1- التمييز ما بين الخاطئ والخطيئة
من الواضح أن السيّد يشدّد في تركيب هذا المثل على القيمة الغالية لكلّ إنسان بغضّ النظر عن وضعه كان في برٍّ أم في خطيئة. فالإنسان هو “ابنٌ” في أوضاع متبدّلة، ومهما كان وضعه، في بيت أبوي أم في كورة بعيدة، فهو لا يفتأ يبقى “الابن” وله المحبّة ذاتها. الله محبّة. الله أبٌ يحبّ أولاده- يحبّنا. لكن لمحبّته هذه عنده وجهان، وجه الفرح -حين نعود- ووجه الصليب حين نرحل. نعم الخطيئة غير الخاطئ. الخطيئة هي خطأ الابن وليست قيمتَه الحقيقيّة. قيمة الابن هي في محبّة الآب التي لا تتبدّل، أما الخطيئة فهي ضعفٌ فيه يمكن أن يتبدّل. البرّ والخطيئة احتمالان للإنسان ذاته. لذلك عندما يخطئ الإنسان لا يصير في لائحة الملعونين وإنّما من المطلوبين لدى الآب! لهذا يوصينا بولس أن يصلح الأقوياء وهن الضعفاء بالمحبّة وروحيّاً. لأنّه كما أن هناك خطيئة هناك توبة. والخاطئ هو ابن غير تائب بعد، والبار ما هو إلاّ الابن الذي تاب إلى الله.