كيف يؤثر رفع الفائدة الأمريكية على سعر الدولار أمام الجنيه؟
توقع محللون تأثيرا محدودا لرفع أسعار الفائدة الأمريكية على أسعار الدولار أمام الجنيه خلال الفترة المقبلة.
وأرجع المحللون الذين تحدثوا مع مصراوي، هذه التوقعات إلى التحسن المتعلق بمؤشرات الاقتصاد المصري خلال الفترة الأخيرة، وارتباط تحرك سعر الدولار أمام العملة المحلية بالعرض والطلب على العملات الأجنبية أكثر من أي عوامل أخرى.
ورفع البنك المركزي الأمريكي سعر الفائدة الرئيسي بمقدار ربع نقطة مئوية، الأربعاء قبل الماضي، إلى نطاق من 1.75 إلى 2%، وتوقع زيادتين أخريين للفائدة في 2018.
ومنذ الأربعاء قبل الماضي وحتى تعاملات يوم الخميس الماضي، وهي الفترة التي تخللتها إجازة عيد الفطر لمدة 4 أيام، صعد متوسط سعر بيع الدولار أمام الجنيه بشكل طفيف من 17.9080 إلى 17.9224 جنيه.
وتعد قوة الدولار وزيادة الفائدة الأمريكية من العوامل المقلقة للحكومة المصرية والبنك المركزي ضمن المخاطر العالمية المحتمل أن تؤثر على الاقتصاد المصري.
واستبعدت الخبيرة الاقتصادية ريهام الدسوقي أن يكون لرفع أسعار الفائدة الأمريكية على سعر الدولار أمام الجنيه المصري تأثيرا كبيرا خلال الفترة المقبلة.
وقالت ريهام لمصراوي: "سعر صرف الدولار أمام الجنيه محكوم أكثر بعوامل العرض والطلب على العملة الأجنبية داخل مصر".
واتفقت عالية ممدوح كبيرة الاقتصاديين ببنك الاستثمار بلتون، مع ريهام، حيث قالت إن رفع الفائدة الأمريكية يشكل خطرا محدودا على سعر الجنيه في الأمد القصير.
وأضافت عالية أن التطورات الإيجابية على جانب المعروض ستدعم الجنيه خلال الفترة المقبلة، مع نمو الصادرات والاستثمارات الأجنبية المباشرة والسياحة.
ويتوقع محمد أبو باشا محلل الاقتصاد ببنك الاستثمار هيرميس، تأثيرا محدودا لرفع الفائدة الأمريكية على سعر الدولار أمام الجنيه.
"الأصول المصرية مازالت جاذبة فمازالت الفائدة على أذون الخزانة مرتفعة (حيث شهدت زيادة خلال الشهرين الماضيين). كما أن البرنامج الإصلاحي مستمر، وعجز الموازنة والحساب الجاري مستمرين في الانخفاض"، وفقا لأبو باشا.
وتتفق رضوى السويفي رئيس قسم البحوث ببنك الاستثمار فاروس، مع الآراء السابقة، على محدودية تأثير القرار الأمريكي مع استقرار حركة استثمارات الأجانب في أذون الخزانة المصرية.
ويرى المحللون أن رفع الفائدة الأمريكية يساهم في خروج الاستثمارات الأجنبية بمحافظ الأوراق المالية بالأسواق الناشئة وهو ما قد يؤثر على السيولة الدولارية في هذه الأسواق، ولكن مصر قد تكون الأقل عرضة لهذه التأثيرات نظرا للمؤشرات الإيجابية الناتجة عن إجراءات الإصلاح الاقتصادي.
وتنفذ مصر برنامجا للإصلاح الاقتصادي منذ العام المالي الماضي يستهدف خفض عجز الموازنة وتقليل نسبة الدين العام من الناتج المحلي الإجمالي وتهيئة المناخ الاستثماري، واستقرار الأوضاع النقدية وحل أزمة نقص العملات الأجنبية.
وساهم تحرير سعر الصرف في نوفمبر 2016 في حل أزمة نقص العملات الأجنبية، وزيادة تدفقاتها إلى البنوك، والحد من الدولرة وزيادة استثمارات الأجانب في أذون الخزانة والتي وصلت إلى نحو 23 مليار دولار نهاية مارس الماضي، بينما فقد الجنيه نحو نصف قيمته بعد التعويم.
سبب آخر ترى عالية ممدوح أنه يساهم في محدودية تأثير ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه "أن انخفاض فارق التضخم مع الولايات المتحدة، نتيجة هدوء معدلات التضخم في مصر، يشكل دعما إضافيا للجنيه".
وشهدت معدلات التضخم السنوية تراجعا ملحوظا منذ نوفمبر الماضي، وسجلت 11.5% الشهر الماضي مقابل 12.9% في أبريل، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
ولكن من المتوقع أن تشهد شهور الصيف ارتفاعا لمعدلات التضخم عن مستوياتها في الشهور الأخيرة نظرا لقرارات رفع أسعار الوقود والكهرباء.
الدولار والجنيه في النصف الثاني من 2018
يتوقع المحللون استقرار سعر الدولار أمام الجنيه بين مستوى 17 و18 جنيه خلال النصف الثاني من العام الجاري، على ألا ينخفض أكثر من 16.5 جنيه أو يرتفع لأكثر من 18.5 جنيه في حالة التأثر القوي بأي عوامل تساهم في تقلبه.
وقالت ريهام الدسوقي "أي تقلبات في سعر الدولار أمام الجنيه قد تحدث ستكون أغلبها بسبب عوامل موسمية والمؤثرات الداخلية والخارجية مثل التحويلات والموارد الدولارية الأخرى مقارنة بطلبات المستوردين والأفراد، ولكنها لن تخرج عن مستوى المتوسط المتوقع للعام الحالي".
وتوقعت ريهام أن يبقى سعر الدولار بين 17 و18 جنيها خلال النصف الثاني من 2018، ولكن الجنيه قد يشهد دعما أكبر في حالة حدوث تدفقات قوية من العملة الأجنبية مع العودة المتوقعة للسياحة الروسية حيث أنه قد يصل إلى مستوى 16.5 جنيه.
كما توقعت عالية ممدوح أن يحافظ الجنيه المصري على مستويات أقل من 18 جنيها مقابل الدولار خلال النصف الثاني من 2018، في الوقت الذي تشهد فيه عملات الأسواق الناشئة ضغوطًا بسبب قوة الدولار.
ويتوقع محمد أبو باشا أن يبقى سعر الدولار أمام الجنيه عند نفس مستوياته الحالية والتي تتراوح بين 17.5 و18 جنيها.
بينما كانت توقعات رضوى السويفي بارتفاع سعر الدولار إلى مستوى بين 18 و18.5 جنيه هي الأعلى بين المحللين.
ويتوقع بلتون في تقرير له أن يصل متوسط سعر الدولار إلى 17.32 جنيه في العام المالي 2018-2019.
هذا الخبر منقول من : مصراوى