ننشر كلمة البابا العظة الأولى عقب حادث الأنبا إبيفانيوس

[Mary Naeem]

ننشر كلمة البابا العظة الأولى عقب حادث الأنبا إبيفانيوس

قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية: «نحن نحتفل بصوم العذراء وسط الأحداث التي تمر بها الكنيسة أنها أم جميع البتولين وهى النهج الذي عليه قامت الحياة الرهبانية والديرية، وعندما نتصفح التاريخ المسيحي المصري».

وأضاف البابا تواضروس الثانى، خلال عظته الأسبوعية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أنه منذ تأسيس مرقس الرسول للمدرسة اللاهوتية، وكانت مدرسة ذائعة الصيت، وظهر في تاريخ الكنيسة أباء سلمونا ميراثًا غنيًا وتواكب أيضًا هذا مع عصر الاستشهاد، لكن غيرة الأقباط وغيرة حياتهم خافوا أن تفقدهم الراحة قوة الإيمان، وبعد أن كان الاستشهاد بالدم بحث الاستشهاد بشكل آخر حتى ظهرت الرهبنة، وظهر أول راهب في العالم في مصر وهو "القديس أنطونيوس الكبير" الذي أسس الرهبنة التي انطلقت من مصر لكل العالم، وانتقلت الحياة الرهبانية، منذ القرن الثالث والرابع فى مواضع كثيرة فى مصر من بينهم الأنبا مكاريوس الكبير والأنبا باخوميوس.

وأشار إلى أن منطقة وادي النطرون جامعة للروحيات لذا سمية الأسقيط الذى تعنى النسك، وصارت منطقة وادي النطرون والقلالي، دار للنسك، والحياة الناسكة، وعشرات الألوف من القديسين، وصارت الأديرة القبطية والمصرية محطة لأنظار العالم، وصارت جامعات للحياة الإنجيلية التى بأتى إليها الكثيرون من أنحاء العالم.

وأوضح أن القديس يوحنا ذهبى الفم عندما جاء ليزور القلالى، ووجد جمال البراري القاحلة، قال: "السماء بكل نجومها ليست بجمال برية مصر بكل نساكها"، مضيفًا: "أحب أن يعرف الجميع أن الحياة الرهبانية عامرة وظلت عامرة وستظل حتى مجئ السيد المسيح، رهبنة فلسطين وسيناء ومواضع كثيرة جدا جاءت من مصر ونقلت الرهبنة والروح الرهبانية وصار جيل يسلم جيل، وصارت الحياة الرهبانية لها نظام أيها الحبيب لا تنظر لضعف أشخاص، فالكيان الرهبنة نقى ونظامها نقى".

وأوضح أن حياة الرهبان تنقسم إلى ساعة صلاة، وساعة قراءة، وساعة عمل، ومع التطور تطورت الأعمال بداخل الدير من الأعمال اليدوية إلى كلًا بحسب، وظيفته الأصلية وما يحتاجه الدير، بنيت الحياة في الدير على ثلاثة نذور بدايتها بالكفن.
وحذر البابا تواضروس من سرد الشائعات التي يتداولها الجميع، لافتا إلى أن الحياة الرهبانية ليست سهلة ولا يقدر عليها أي أحد فهي تحتاج لنفسية خاصة وأن دخول الدير تكملة للحياة الروحية، مؤكدًا أن النذر الأول هو الفقر، والثاني هو الطاعة، كي لا يسير أحد والثالث هو التبتل.

وتابع: "اعرفوا قيمة الأديرة فهي بصلواتها حارسة لحدود مصر، لأن الصلوات الرهبانية التى تبدأ منذ الفجر، وعل مدار اليوم، هى التى لا تجعلنا نهتز أننا جميعا تحت الضعف البشرى، فحتى فى قصة السيد المسيح قام باختيار تلاميذه كل على حدة واختارهم، ورأوا هؤلاء التلاميذ، معجزات السيد المسيح وكل ما فعله، وبالرغم من هذا جاء أحدهم، وهو "يهوذا" الذي لم تدخل تعاليم المسيح بداخل قلبه، ودخل بقلبه شيطان".

وأكد: "وفى كل مجتمع يظهر يهوذا، وفى كل 12 تلميذ يظهر يهوذا لا تهتزوا يا إخوتي فالله ضابط الكل، القصص فى الكتاب المقدس كثيرة، والحروب الرهبانية أيضًا كثيرة".
هذا الخبر منقول من : الدستور