّ قَدْ زَاغُوا مَعاً، فَسَدُوا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً، لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ؛ إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ (مزمور 14: 3؛ رومية 3: 23) (1) مقدمــــــــةفي الحقيقة أن هذه الآية ستظل حجر صخرة صادم يسحق كبرياء القلب الخفي لكل إنسان مهما ما كان حاله، سواء كان مؤمن بكلمة الله وله خبرة معها في تطهير قلبه وشفاء نفسه، أو كان ينكر قوة فعلها في النفس ويتخذها كمعلومة وفكر ويتكلم بها ويجادل جدل عقلي فلسفي، أو حتى يرفض الحياة التي تحملها وتنقلها لهُ، وبالطبع الإنسان الذي يقف أمام كلمة الله بصدق قلبه، سوف يرى فيها حقيقة نفسه بلا مواربة، لأنها الضوء الكاشف لخفايا الظلام المستترة عميقاً والتي لا تظهر أمام عين الإنسان، لذلك يُعرَّف الكتاب المقدس على أنه مرآة النفس التي تُظهر حقيقتها الداخلية. فكثيرون – للأسف – يهربون من مواجهة كلمة الله فاحصة القلب والضمير وأعماق النيات الخفية، واضعين مقياساً آخر لحياتهم (ربما معرفتهم أو أفكارهم الموروثة أو تقليد الناس أو أبحاثهم وكثرة القراءة)، لذلك يضلون دائماً ويتعبون داخلياً ويمرضون روحياً، ويظلُّوا يُحاربوا خطاياهم في صراع دائم مرير لا ينتهي، وذلك في محاولة بائسة منهم أن يغيروا أنفسهم ليصير لهم الضمير الصالح ليقبلهم الله، وذلك بالاعتماد على أعمالهم الخاصة وجهادهم الإرادي المستمر، ومن هنا ينشأ البرّ الذاتي والوقوع في فخ الكبرياء عديم الشفاء، لأنهم بذلك صاروا مثل الذي يُبيض القبر من الخارج ويزينه بالذهب والفضة والحجر الكريم حتى يجذب بريقه الجميع ويصير مكرماً من الناس بسبب جمال مظهره الخارجي فينال المديح، مع أنه من الداخل مملوء عِظام نخرة وحشرات سامة قاتلة، ومن كل جيفة عفنه ذات رائحة خانقة، فالخارج سهل إصلاحه بقليل أو كثير من الجهد المبذول، أما الداخل فيصعب جداً إصلاحه لأنه يحتاج إحلال وتجديد، موت وقيامة، وهذا ليس في إمكانيات الإنسان الطبيعي، لذلك مكتوب: هل يغير الكوشي جلده، أو النمر رقطه، فأنتم أيضاً تقدرون أن تصنعوا خيراً أيها المتعلمون الشرّ (إرميا 13: 23) |
||||
06 - 09 - 2018, 05:53 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الجميع اخطأوا وأعوزهم مجد الله
فالله لا يُشمخ عليه، ولا يستطيع أحد أن يخفي عن عينه شيئاً قط، بل وأبداً، لأنه بصريح العبارة المعلنة في كلمة الله مكتوب: وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذَلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا (عبرانيين 4: 13)، فالكل بلا استثناء عاش في درامة العصيان، سواء على وصية الله الصريحة المباشرة والمعلنة في الكلمات العشر، أو على ضميره الإنساني المغروس فيه وصية الله طبيعياً بحسب قوة الخلق الأول. + فقال يسوع: لدينونة أتيت أنا إلى هذا العالم، حتى يُبصر الذين لا يبصرون، ويعمى الذين يبصرون (يوحنا 9: 39)فلنصغي للكلام الخارج من فم الابن الوحيد الجنس لأنه قوة شفاء وخلاص النفس المتعبة، فبكونه يسوع مخلص شعبه من خطاياهم، قال بتدقيق لأنه يعي ما يقوله جداً بكونه الله الظاهر في الجسد: "لدينونة أتيت أنا إلى هذا العالم"، مع أنه قال أيضاً: وأن سمع أحد كلامي ولم يؤمن فأنا لا أُدينه لأني لم آتِ لأُدين العالم، بل لأُخلِّص العالم (يوحنا 12: 47) فلننتبه جداً لأن الكلام عن جد خطير ومهم للغاية، وليس فيه أي تناقض سوى ظاهري فقط، لكنه في الحقيقة هو سرّ شفاء النفس المتعبة وذلك أن سمعت وأطاعت وآمنت، أو هوَّ سرّ إعلان دينونة النفس وموتها إذا لم تسمع ورفضت، وبذلك يصير ضلالها أكيد بسبب عناد القلب وكبرياءه في عدم إيمان، لذلك السؤال المطروح الآن: ما هي هذه الدينونة التي أتى بها الرب للعالم؟ بالطبع لن نضع كلمات (أو تفسير) إنسان لأن الرب بنفسه فسر وشرح كلماته إذ قال: + وهذه هي الدينونة: أن النور قد جاء إلى العالم، وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة؛ فقال يسوع لدينونة أتيت أنا إلى هذا العالم حتى يُبصر الذين لا يبصرون ويعمى الذين يبصرون، فسمع هذا الذين كانوا معه من الفريسيين وقالوا له ألعلنا نحن أيضاً عميان!، قال لهم يسوع: لو كنتم عمياناً لِما كانت لكم خطية، ولكن الآن تقولون اننا نُبصر فخطيتكم باقية؛ من رذلني ولم يقبل كلامي فله من يُدينه: "الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الأخير". (يوحنا 3: 19؛ 9: 39 – 41؛ 12: 48)في الحقيقة الروحية واللاهوتية، أن كلمة الله هي ميزان حساس وازن القلوب، شعلة دينونة نارية، سيف حاد عادل يفصل في أمور النفس بمنتهى الدقة، وهدفها كشف المستور الخفي وفضحه بغرض الإبراء للشفاء التام، فهي مثل الطبيب الذي يُشخص المرض بدقة ويُظهر حقيقته ويُحدد هل يحتاج جراحة أم مجرد علاج، وهي بالتالي كالجراح الماهر حينما يفتح بالمشرط مكان الورم الخبيث فيستأصله وينظف المكان جيداً جداً لكي لا يبقى له أدنى أثر، وبذلك يتم الشفاء على نحوٍ تام كامل، ونفس ذات الفحص – إذا عدنا لموضوع الذبائح في طقس العهد القديم – يتم إجراءه في ذبيحة المحرقة حينما يفحص الكاهن الذبيحة بالسكين الحاد من الداخل (بعد ذبحها) لكي لا يكون فيها أي عيب، وهكذا هي كلمة الله الفعالة، إذ أنها تذبح الإنسان العتيق، وتُعري النفس تماماً وتكشف مكنونات القلب الخفي وتُشرَّح كل جُزء فيه، وتستخرج منه سم الحية القاتل، وتعالجه بالتمام، لذلك علينا (أن أردنا أن نُشفى فعلياً) أن نقف كما نحن (بدون أن نضع حجج أو نبرر أي خطأ فينا عن طريق المواقف أو حتى بكوننا ضعفاء، فلا ينبغي أبداً أن نُجمل أنفسنا) أمام دينونة كلمة الله، بل لنعرف أنفسنا عن طريقها وحدها وما هو خفي فينا، لأن كثيرة هي حيل النفس المضللة، لأن القلب نجيس ومخادع واخدع من كل شيء، فمن هو الذي يستطيع أن يعرفه ويفحصه ويعرف داءه ودواءه سوى الله الحي بكلمته النارية. |
||||
06 - 09 - 2018, 05:54 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الجميع اخطأوا وأعوزهم مجد الله
لذلك علينا أن نعود الآن للآية الرئيسية في الموضوع
لنعي حقيقة أنفسنا كما هي، لأن كلمة الله كشفت داء البشرية كلها وعيبها الخطير، إذ أعلنت بوضوح دون غموض أو تشويش، أن الكل زاغوا، أو كما قال الرسول في رسالة رومية (الجميع زاغوا)، ولم يُستثنى أحد، لذلك علينا أن نعود لشعب إسرائيل الذي كشف عورة البشرية وعارها المُشين فمكتوب: زَاغُوا سَرِيعاً عَنِ الطَّرِيقِ الَّذِي أَوْصَيْتُهُمْ بِهِ. صَنَعُوا لَهُمْ عِجْلاً مَسْبُوكاً وَسَجَدُوا لَهُ، وَذَبَحُوا لَهُ، وَقَالُوا: "هَذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ" (خروج 32: 8) فلننتبه جداً، لأننا أحياناً كثيرة نصنع لنا تماثيل فكرية ونتكلم على أساس أنها إلهنا وهي في الأساس تعتبر الْعِلْمِ الْكَاذِبِ الاِسْمِ الَّذِي إذْ تَظَاهَرَ بِهِ قَوْمٌ زَاغُوا مِنْ جِهَةِ الإِيمَانِ (1تيموثاوس 6: 21)، أو نعتمد على أموالنا ونتكل على أشياء كثيرة أُخرى متنوعة نضع قلبنا فيها: لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً (متى 6: 21). فدور كلمة الله أنها تكشف داء القلب الخفي، وتُظهر كل خفايا النفس الغير ظاهره، لكي تسلط النور على الظلمة وتبددها بالتمام، وتملأ الكيان كله بالنور الإلهي بهدف ألا يتبقى شبه ظل كأثر للظلمة التي اجتاحت النفس بكليتها وتسلطت على غرائز الجسد وهيجت شهواته، لذلك فأنه يستحيل على الإنسان أن يعرف خفايا القلب الغير ظاهرة بدون كلمة الله الفعالة المُطهرة، وبالتالي لن يتنقى قلبه أو يُشفى لأنها لم تخترق الحجاب الحاجز الذي يمنع رؤية نور وجه الله الحي. طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله؛ الروح هو الذي يُحيي أما الجسد فلا يُفيد شيئاً، الكلام الذي أُكلمكم به هو روح وحياة؛ أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به؛ سيف الروح الذي هو كلمة الله؛ كلمة الله حية، وفعالة، وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس، والروح، والمفاصل، والمخاخ، ومُميزة أفكار القلب ونياته. (متى 5: 8؛ يوحنا 6: 63؛ يوحنا 15: 3؛ أفسس 6: 17؛ عبرانيين 4: 12) |
||||
06 - 09 - 2018, 05:54 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الجميع اخطأوا وأعوزهم مجد الله
(2) حال إنسانيتنا الساقطة+ لنا الآن أن نتعرف على صفات حال إنسانيتنا الساقطة العتيقة، فهذه هي حقيقتنا كبشر ساقطين من حالة المجد البهي الذي كان لنا حسب القصد الإلهي في الخلق الأول: [زاغوا – فسدوا – ليس من يعمل صلاحاً] (1) زاغوا (×،ض¸×¨ض®)= [إنْحَرَفَ؛ إنْصَرَف عَن؛ غادَر؛ تَحَوّل عن؛ جَنَح عن؛ حادَ؛ خَرَج مِن؛ زاغ عن؛ شَطّ عن؛ ارتحل؛ احْتَجَب؛ اخْتَفَى؛ تَوَارَى؛ يموت]وهذا ما نجده واضحاً في سرد خطايا شعب إسرائيل وغيرها من الأمور التي توضح الحالة بدقة، وهي أن الجميع زاغوا أي تحولوا عن الله أو غادروا وارتحلوا وانصرفوا عنه بإرادتهم [قائلين للعود أنت أبي وللحجر أنت ولدتني لأنهم حولوا نحوي القفا لا الوجه وفي وقت بليتهم يقولون قم وخلصنا – إرميا 2: 27]، وجنحوا عن وصاياه فاحتجب عنهم وتوارى عن أعينهم، وهذه – بالطبع – ليست إرادته، بل هي نتيجة حتمية بسبب أعمالهم، لأنهم هم الذين تركوا محضره وتواروا عنه بإرادتهم لأنهم لم يستمعوا إليه [فلم يسمعوا ولم يميلوا آذنهم، بل ساروا في مشورات وعناد قلبهم الشرير وأعطوا القفا لا الوجه – إرميا 7: 24]، فساروا في طريق الموت الذي تبعه الفساد، لأن كل ما يموت يفسد، يتعفن ويتحلل ويضمحل ويعود للتراب، لذلك الآية في تسلسلها تُشرِّح الحالة بدقة وتوضحها بتفاصيل شديدة جداً (مثلما كان الكاهن في العهد القديم يُشرح الذبيحة وينظر أعماقها)، لذلك ارتبطت كلمة زاغوا بكلمة فسدوا، لإظهار النتيجة الحتمية. لذلك لو أحببنا أن نترجم الآية للتوضيح فيُمكننا أن نقول: زاغوا ففسدوا، أو فسدوا بسبب أنهم زاغوا وانصرفوا عن الحياة، أو غادروا النور وارتحلوا عن الحياة فماتوا، وبالتالي طالهم الفساد، لأنهم صاروا غير محفوظين، مثل الطعام الغير محفوظ فانه يتعفن ويتحلل طبيعياً ويصير غير صالح للاستخدام، لأنه صار سماً مُميتاً بعدما كان صالحاً لعافية الجسد وقوته. وهناك معنى خطير لهذه الكلمة وهو: (beheaded & cut off) وتعني [إنْقَطَع أو انشق؛ مقطوع الرأس]، وهذا أقوى تعبير عن كلمة زاغوا، وهو يوضح بدقة الانفصال الحادث عن الله ونتيجته المحتومة، لأن الله هو بنفسه حياة النفس، أي أنه رأس الإنسان الذي منه تنساب الحياة والتدبير والحكمة والفهم والمشورة والنور.. الخ، وبدونه يفقد الإنسان حياته كلها ويصير بلا فهم ولا معرفة ولا نور ولا حياة ولا وعي ولا إدراك، لأنه صار بلا رأس. |
||||
06 - 09 - 2018, 05:55 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الجميع اخطأوا وأعوزهم مجد الله
وهذه الكلمة مرتبطة كسبب بكلمة زاغوا، أي أن فسدوا هنا كلمة خبر سببية، بمعنى أنها تكشف الثمرة الطبيعية لما حدث من فعل، لأن أجرة الخطية [موت] (رومية 6: 23)
وأسلما عقولهما إلى الفساد، وصرفا أعينهما لئلا ينظرا إلى السماء فيذكرا الأحكام العادلة؛ فأقول هذا أيها الإخوة: أن لحماً ودماً لا يقدران أن يرثا ملكوت الله، ولا يرث الفساد عدم الفساد؛ لأن ما انغلب منه أحد فهو له مستعبد أيضا؛ ألستم تعلمون أن الذي تقدمون ذواتكم له عبيداً للطاعة، أنتم عبيد للذي تطيعونه، إما للخطية للموت أو للطاعة للبرّ؛ أن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية، والعبد لا يبقى في البيت إلى الأبد، أما الابن فيبقى إلى الأبد. (دانيال 13: 9؛ 1كورنثوس 15: 50؛ 2بطرس 2: 19؛ رومية 6: 16؛ يوحنا 8: 34، 35) |
||||
06 - 09 - 2018, 05:56 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الجميع اخطأوا وأعوزهم مجد الله
فالكلمة هنا تُفيد المعنى الجمالي من جهة اللمعان والبريق، وهو الخاص بالجمال الإلهي المنعكس على الخليقة كلها وبخاصة الإنسان، والذي يحركه – بسرّ ملامح الطبيعة الإلهية التي فيه – تلقائياً ليعمل كل ما هو صالح حسب قصد الله، لأن حينما يمتلئ الإنسان من الجمال الإلهي ينعكس ذلك (طبيعياً) على حياته كلها ويصنع كل شيء جميلٌ وحسنٌ جداً وفق مشيئة الله حسب ما حدث في الخلق الأول، لأننا نجد نفس ذات الكلمة عينها في سفر التكوين من جهة الخلق: [ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسنٌ (×کض–וض¹×‘) جداً] (تكوين 1: 31) ونتيجته أن الله ارتاح بسبب هذا العمل الحسن. فالصلاح هنا يُعبر عن جمال عمل الله في كماله،هذا الذي أُعطى للإنسان من جهة الشركة، لأنه خُلق على صورة الله، فينبغي عليه أن يُحقق المثال ويعمل أعمال الله الحسنة جداً المُريحة للقلب والخليقة، وهذه تستحيل – في المطلق – بسبب حالة غياب الإنسان عن الله، لأنه فاقد قوة الحياة النورانية وبالتالي دخل في حالة من التشويه الداخلي وبالتالي صار يعمل أعمال شوهت الطبيعة فثبت اللعنة بأعماله: ملعونة الأرض بسببك بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك (تكوين 3: 17). إذاً الموضوع ليس كما نظن من جهة فعل الصلاح العاديمن إعطاء العشور أو التبرع بالأموال أو مجرد أعمال رحمة أو مُجرد طاعة الوصية من الخارج، بل القصد: "أعمال إلهية بالدرجة الأولى" والتي لها رونق وجمال ولمعان مجد سماوي يخصها في ذاتها، والتي تؤدي بالتالي – بتلقائية – إلى الراحة الحقيقية والبرّ والسلام الداخلي بسبب حالة الرضا الإلهي الذي فيها، لذلك الرب قال بنفسه: أنا الكرمة وأنتم الأغصان، الذي يثبت فيَّ وأنا فيه، هذا يأتي بثمر كثير، لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً (يوحنا 15: 5). فبدون وجود الله في حياتنا الشخصية وسكناه فينا،لن نستطيع أن نعمل أعمال الصلاح الذي يعملها هوَّ من خلالنا، لذلك فكل كلام عن أعمال الإنسان وجهاده الشخصي، والتي يظن البعض أنها تُخلِّصه وتجعله مقبولاً عند الله هي عبارة عن وهم وسراب لا يحقق راحة ولا هدوء للنفس ولا فيه أي نوع من أنواع الشفاء، بل هو عِبارة عن ثقل حمل شديد يجعل الإنسان في صراع دائم مع نفسه، ولن يجعله أبداً يصل لميناء الراحة والسلام، مع أن الصلاح الحقيقي كما شرحناه، هو الوحيد الذي فيه راحة. وهذه هي علامة الأعمال الصالحة التي بحسب النعمة والتي يحققها فينا الروح القدس: "الراحة والسلام اللذان يولدان الفرح في النفس، وذلك بسبب أن كل شيء صار حسناً جداً بسبب الأعمال التي يعملها الله فينا بنفسه [لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة – فيلبي 2: 13]، لذلك الرب قال: فليُضيء نوركم هكذا قُدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة (حسنٌ جداً) ويمجدوا أباكم الذي في السماوات (متى 5: 16)إذاً ليس من يعمل صلاحاً (بهذه الصورة التي تم شرحها حسب قصد الله) هي نتيجة طبيعية جداً بسبب (فسدوا) لذلك ارتبطت الكلمة بـ (ولا واحد)، تعني ألا تتعب نفسك أيها القارئ العزيز وتظن أنك تستطيع أن تعمل أعمال الصلاح على هذا المستوى الفائق، لأنها ليست من إمكانيات الإنسان الطبيعية، بل مصدرها واحد: هو الله الخالق العظيم. |
||||
06 - 09 - 2018, 05:57 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الجميع اخطأوا وأعوزهم مجد الله
فأن كان الفساد موجود في داخلي، فأن ذلك يعني إني ميت مقطوع الرأس، وبما إني ميت فكيف لي أن أفعل الصلاح حسب قصد الله في الخليقة وأنا أجهله لأني ميتاً عنه وأجهل بره [لأنهم إذ كانوا يجهلون برّ الله ويطلبون أن يثبتوا برّ أنفسهم، لم يخضعوا لبرّ الله – رومية 10: 3]، إذاً الموضوع ليس مسألة أكف عن الخطية بقليل أو بكثير من التدريب والجهاد الإرادي أو بغصب النفس للخضوع لخطوات توبة موضوعه من الناس ببنود كثيرة حملها ثقيل على عاتق الإنسان الطبيعي، لأن أساس المشكلة وجوهرها في إني – أنا شخصياً على وجهٍ خاص – منعزل داخلياً عن النور الإلهي، مقطوع منفصل عن الله النور، تسكنني الظلمة وتحيط بي من كل جانب، أي إني منفصل تماماً عن الحياة، لذلك أنا ميت بالخطايا والذنوب، أي ميتاً عن الله، فأنا فسدت، فكيف للفاسد المنحل المتفسخ والمُمزق، أن يقترب من الكامل وغير الفاسد، بل ومن أين لهُ أن يعمل الأعمال الحسنة جداً التي بحسب الوصية المقدسة نور النفس وفرحها الحلو، لأن الوصية تنفع وتعمل في الأحياء فقط لا في الأموات بالخطايا والذنوب الذين يعيشون في الظلمة وظلال الموت، فالميت ليس له أي إرادة أو قدرة على أن يقوم ويتحرك من نفسه، بل لا بُدً من آخر يحركه كما شاء، ولكنه لن يُحييه مهما ما وضع لهُ من قانون صالح، وصنع به ما شاء من تحنيطه أو تزيينه أو وضع الروائح العطرة على جسده كله ووضعه في قبر من الفضة أو الذهب.، لأن حاله "ميت" ليس فيه حياة، وسيظل فاسد لن يتغير أو حتى يتوقف عن تحلل جسده، أي أنه لن يتوقف عن الاستمرار في الفساد. |
||||
06 - 09 - 2018, 05:57 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الجميع اخطأوا وأعوزهم مجد الله
فإلهنا إله أحياء وليس إله أموات، فبكونه هو الحياة الحقيقية للنفس فقد اقترب بنفسه من الميت ليمسه فيُقيمه، لأن لعازر الميت لم يذهب إليه، لكن الرب بنفسه أتى للعازر لأنه ميت ومدفون في القبر، وقد نداه نداء الحياة فأقامه بعد أن أنتن، فالحياة أن لم تدخل في كياني الميت فكيف أقوم وانهض وأُطيع الوصية بفرح ومسرة، وعن طيب خاطر أنفذها بطاعة الإيمان الحي العامل بالمحبة حتى تصير أعمالي كلها حسنة جداً فيها رائحة الحياة الأبدية التي تشع من الله فيَّ بروح الحياة الذي في المسيح يسوع، هذا الذي أعتقني من ناموس الخطية والموت (رومية 8)، فأن كنت أنا مستعبد للخطية مسجون في الظلمة ومكبل بفساد طبيعتي ملتصقاً بالتراب، كيف أتحرر من ذاتي، ومن أين لي القوة والقدرة للأعمال الإلهية الحسنة جداً المُريحة لي كما لكل من يراها فيَّ حتى أنه ينفعل بها فيمجد الآب السماوي. لذلك – بحسب التدبير – في ملئ الزمان ظهر الله في الجسد نورا للأمم ليكون خلاصاً إلى أقصى الأرض (أعمال 13: 47)،لذلك مكتوب: الشعب الجالس في ظلمة أبصر نوراً عظيماً، والجالسون في كورة الموت وظلاله أشرق عليهم نور (متى 4: 16)، والرب بنفسه أيضاً قال: أنا قد جئت نوراً إلى العالم، حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة؛ فأن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً، أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا؛ أنه تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون. (يوحنا 12: 46؛ 8: 36؛ 11: 25؛ 5: 25) إذاً نحن الآن نعيش في تلك الساعة عينها التي تكلم عنها الرب الصادق الأمين،لأن حينما يتكلم ينطق بكلمته التي تحمل حياته الإلهية لتشع على الجميع كشمس النهار في زمن التجديد، وحينما يسمعها الميت بالخطايا والذنوب يقوم وينهض فوراً لأنه آمن، لأنه مكتوب عن إنجيل الخلاص بشارة الحياة: فيه معلن برّ الله بإيمان لإيمان كما هو مكتوب أما البار فبالإيمان يحيا؛ برّ الله بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون لأنه لا فرق (رومية 1: 17؛ 3: 22) إذاً الإيمان بالمسيح الرب – عن رؤية وانفتاح الذهن بالروح – هو عِبارة عن تصديقيقيني بأنه هوَّ حياة النفس، وقبوله كمُخلِّص خاص، وهذا كافي بأن يُدخلنا في سرّ الحياة الجديدة، ويجعل إنسانيتنا جديدة مؤلهه فيه هوَّ، لأنه اتحد بجسم بشريتنا، لذلك يُرسل روح الحياة، الروح القدس الرب المُحيي، يسكن أوانينا ليُطهرها ويُشفيها من براثن الخطية والموت، ويزرع كلمته الخاصة فينا التي تعمل على تنقيتنا فنعاين نور وجهه الخاص فنستنير ونُنير، ونستطيع ان نحيا بالوصية بسهولة دون صراع وجهد بلا طائل، لأننا ننفك من الخطية وتسقط عنا قيود الموت بتلقائية، وتهرب الظلمة ولا يبقى سوى النور الذي به نُعاين النور، فنعمل الأعمال الحسنة ومن ثمَّ نتكلم ونشهد لأننا آمنا بمسيح القيامة والحياة الذي غيرنا ويُغيرنا إليه، إذ هو الشافي لأوجاعنا الداخلية ومُغيرنا إليه، فصار لنا حق الدخول إلى القداس العُليا مع جميع القديسين لأننا صرنا أبناء لله فيه: + كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِياً إِلَى الْعَالَمِ. كَانَ فِي الْعَالَمِ وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ. إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ. وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً. (يوحنا 1: 9 – 14) |
||||
06 - 09 - 2018, 05:58 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الجميع اخطأوا وأعوزهم مجد الله
إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ (رومية 3: 23) بعدما شرحنا بالتفصيل معنى "الكل زاغوا وفسدوا معاً، وليس من يعمل صلاحاً، ليس ولا واحد"، نعود لنغوص فيما هو أعمق لنتعرَّف على العوز الحقيقي للنفس، وهذا – بالطبع – يتضح لنا بسهولة بعد شرح المعنى الحقيقي للسقوط، لأن من يعرف عاره يعرف كيف يطلب مجده، ومن يعرف طبيعة مرضه يلجأ للمختص، أي إلى الطبيب الحقيقي القادر وحده على رد تمام الصحة والعافية، وذلك عن حاجة شديدة إليه ليمد يده بالشفاء العاجل لقلبه المعتل. فمن المستحيل أن نعرف حاجاتنا وعوزنا الحقيقي إلا بعد معرفة طبيعة السقوط الذي صار لطبيعتنا التي فسدت بالتمام لأنها قُطعت من أرض الأحياء أي بمعنى أدق فُصلت عن الله رأسها، لأن رأس كل خليقة لم يعد ملتصقاً بخليقته كما كان، لذلك سرى فيها الفساد طبيعياً، لأن الموت صار يعمل فيها ولم يعد فيها أي شيء صالح (والصلاح هنا هو الأعمال الحسنة الإلهية الجميلة كما سبق وشرحناها)، لذلك ليس لها حل سوى الإحلال والتجديد، لأنها مثل أساس المنزل المُتهالك الذي أكل خشبه السوس، وأكلت العثة قماشه، لذلك لا ينفع إلا للحريق، لأن ما اضمحل وتمزق قد فسد وتفسخ فلا يصلح لشيءٌ أبداً، إلا أن يُطرح خارجاً ويُداس من الناس، لذلك طالما الفساد طالنا داخلاً وانعكس علينا خارجاً وظهرت ثماره المعطوبة الغير صالحة، فنحن نحتاج لعملية إحلال وتجديد جذري، أي أن خليقتنا العتيقة لم تعد تنفع ولا تصلح ولا تُرمم، بل مصيرها للصلب والموت لكي لا يستمر فعل الفساد سارياً، لأن ما قد مات سيستمر في التعفن ونشر الأوبئة والأمراض التي لا تنتهي، بل وستصير عدوى متفشيه لكل من هم حوله، فأن لم يتم القضاء عليه والتخلص منه إلى الأبد، وذلك باستئصاله من جذوره حتى لا يبقى منه شيئاً، فأنه سيصير مثل الخمير الذي يُخمر العجين كله، لأن حتى ناموس الوصايا الصالحة والفرائض، لم يستطع أن يُصحح وضع الإنسان ويُعطيه الصحة والعافية، بل كشف عن طبيعة مرضه الخطير وأظهر موته وأكد دينونته: لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزاً عَنْهُ فِي مَا كَانَ ضَعِيفاً بِالْجَسَدِ، فَاللَّهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ (رومية 8: 3) |
||||
|