بحثتُ كثيراً وقرأت كثيراً ودخلتُ في تفاصيل كل دين، من أقدم الديانات إلى أحدثها، شاهدت آلاف المناظرات، بين الأديان والإيمان وعدم الإيمان، ناقشت مئات الساعات، ودخلتُ عشرات المتاهات، عن فهم الله والوجود والإنسان، جلست مع المطران الرسولي لساعات، مع الشيوخ والرهبان وسافرتُ وبحثتُ حتى في معابد الهندوس، والديانات الفرعونية القديمة، درست التلمود وتعمقتُ في اللاهوت، وكُنت دائماً دائماً ودائماً، في رحلة بحثي عن الله، الله الذي أشعرهُ في قَلبي، الإلهُ فوق جميع الآلهة، الشخصُ الفردُ الوحيد المُطلقُ الذي دائماً يُشيرُ كُل شيء إليه، كُل شيء، كُل شيء، الكتبُ والأساطيرُ والحقائقُ والأديانُ وكتب الرهبان والعُهود القديمة وكُل أسرار المحبة.. كُل شيء، كان يقودني ويجذبني ويُعيدني إلى شخص واحد.. إلى شابٍ نجَّار، يصنعُ الطاولات والكراسي، وينتظرُ وجبة الغداء من يدي أمه مريم بعد يوم شاق، إلى شابٍ طويل اللحية والشعر والرحمة، إلى شاب بسيط، جميل الطلعة، يمشي على الماء، ويُقيم الأموات بصوته وندائه، إلى شابٍ يسكنُ في الناصره، يغلبُ الموت ويُعيد الأبصار ولا يرفع سيفاً، يغسل قدمي المرأة بيديه وثوبه، إلى شابٍ يُسبحه الرعد وتحنو إليه الأنهار والجبال، إلى شابٍ جاءنا مُحباً من العُلى.. إلى الله. أليس حبيبكم يا إخوتي خلفكم؟ كيف تخافون ومعكم الذي يدوس الشر والموت والظلمة؟ سبحوهُ بالغناء والحُب والرأفة وابتهجوا، فهو بهجةٌ وسرور، إستمتعوا هُنا على الأرض بكل بهجة العالم، وبعدها تنامون وتصحون هناك، حيث شُعورٌ بسلام وراحة لا يمكن وصفها! يسوع، ينتظركم هناك بحماس، كما هو سعيدٌ بكم هنا! ابتهجوا بلا نهاية، صلوا بكل الأغاني، بلا ذرة خوف، فهو قد داسه عنكم ومحاه منكم للأبد. آمين.