اغرب متحف تم افتتاحه في مصر

[Mary Naeem]

اغرب متحف تم افتتاحه في مصر

لم اكن ممتنة لعملي في الصحافة بقدر هذا اليوم الذي زرت فيه متحف د.نجيب محفوظ، رائد طب النساء والولادة في مصر هذا الطبيب الذي انقذ نساء عصره بعد ان كن يفقدن حياتهن بسبب الولادات المتعسرة، او على اقل تقدير يصبن بمشاكل صحية كانت تدفع ازواجهن لتطليقهننجيب باشا محفوظ ترك تخصص التخدير ليقنع مديري مستشفى قصر العيني الانجليز بفتح عيادة خارجية لامراض النساء والولادة.توقعوا فشله لاعتقادهم ان الرجال سيرفضون فحص نسائهم من قبل طبيب رجل،لكنهم فوجئوا باعداد النساء المتزايدة على العيادة الاهم من ذلك هو الكنز الذي تركه نجيب باشا لتلاميذه من عينات نادرة تصل الى 1300عينة ،سواء لاجنة غير مكتملة توفت قبل اوانها او بعد ولادتها، بالاضافة الى عينات لاورام الرحم والمبايض، التي قام باستئصالها،لتكون عونا للطلبة والاطباء في دراستهم،بالتعرف على اشكالها وكيفية اكتشافها من بدايتها كل العينات الموجودة في المتحف الذي افتتح منذ اسابيع عمرها يصل الى 95عاما،ويزداد انبهارك عندما تعلم ان هذا المتحف هو الوحيد من نوعه في الشرق الاوسط،ولا يماثله سوى متحفين احدهما في انجلترا والثاني في هولنداوان كانا يشملان كل التخصصات الطبية .لكن المختلف لدينا هو ما انجزه د.احمد المناوي الذي يعتبر مهندس عملية احياء المتحف، حيث انشا رمز "كيو آر" لكل عينة بحيث يستطيع الطالب او الطبيب ان يعرف بضغة زر على تليفونه تشخيص الحالة وكيفية اجراء العملية الجراحية اللازمة للعلاجبالنسبة لي كان الامر مشوقا ومبهرا ،فسالت د.المناوي اذا ماكانت زيارة المتحف متاحة للجمهور العادي، فاخبرني انهم يدرسون الفكرة، ومن هنا جاء امتناني لمهنتي التي منحتني هذه الفرصة،و اعادت لي متعة الاحساس بالدهشة نجيب محفوظ الذي منحه الملك فاروق الباشوية بعد ان ولدت على يديه بناته،كان هو نفسه من قبل قد ولد على يديه، ورغم كل ما انجزه في مسيرته المهنية والعلمية، يظل نجيب الطبيب يعرّف بنجيب محفوظ الاديب، رغم ان الاخير هو من سمي تيمنا بالاول الذي كان سببا في خروجه للدنيا وبقدر ما اسعدنا د.المناوي في جولتنا بالمتحف، الا انه احزننا عندما اخبرنا. باراء بعض الناس فيما يحويه المتحف من عينات لاجنة نادرة،اذ يرون ان "اكرام الميت دفنه" !!وهو نفس السبب الذي يحول دون اضافة عينات حديثة للمتحف، ويأسف د. المناوي لان المصريين كانوا "متنورين زمان عن دلوقتي" ويبدو ان كلامه ينسحب على كثير من مناحي حياتنا، لا فقط في مجال الطبكل الشكر للدكتور عمرو حسن ود.احمد المناوي ود.محمد ممتاز لمنحي الفرصة لزيارة هذا المكان الفريد