شفاء الذكريات
هل تعلم كيف يمكن أن تجعل الفيل الذي من أعنف الحيوانات تجعله من أهدى الحيوانات؟! فقد سمعت قبل ذلك أنه يمكنك هذا بوضع “أساور حديدية” في أقدامه من صِغره فكلما يبدأ في العنف تلجمه هذا الحديد فيهدأ وهكذا..
العامل المشترك
منذ عدة أشهر حضرت محاضرة عن “ذكريات الطفولة”.. وطُلب من كل فرد جالس في القاعة أن يكتب أجمل وأسوء ذكرى في طفولته..
وجدت البعض يقول يمكن أن أكتب أكثر من ذكرى جميلة؟! ووجدت البعض يقول يمكن أن أكتب أكثر من ذكرى سيئة؟! ووجدت الأكثر يكتب الذكريات السيئة فقط.. فما أدركته هو أنه لايوجد أحد يكتب الذكريات الجميلة فقط وأدركت أيضاً أن الألم هو العامل المشترك بيننا..
تشكل حياتك
“تبدأ التأثيرات الأولى في حياة الطفل منذ عمر خمس سنوات” سمعت هذه الجملة منذ فترة لسيت بعيدة وبدأت أفكر وأتسائل.. هل تستطيع ذكريات الطفولة أن تتحكم في مستقبلنا؟! هل تستطيع ذكرياتك أن تشكل حياتك؟! نعم بالفعل فكل ما تصنعه مع طفلك يتذكره ليس فقط وهو في الشباب ولكن أيضاً في الشيخوخة بل أيضاً هى التي تشكل حياته فتذكر أفعالك هذه الأيام وأفكارك ستجدها معتمدة على ما تعلمته وأنت صغير وما تلقيته من والديك وخلق فيك معتقد وفكرة ما.. فلذلك نحن متخلفون فكل منَا يحمل بداخله ذكريات مختلفة وعادات مختلفة وتربية وقوانين وطموحات وإخفاقات ونجاحات مختلفة..
ولكن هل من مفر من الذكريات المؤلمة التي تترك ترسبات بداخلنا ونحن لا نشعر؟! هل من مَخرج من هذه الدائرة من ما تعلمته وأثَّر فيَ ونقلته كما هو لآخرين بدون مناقشة وعلاج هل يمكنني أن أفعل الصواب الذي أعرفه لا الخطأ الذ تعلمته وتعودت عليه؟!
نعم فالحل موجود ولكن ليس بحل سحري فهي سكة من التعافي تحتاج أن تسير فيها سكة من الهدوء وأن تجلس مع ذاتك وتفحصها وتحاكيها وتبدأ أن تعرف وتفرق بين ما تعلمته وبين الصواب الذي يجب أن تفعله بين ألمك وبين أحلامك.. ليتحول الألم والتجربة لخبرة وتعمل على تحقيق ذكريات سعيدة.. ولكن إفعل هذا بين يدي القدير وأطلب منه المشورة والحكمة والمعونة والشفاء