رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ألا نتأمل أيها الأحباء في الكُلفة التي تكلفها ربنا المعبود في حياته على الأرض كمتألم طوال 33 سنة قبل الصليب؟ لقد تألم مجرباً، وعانى من الجوع، والعطش، والتعب، وكثير غير ذلك. لم يكن محتاجاً لهذه الآلام، ولكنه دخل فيها بإرادته حتى يعرف بالاختبار العملي هذه الأوجاع. لقد صار إنساناً له المجد ليس فقط لكي يموت من أجلنا ولكن لكي يختبر كل ما يحرك قلوبنا من آلام حتى يدخل إلى عُمق مشاعرنا وتكون له شركة تامة معنا. فعندما يقف المرء على قبر صديق، جيد له أن يعرف أن الرب يسوع قد اختبر هذا النوع من الآلام. فلقد وقف نفس هذه الوقفة في موقف مشابه. وعندما نصرخ دعونا نتذكر أنه انتحب (على أورشليم). وعندما نتألم، نذكر أنه احتمل ما لا يوصف من آلام. فكم كان قاسياً أن يهزأ به العابرون، وأن تُدق المسامير في يديه ورجليه. نعم إنه مما يُسرّ القلب أن أعرف أن الرب قد ذهب إلى الصليب من أجل خطاياي. وكم هو أمر مُعز للقلب أن أعرف أن الرب في نعمته أراد أن يشعر معي بكل الظروف التي يُحتمل أن أجتاز فيها، فاختار بإرادته أن يختبرها كلها بنفسه. كم يغير هذا الفكر كثيراً من نظرتنا إلى الصعوبات التي تعترضنا!! أجل، إن عمل الرب يسوع لهو عظيم جداً. على أن الرب يسوع لم يَمُت فقط لينقذنا من الجحيم، ولكنه عاش على الأرض لكي يُرينا أنه يريد أن يسير برفقتنا على الأرض. لقد أراد في محبته أن يعايش كل ظروفنا على اختلافها ليعرفها بالاختبار وليرثى لنا في كل هذه الظروف. لقد عاش رضيعاً، وطفلاً صغيراً وبالتالي يمكنه أن يفهم الصغار ومشاكلهم. وقد عاش صبياً وشاباً ، فيمكنه أن يفهم الأولاد والبنات ويعرف كل احتياجاتهم. ولأن الرب يسوع قد اختبر كل أنواع أسلحة الشيطان في حربه، فهو يعلم بالتحديد القوة التي نحتاج إليها لنثبت أثناء التجارب. ومن الناحية الأخرى يشفع لنا، وحتى نجد النعمة التي نحتاج إليها وقت التجربة. |
|