رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل تحسب أني سأحاسب وحدى
علي خطاياي ؟ كلا ، بـل أنكــــــــم ستقتسمون الحســـاب مـعي . فــلو اعتنت بي الكنيســــــــــــة ما كنـت أصــــــــل إلي هـــذه الحالــــــة !!} مــســــــاكــــيــن ************** قال لي وهو ينفث دخان سيجارته في وجهي : { لعلك تعجب من حالتي الآن } فنظرت إلي شعره الطويل المصفف اللامع وعينيه الغائرتين ، واسنانه الصفراء ، واصابعه المرتعشة في عصبية ظاهرة ، وشعرت نحوه بكثير من الأشفاق .. أنه واحد من الذين فداهم المسيح بدمه . وقبل أن أجيبه بشئ استطرد في مرارة: { أنني لم أكن هكذا كما تعلم ..} كنت قوي الروح ،رضي الخلق ، مواظبا علي الكنيسة ، ثم أخذت أفتر شيئاً فشيئاً حتي انقطعت عن حضور الإجتماعات فلم تفتقدني الكنيسة أو تسع لارجاعي ، وزاد غيابي وزاد معه فتوري ، وضعفت ارادتي ، وظللت أهوي من قمتي العالية قليلا دون أن يفتقدني أحد .. إلي أن أفتقدني الشيطان ... وعندما أتي وجد قلبي مزينا مفروشا ووجد أرادتي منحلة ، ولم يجد حولي انجيلا ولا صلاة ولا واحد من المرشدين الروحيين ، وهكذا ضعت فريسة سهلة ، وسرت في الظلام .. الظلام المحبوب الذي احبه الناس أكثر من النور وهز رأسه في هدوء وقال : { أنني أشتري الآن أربع علب من التبغ كل يوم } وشهقت في دهشة وألم { وأذهب إلي دور الخيالة ما لا يقل عن ثلاث مرات في الأسبوع ، واقرأ القصص العابثة وأتسلي بالأغاني الماجنة . وأصطحب جماعة كأنهم من زبانية الجحيم .. في بدء سقوطي كنت أقاوم الخطيئة ولا استطيع لضعف أرادتي .. أما الآن فأني لا أقاوم علي الأطلاق ثم ضحك في استهتار وقال : { بل أخشي أن أقول أن الخطية هي التي تقاومني ، ولكنها لا تستطيع لضعف أرادتها }! وكنت خلال ذلك حزينا جدا ، أما هو فنظر إليّ نظرة قاسية وقال في حدة : {هل تحسب أنني سأحاسب وحدي علي خطاياي } . كلا . بل أنكم ستقتسمون الحساب معي . { فلو اعتنت بي الكنيسة ما وصلت إلي هذه الحالة }. ليس المهم يا صديقي القارئ أن اكمل لك قصة هذا الشاب فإنها واحدة من شبيهات كثيرات . علي أنني أقول لك أنني رجعت إلي منزلي في تلك الليلة وأنا في غاية الألم من اجله ومن أجل نفسي . أخذت اسائل نفسي في صراحة : كم شخص مثل هذا تدهورت حالته نتيجة لعدم افتقادي وعدم أهتمامي ؟ وأخذت استعرض أسماء الذين لم أفتقدهم منذ مدة ، وأنتابني خوف وهلع ، وشعرت نحوهم بكثير من القلق ، ثم تساءلت : العل وجودي خادما هو معطل لخدمة الله . ورنت في أذني عبارة الشاب { أنكم ستقتسمون الحساب معي } وتذكرت قول القديس يعقوب الرسول : {لا تكونوا معلمين كثيرين يا أخوتي عالمين أننا ناخذ دينونة أعظم لأننا في اشياء كثيرة نعثر جميعاً }. ولما استمرت حالة الاضطراب مدة معي ، طلبت أعفائي من الخدمة ، وإذ رفض طلبي أرتميت أمام الله وبكيت بكاءاً مرا عرفت أنني مسكين .. مسكين عندما رضيت أن أكون خادماً ولم أقل عبارة أرميا { آه يا سيد الرب أني لا اعرف أن أتكلم لأني ولد } ومسكين عندما كنت أحسب الدرس مجرد محاضرة القيها في هدوء وأنصرف في هدوء . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
خواطر خادم .5 |
خواطر خادم .6 |
خواطر خادم .4 |
خواطر خادم .3 |
خواطر خادم 2 |