منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 08 - 2018, 12:41 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,849

البابا يقود التيار الاصلاحي للكنيسة

البابا يقود التيار الاصلاحي للكنيسة
«نريد أن تظل الأديرة واحات صلاة وعبادة دون انشغال بالعالم، إلا بما تتطلبه الضرورة»، هكذا تمنى البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وهو ما خطّه عام 2013 فى مقدمة «دليل الرهبنة والحياة الديرية»، إلا أن ما تشهده الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من صراعات فكرية ولاهوتية فى العصر الحديث بين أطراف متباينة انعكس بالتالى على الأديرة، فأصاب «واحات الصلاة» ما أصاب «الكنيسة».
وبين تيارين وُصف أحدهما بـ«الإصلاحى» والآخر بـ«المحافظ أو المتشدد»، انقسمت الكنيسة كطودين عظيمين، تتماس تبعاتهما مع كافة أركان المؤسسة الكنسية، إذ تبنّى التيار الأول البابا شنودة الثالث، ومثّل التيار الثانى الأب متى المسكين، أشهر رهبان الكنيسة فى القرن العشرين. وكان البابا الراحل والمسكين تجمعهما فى بداية شبابهما فى أربعينات القرن الماضى علاقة التلميذ بأستاذه، وعلى يديهما دخل طلاب المؤهلات العليا إلى الرهبنة القبطية، لكن تباعدت المسافات بينهما بعد أن صار البابا شنودة أسقفاً للتعليم فى عهد البابا كيرلس السادس، وصار الأب متى المسكين الراهب المتمرد على الكنيسة بكتبه وتعاليمه اللاهوتية، وكان ذلك مع بداية ستينات القرن الماضى، قبل أن يقرر البابا كيرلس عزل «المسكين» من الرهبنة بعد تكوينة «بيت التكريس» فى حلوان، وهو القرار الذى استمر لمدة 9 سنوات، وانتهى بالصلح بين الراهب والبابا وعودته للرهبنة مرة أخرى قبل وفاة البابا بعامين، والذى كلفه بتعمير الحياة الرهبانية فى دير «أبومقار» بوادى النطرون، وهو من رُسم كراهب فى البداية بدير الأنبا صموئيل بجبل القلمون بالمنيا.
كان الأنبا شنودة، أسقف التعليم فى تلك الفترة، يخوض معارك أخرى، تارة مع الأنبا غورغوريوس أسقف البحث العلمى، وأخرى مع البابا كيرلس شخصياً، إذ أنشأ «شنودة» عام 1965 مجلة الكرازة وتولى رئاسة تحريرها، واستُخدمت فى الهجوم على البابا الذى لقّبها بمجلة «الجزارة» وأمر بإيقافها، بحجة أن الكنيسة لن تصرف على مطبوعة تهاجمها، ما جعل «شنودة» يشن منها الهجوم على الكنيسة ويؤلب طلبة الكلية الإكليريكية على البابا، حتى تظاهر الطلبة ضد البطريرك داخل الكاتدرائية مرددين هتافات «يسقط البابا»، ليعاود «شنودة» سيرته الأولى.
الخلافات ظهرت على يد «شنودة» و«المسكين» وتطورت إلى معركة بين «الإصلاحيين» و«المحافظين» فى عهد «تواضروس» و«العلمانيون» حائرون بين الطرفين والبطريرك الراحل رفض محاكمة «متى» كنسياً: الخلاف فكرى وليس شخصياً وبعد وفاته حمل «التيار العلمانى» راية أفكاره
وبعد وفاة «كيرلس» عاد التنافس بين «المسكين» و«شنودة» للمرة الثانية على الكرسى البابوى الذى شهد منافستهما من قبل بعد وفاة «يوساب الثانى» وتم استبعادهما بسبب شروط لائحة انتخاب البابا عام 1957، إلا أن الأمر فى الجولة الثانية، فى بداية سبعينات القرن الماضى، حُسم بالقرعة الهيكلية لصالح «البابا شنودة»، وفُتحت صفحة جديدة بين البابا الجديد وقتها والراهب، وحرص البابا شنودة على مداومة زيارة دير «أبومقار» الذى تحول «المسكين» إلى الأب الروحى لرهبانه، يلهمهم بتعاليمه وينقل إليهم فكره، حتى العام 1978، إذ شهدت العلاقة بين «المسكين» و«البابا الراحل» تبايناً فى وجهات النظر حول الأمور السياسية، فهاجم «المسكين» تدخُّل الكنيسة فى السياسة، وهو من جلس مع الرئيس الراحل أنور السادات قبل قرارات سبتمبر 1981، التى تم خلالها عزل البابا شنودة من الكرسى البابوى، وأسهم «المسكين» فى وضع أسماء اللجنة البابوية لإدارة شئون الكنيسة بعد رفضه عرض «السادات» له بتولى «الكرسى البابوى»، واعتبر «المسكين» وقتها أن قرارات الرئيس الراحل أنقذت الكنيسة والأقباط.
قبل تلك المعركة كان البابا شنودة يسعى لتعزيز مكانة الكنيسة المصرية، وتنظيم شئونها فسعى لرسامة العديد من الأساقفة والكهنة، وكانت عظاته الأسبوعية ملهمة للأقباط، فيما كان «المسكين» محصوراً بين فكره وكتبه داخل جدران «دير أبومقار»، وحين خرج البابا شنودة من الإقامة الجبرية بدير الأنبا بيشوى التى وُضع فيها لخمس سنوات، اشتدت معركته الفكرية واللاهوتية مع «المسكين»، وكان لكل فكر أطراف يناصرونه من هنا وهناك، وتحول الصراع إلى إصدار الكتب المتضادة لتفنيد آراء كل منهما، إلا أن البابا شنودة الذى رفض محاكمة «المسكين» كنسياً بالاتهامات التى ساقها ضده، ومنها الترويج لتعاليم منحرفة عن الإيمان، مشيراً إلى أن الصراع «فكرى» وليس «شخصياً»، قام بزيارة الدير لأول مرة منذ 1978، فى عام 1996، ولم يعاود الزيارة مرة أخرى فى حياة «المسكين»، إلا أن الصدامات الفكرية استمرت، ودخل على الخط الأنبا بيشوى مطران كفر الشيخ ودمياط، الذى شغل منصب سكرتير المجمع المقدس للكنيسة فى عهد البابا الراحل، وبدأ فى الرد على كتابات «المسكين» حتى بعد وفاة الأخير عام 2006.
ووسط ذلك بدأ صراع آخر منذ عام 1994 بين الكنيسة والعلمانيين، إذ هاجم البابا مجلة «مدارس الأحد» وطالب بإيقافها، هو الذى كان أحد مؤسسيها فى أربعينات القرن الماضى، وحملت افتتاحيتها عام 1947، التى كتبها فى ذلك الوقت «نظير جيد»، الذى صار فيما بعد «البابا شنودة»، منادياً بالإصلاح داخل الكنيسة، واتهم قيادات الكنيسة بعدم تنفيذ الإصلاح الذى ينادى به المجتمع القبطى طوال نصف قرن.
إلا أن معركة الكنيسة والعلمانيين الذين ساندوا أفكار «المسكين» استمرت بتأسيس «التيار العلمانى القبطى»، وعُقد أول مؤتمر لهم فى نوفمبر 2006. أما «دير أبومقار»، الذى كان يُعتبر مستقلاً عن الكنيسة، حتى إن البابا شنودة كان ينصح الأقباط بعدم الرهبنة فيه ويصف مَن فيه بالمرضى النفسيين، فشهد زيارة تاريخية للبابا شنودة عام 2009، قام خلالها بتغيير الزى الرهبانى للرهبان وألبسهم الزى المعتمد من الكنيسة الذى كان يرفضه «المسكين»، وهنا قدم الأنبا ميخائيل، مطران أسيوط الراحل، والذى كان يشرف على الدير، استقالته من منصبه، دون أسباب معلنة، ثم تراجع عن استقالته بعد وفاة البابا شنودة فى 2012، ورُقى وقتها عدد من رهبان الدير إلى الرتب الكهنوتية.
وبعد أن تولى البابا تواضروس زمام الأمور فى الكنيسة، تخلى «ميخائيل» عن رئاسة دير «أبومقار»، وطالب البابا باختيار أسقف للدير، وتم ذلك بالفعل بانتخابات شارك فيها الرهبان أسفرت عن فوز الأنبا إبيفانيوس، فى 2013 برئاسة الدير، وطالبه وقتها البابا تواضروس بـ«لمّ شمل الدير» الذى تنازعته الصراعات بعد وفاة «المسكين»، وهو ما سعى إليه الأسقف الراحل. ويُعد البابا تواضروس من «التيار الإصلاحى» داخل الكنيسة، والذى أتى بخطة واضحة لترتيب البيت الكنسى من الداخل، إلا أن محاولاته اصطدمت ببعض من كوّنوا مراكز قوى داخل الكنيسة، حاولوا إثارة القلاقل فى وجه البابا الجديد، تارة بمهاجمته خلال عظاته الأسبوعية، أو شنّ هجوم مستتر عليه على مواقع التواصل الاجتماعى، وتارة أخرى بتأسيس مواقع مسيحية وحركات قبطية ترفع شعارات «الإيمان الأرثوذكسى» وتهاجم خطوات البابا الإصلاحية، منها «طريقة الميرون»، و«تقاربه مع الطوائف الأخرى»، وتصدّيه للتعليم الكنسى عبر مشروع الألف معلم كنسى، مع تفكيك الأزمات المستعصية داخل الكنيسة مثل «الأحوال الشخصية» و«بناء الكنائس»، فضلاً عن تقاربه مع القيادة السياسية وتفضيله «الوطن» على «الكنيسة» فى الأزمات التى مرت بها الدولة المصرية.
وكانت الاتهامات التى تلاحق البابا تواضروس «تصعيده رجال الأب متى المسكين داخل الكنيسة، التساهل فى الإيمان الأرثوذكسى»، حتى إن البابا رد عليهم شخصياً بالقول إنه أكثر غيرة منهم على الكنيسة، وطالبهم بكشف أسمائهم الحقيقة وعدم التستر وراء أسماء وهمية، وإن كان يعضد البابا فى موقفه بعض الأساقفة مثل «الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط»، إلا أنه كان يقف مع الصف الآخر بتعاليمه وكتبه «الأنبا بيشوى مطران كفر الشيخ». وبعد 5 سنوات ونصف من توليه الكرسى البابوى بدأ البابا تواضروس، فى مايو الماضى، أكبر حركة تغيير داخل الكنيسة، أطاح بالعديد من أساقفة الكنيسة من مواقعهم الإدارية، لتجديد دماء الكنيسة، قيل وقتها إنها تصعيد لرجال البابا الجديد، لصالح من وُصفوا بـ«الحرس القديم» بالكنيسة، إلا أن البابا أعلن فى مجلة الكرازة الناطقة بلسان الكنيسة، أن التغيير يتم بسلاسة وفى محبة كاملة، قبل أن يعلن عن دعوته لحوار لاهوتى موسع بين الكنيسة القبطية والطوائف المسيحية الأخرى فى مايو المقبل بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، وكان أحد المنسقين لهذا المؤتمر هو «الأنبا إبيفانيوس» رئيس دير «أبومقار» الراحل، كما شُكّلت لجنة لمراجعة التعليم الكنسى بعد دعاوى بوجود أخطاء تعليمية فى بعض كتابات رجال الكنيسة، إلا أنه لم يمر شهران على تلك الحركة حتى هزّ الكنيسة مقتل الأنبا إبيفانيوس خارج قلايته -سكنه بالدير- وهو الذى يُعد أحد تلاميذ الأب متى المسكين والذى كان يستشيره البابا تواضروس فى كثير من الأمور، فى ملابسات ما زالت غامضة حتى الآن، سيزيح الإعلان عن اسم القاتل الكثير من علامات الاستفهام حول ما يحدث فى الكنيسة المصرية.
البابا يقود التيار الاصلاحي للكنيسة
هذا الخبر منقول من : الوطن
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
البابا تواضروس البابا شنودة عاش معلمًا وراعيًا وقائدًا للكنيسة
البابا تواضروس يكشف عن امنيته للكنيسة في 2020
زيارة البابا للأقصر.. الأولى للكنيسة منذ 100 عام
"أقباط بلا قيود" تُشيد بأجواء الانتخابات البابوية.. وتؤكد: نتطلع إلى بطريرك للكنيسة يقود دفتها بحكمة
الأقباط يختارون البابا رقم 118 للكنيسة الأرثوذكسية ..بعد غد


الساعة الآن 04:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025