وُلدت في منوف في القرن الرابع الميلادي من أبوين غنيين، ونشأت في حياة مقدسة وكانت منذ صباها تحب العبادة لله وخدمة الفقراء.
إذ تنيح والداها اشتاقت أن تنطلق إلى إحدى بيوت العذارى، فقامت توزع أموالها على المحتاجين، وتأوي في بيتها الغرباء، لكن عدو الخير لم يتركها إذ استطاع بعض الأشرار أن يميلوا قلبها شيئًا فشيئًا حتى انهارت تمامًا، واستسلمت للخطية، فصار بيتها مكانًا للفساد.
سمع آباء شيهيت بما حدث فحزنوا جدًا، وقضوا فترة في الصوم والصلاة من أجلها ثم طلبوا من القديس يحنس القصير أن يمضي إليها، وبالفعل أطاع، وإذ تهيأت لاستقباله، دخل وهو يرتل: "إن سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا لأنك معي"، ثم صار يوبخها على استهتارها وهو يبكي بمرارة. سألته عن سرّ بكائه، فأجاب أنه يعاين الشياطين تلهو على وجهها. سألته إن كان لها توبة، ففتح أمامها باب الرجاء وسألها أن تترك هذا الموضع وتنطلق معه إلى البرية.
إذ مال النهار سألها أن ترقد في موضع بعيد، وإذ قام في نصف الليل رأى عمودًا من نورٍ نازلاً من السماء والملائكة تحمل نفسها. اقترب إليها ليجدها قد رقدت، فسجد إلى الأرض يشكر الله على صنيعه معها، وسمع صوتًا يقول: "لقد قُبلت توبتها في الساعة التي تابت فيها، لأنها قدمت توبة خالصة من قلبها".
دفن القديس جسدها وانطلق إلى البرية يخبر الآباء بما حدث، فمجدوا الله.
تعيد لها الكنيسة في الثاني من شهر مسرى.