![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الصنارة الروحية الدرس الحادي و العشرون الصنارة الروحية شبكة أم صنارة ؟ قال الكاتب الشهير تشارلس سبرجن أن الفرق بين صيد النفوس بالشبكة وصيدها بالصنارة كالفرق بين من يحاول مليء مائة زجاجة مختلفة الفوهة عن طريق رش الماء عليها من أعلي، وهذا يحتاج ساعات بل ربما أيام، ومن يملأ المائة زجاجة فردياً مباشرة بوضع كل زجاجة علي حده تحت صنبور الماء، وهذا بالتأكيد سيأخذ وقت أقل ونتيجته مؤكدة. والمقصود بصيد الناس بالشبكة أي ربح النفوس من خلال الكرازة المنبرية والتبشير الجماعي خلال نهضات أو حملات كرازية، أما المقصود بالصيد بالصنارة فهو ربح النفوس من خلال العمل الفردي والشهادة الشخصية، أي فرد مع فرد سواء بعد أو أثناء الحملات الكرازة والنهضات أو في أي وقت وأي مكان آخر. وقال آخر أن الفرق بين صيد النفوس بالشبكة والصيد بالصنارة كالفرق بين طبيب يلقي محاضرات طبية علي المرضي وطبيب آخر يقوم بالكشف الطبي علي كل مريض علي حده. وليس المقصود من كلام سبرجن أو من هذا الكتاب هو التقليل من أهمية النهضات والحملات الكرازية والتبشير المنبري بالعكس هذا نحتاج إليه الآن أكثر من أي وقت مضي ولكن المقصود هو إلقاء الضوء علي الأهمية القصوى للعمل الفردي إذ ما قورن بالتبشير المنبري فقط دون القيام بالعمل الفردي خلاله أو بعده. ويقول ازوالد.ج.سميث في آخر صفحات كتابه الشهير "النهضة التي نحتاج إليها" وهو يشهد عن مقابلته مع الرب وكيف أنه صار مسيحي حقيقي: لا أذكر ماذا كان موضوع العظة تماما ولكني أذكر أن الواعظ د. ر.ا.توري بعدما أنتهي من الخدمة قدم الدعوة لمن يريدون أن ينالوا الخلاص ممن أعمارهم الخمسة والعشرين عاماً أو أكثر قال: فليتقدموا إلي الأمام لأصافح كل فرد منهم وبعدها يدخل حجرة العمل الفردي للصلاة والاستعلام فتقدم ستة أشخاص ثم قال: أولئك الذين أعمارهم أثنين وعشرين أو أكثر فتقدم اثنا عشر شخصاً .. واستمر كذلك حتى أتي دوري وعندها شعرت وكأن الشيطان قد سمرني بالكرسي فلم أستطع الحركة إلا أن أخي ـ وكان جالساً بجواري ـ شجعني وسحبني من يدي فتقدمت للأمام وصافحت الدكتور توري وهناك في حجرة الاستعلامات وجدت من يرشدني فتقابلت مع الرب يسوع الذي خلصني من خطاياي ودينونتها إلي الأبد هذا كان اختبار ازوالد سميث، بالطبع ليس المقصود من الاختبار هو التقليل من أهمية الخدمة الكرازية التي خدمها توري ولكن الغرض هو التأكيد علي أهمية حجرات العمل الفردي التي لولاها ما كان أزوالد سميث تقابل مع المسيح وقتها. ورغم أن د.ل.مودي: كان أعظم المبشرين الموهوبين الذي ربح الآلاف في النهضات والحملات الكرازية بالشبكة إلا أنه كان يقدر العمل الفردي جداً ليس فقط لأنه أتي للمسيح بهذه الطريقة إذ قال أحدهم لولا العمل الفردي الذي بواسطته ربح إدوارد كامبل نفس د.ل.مودي ما كان بالتالي مودي ربح أكثر من نصف مليون نفس للمسيح، وقال مودي: أني أكرز للجماهير علي المنبر حتى يمكنني الجلوس معهم علي انفراد لأربحهم للمسيح بالعمل الفردي بعد ذلك، وقال أيضاً في كتابه(إلي العمل): لا توجد مشكلة لأي إنسان في الحياة إلا وكلمة الله تقدم لها علاجاً شافياً لكن إن كنت تغلق نفسك علي همومك ومشاكلك فكيف يمكن مساعدتك؟ يمكن أن أتحدث لمدة ثلاثين يوماً من علي المنبر دون أن ألمس مشكلتك الخاصة ولكن في العمل الفردي وفي خلوة لا تزيد عن عشر دقائق يمكن أن تكشف أعماق متاعبك والله يعطيني أن أقدم لك علاجاً أبدياً لها من خلال كلمة الله. ويحكي مودي هذه القصة المؤثرة عن أهمية العمل الفردي: كنت مسئولاً عن مدرسة أحد مكونة من ألف طفل وكان هناك فصل للفتيات مصدر متاعب كثيرة ولم يستطع سوي مدرس واحد أن يحفظ نظام ذلك الفصل وفي يوم تحدث إليّ هذا المدرس بصوت حزين أنه مضطر لترك الفصل لأنه سيعود إلي بلده بناء علي مشورة الطبيب لأنه مريض بمرض خطير وكان واضحاً من نبرات صوته أنه ذاهباً ليموت هناك. فتحدثت إليه هل هو خائف من الموت؟ أجاب: أنني لست خائفاً من الموت فالموت هو ربح لي لكنني لا أعرف كيف سأقابل الرب يسوع وأنا لم أربح واحدة من تلميذات فصل مدارس الأحد ويكمل مودي القصة قائلاً: نصحته بزيارة كل تلميذه والتحدث معها فردياً عن المخلص، ورغم مرض الخادم الشديد وضعفه الجسماني إلا أنه زار كل تلميذة وكان يتحدث مع كل فتاة مقدماً لها المسيح كالمخلص الوحيد من الخطية ونتائجها ودينونتها وهكذا استمر يوالي الزيارات علي قدر جهده وفي نهاية عشرة أيام حضر الخادم إليّ متهللاً وهو يقول: شكراً للرب لقد قبلت جميع الفتيات الرب يسوع مخلصاً ويكمل مودي حديثه: ودعوت الفتيات لحفلة توديعه قبل سفره بيوم وكان حفلاً رائعاً ومؤثراً لم أشهد مثله من قبل وفي اليوم التالي ذهبت لتوديعه في المحطة وفرحت إذ رأيت كل تلميذات الفصل علي الرصيف. وبينما كان القطار يتحرك كان يشير بإصبعه إلي السماء وهو يردد (سنتقابل هناك) لقد ربحهن جميعاً للمسيح بالعمل الفردي. وعن تقيمه للعمل الفردي قال د.ل. مودي أني أفضل أن أعلم عشرة أشخاص كيف يربحون نفوساً للمسيح بالعمل الفردي من أن أربح مائة نفس، ولقد قال د.ترمبل: أن الوصول إلى شخص واحد خلال وقت واحد هو أفضل طريقة للوصول للعالم كله في وقت واحد. قال الرب لبطرس "لا تخف. من الآن تكون تصطاد الناس" (لوقا 10:5) وهناك العديد من أوجه الشبه بين صيد السمك وصيد النفوس فكلاهما يحتاج إلي الصبر والحكمة والخبرة والتوفيق الإلهي وإلي اختفاء الصياد وإلي الطعم المناسب الذي هو دائماً كلمة الله في حالة صيد الناس مهما اختلفت نوعياتهم، وكما يفرح صياد السمك ويشبع من خلال صيده هكذا صياد الناس يفرح ويشبع بربح النفوس للمسيح. ومن أوجه الشبه بين صيد السمك وصيد الناس أن هناك وسيلتان لكل منهما فإما الصيد بالشبكة وإما الصيد بالصنارة فكما نعرف من (لوقا4:5) أن بطرس كان يصطاد بالشبكة إذ قال له الرب "ابعد إلي العمق والقوا شباككم للصيد" ولكن في (متى 27:17) قال له: "اذهب إلي البحر والق صنارة" فبطرس كان تارة يصطاد بالشبكة وتارة أخري بالصنارة وهكذا في ربح النفوس للمسيح أحياناً يكون الصيد بالشبكة في النهضات التبشيرية والحملات الكرازية سواء في إستاد أو في الهواء الطلق أو في قاعات كبري داخل الكنائس أو خارجها وليس في قدرة كل مؤمن أن يصطاد بالشبكة لكن الصيد بالشبكة يحتاج إلي مبشر موهوب من الله قد أعطاه الرب موهبة التبشير "وهو أعطي البعض أن يكونوا رسلاً والبعض أنبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلمين" (أفسس11:4) فالرسول بطرس كان مبشر موهوب استطاع في يوم الخمسين بعمل الروح القدس أن يصطاد بالشبكة ثلاث آلاف نفس "فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس" (أعمال41:2) والمبشر الموهوب من الله يمكنه أن يصطاد بالشبكة ويمكنه بالطبع أن يصطاد بالصنارة أي بالعمل الفردي بالشهادة الشخصية عن المسيح وعمله فإن كان بطرس أصطاد ثلاثة آلاف نفس بالشبكة نجد أن أندراوس كان متخصص في الصيد بالصنارة الروحية فهو بالعمل الفردي ربح بطرس "هذا وجد أولاً أخاه سمعان فقال له قد وجدنا مسيا الذي تفسيره المسيح فجاء به إلي يسوع فنظر إليه يسوع وقال أنت سمعان بن يونا أنت تدعي صفا الذي تفسيره بطرس" (يوحنا42:1) وبالصنارة الروحية أتي أندراوس بالغلام يوم إشباع الجموع "قال له واحد من تلاميذه وهو أندراوس أخو سمعان بطرس هنا غلام معه خمسة أرغفة شعير و سمكتان" (يوحنا 8:6،9) وبالصنارة الروحية أيضاً أتي باليونانيين للرب (يوحنا 20:12-22) العمل الفردي أي الصيد بالصنارة الروحية امتياز ومسئولية كل مؤمن وليس المؤمن الموهوب بموهبة التبشير فقط. ويلخص توري تميز الصيد بالصنارة عن الصيد بالشبكة:- 1-كل مؤمن يستطيع أن يقوم بالصيد بالصنارة: الرجل والمرأة والشاب والشابة الأم تستطيع أن تربح أولادها وتتحدث لخادمة البيت و للبقال والجزار، والمسافر يمكنه أن يقوم بالعمل الفردي في القطار والطائرة ثم الفندق، والمريض يمكنه أن يحدث طبيبه أو من يزوروه. كانت فتاة فقيرة في الثانية عشرة من عمرها طريحة الفراش تحتضر واستطاعت توصيل بشارة الإنجيل لطبيب ملحد لم يجرؤ أحد أن يحدثه عن الرب وربحته للمسيح وفتاة مريضة أخري أستخدمها الله لربح مائة نفس من الرجال والسيدات للمسيح بالعمل الفردي. 2-يمكن الصيد بالصنارة في أي مكان: فأماكن الوعظ محدودة ولكن أي مكان في العالم هو مكان مناسب للعمل الفردي في الشارع، البيت، الجامعة، المدرسة، العمل، السجن، الحدائق، المحطات والمطارات الخ. 3-يمكن الصيد بالصنارة في أي وقت: فأوقات الكنائس والنهضات محددة لكن العمل الفردي يمكننا أن نقوم به في أي وقت في الليل أو النهار 24 ساعة في اليوم 4-الصيد بالصنارة يمكن مع جميع فئات الناس: كثير من الناس لا يحضرون الكنائس لكن العمل الفردي يجعلنا نتمكن من الوصول إليهم جميعاً مهما اختلفت نوعياتهم. 5-الصنارة تصيب الهدف: في الاجتماعات العامة يعتبر السامع أن الخادم لا يقصده أما في العمل الفردي فلا يمكن للشخص أن يتهرب من الكلمة 6-الصنارة تعالج مطالب الإنسان المختلفة: حتى عندما تُبكت الضمائر وتتأثر القلوب فإن العمل الفردي لازم ليوضح الطريق والأساسيات المسيحية ويساعد الشخص والخادم في المتابعة 7-الصنارة تنجح حينما تفشل الطرق الأخرى: وهذا حدث مع الكثيرين إذ يستمر الشخص يسمع كلمة الله عدة سنوات لكنه يقرر التوبة عندما يتحدث إليه أحد فردياً فيواجه حالته وهو يشعر أن الله اقترب إليه 8-نتائج الصيد بالصنارة وفيرة إذا قورنت بالشبكة: كم تكون الكنيسة عقيمة إن اعتمدت علي الخادم أو النهضات فقط لربح النفوس لكن الكنيسة الغنية الشاهدة هي التي كل أعضاءها يشهدون ويربحون النفوس بالصنارة الروحية مع عدم ترك استخدام الشبكة كلما أمكن. مفارقة بين صيد السمك و صيد الناس صياد النفوس صياد السمك يصطاد النفوس الميتة أ-الموت الأدبي: (لو24:15 ،أف1:2) ب-الموت الجسدي: (لوقا 16: 22) ج-الموت الأبدي : يسمى الموت الثاني (رؤ14:20، 8:21) ليعطيها بالإيمان بالمسيح حياة أبدية (يوحنا16:3و36ورومية23:6) يصطاد السمك الحي ليموت يصطاد النفوس المقيدة ليحررها 1- عبودية الشيطان :- (1تيمو 3: 7)(2تى3: 26)(خر1: 13-14) (لو26:8-39) 2-. يصطاد السمك الحر لكي يقيدة و يوقف حريته بسلطان الرب يلزم النفوس بالد*** :ألزمهم بالد*** (لو23:14) و يعلن أن الله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا (أعمال 30:17) كما أمر الرب قديما السمك بالد*** للشبكة و الصنارة أنظر (لوقا6:5 و يوحنا6:21 و متى27:17) لا يستطيع أن يأمر السمك بالد*** للشبكة أو الصنارة شبكة صياد النفوس لا يمكن أن تتخرق :فالنفوس التي حصلت علي الحياة الأبدية لن تهلك (يوحنا27:10-29) ..مع كل هذه الكثرة لم تتخرق الشبكة (يوحنا 11:21) شبكة صياد السمك يمكن أن تتخرق رائحة صياد الناس دائما ذكية: لأننا رائحة المسيح الذكية لله في الذين يخلصون و في الذين يهلكون (2كو15:2) رائحة صياد السمك تكون كريهة يستخدم نوع واحد من الطعم :دائما الطعم و الوسيلة الوحيدة للخلاص هي كلمة الله (1بط23:1-25و رو8:10-17) يستخدم أنواعا مختلفة من الطعم يصطاد نفوس قد اصطادها الشيطان من قبل :فيستفيقوا من فخ إبليس إذ قد اقتنصهم لأرادته (2تي26:2) الفخ أنكسر (مز7:124) يصطاد سمك لم يتم اصطياده يصطاد الناس بالإقناع : فإذ نحن عالمون مخافة الرب تقنع الناس (2كو11:5) يصطاد السمك بالخداع يصطاد النفوس في وقت مناسب و غير مناسب : أكرز بالكلمة أعكف علي ذلك في وقت مناسب و غير مناسب (2تي2:4) يصطاد في الوقت المناسب للصيد فقط ينقذ النفوس التي اصطادها من النار الأبدية : أتون النار (مت42:13) بحيرة متقدة (رؤ8:21) بنار وكبريت (رؤ8:21) يدخل السمك الذي اصطاده إلي النار ![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
![]() |
![]() الدرس الثاني و العشرون الصنارة الروحية أصلح العطل فـي صنارتك الروحية شبت النيران في سفينة لم تكن بعيدة جداً عن الشاطئ وكان بالسفينة تاجر مجوهرات من كاليفورنيا ومعه حقيبة مليئة بالمجوهرات هي كل ثروته التي تقدر بملايين الدولارات وقد ربط الحقيبة حول صدره ليسبح بها إلي الشاطئ ولكن قبل أن يقفز للماء إذ بيد صغيرة تمتد إلي كتفه وعندما نظر خلفه رأي طفلة صغيرة تبكي في فزع شديد وقالت له: أرجوك أنقذني واحملني للشاطئ فأنا لا أعرف أن أعوم وبابا وماما اختفوا في النيران وعندها اشتعلت في قلب الرجل معركة لهيبها أعلي من النيران التي تحرق السفينة فيجب عليه في لحظات أن يقرر ويختار إما أن ينقذ ثروته في حقيبة المجوهرات وإما أن يضحي بها لإنقاذ الطفلة وسريعاً اختار إنقاذ الطفلة فالقي بالحقيبة في مياه المحيط وحمل الطفلة علي ظهره وعندما وصل إلي الشاطئ بسلام كان فقد الوعي من الإعياء ولكنه أستيقظ علي ابتسامة الطفلة التي أنقذها وهي تمسح المياه من علي وجهه وشعره وعاش هذا الرجل طوال عمره وهو فخور بما فعل وقال أنه لم يندم لحظه علي ما عمل وعلي فقده لكل مجوهراته بل إنه كان سيظل نادم طوال عمره إن عمل العكس وظل دائماً يقول بفخر أن هذه الطفلة التي أنقذها وتبناها أغلى عنده من كل العالم وكنوزه وليس فقط من حقيبة المجوهرات التي ضحي بها لإنقاذها صديقي القارئ المسيحي الحقيقي صديقتي القارئة المسيحية: دعني أسألك ما هي حقيبة مجوهراتك التي تعيقك وتحرمك من إنقاذ ملايين بل مليارات من النفوس التي تهلك حولك بدون المسيح والإيمان الحقيقي به وبعمله الكفاري علي الصليب؟! فالعالم الآن تجاوز الستة مليار نسمة تلك النفوس التي تحترق بها سفينة الحياة لا لتغرق في بحر أو محيط من المياه بل ينتظرها غرق أبدي في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت وسيعذبون نهاراً وليلاً إلي أبد الآبدين .. هذا هو الموت الثاني "وكل من لم يوجد مكتوباً في سفر الحياة طرح في بحيرة النار" (رؤيا10:20،15) .إن ربح النفوس بالعمل الفردي أي بالشهادة الفردية لأفراد والكلام معهم عن عمل المسيح في حياتك وعمله لأجلك علي الصليب هو مسئولية كل مسيحي حقيقي وهو متعة أدعوك أن تختبرها وتمارسها فتتغير حياتك لتكون مثل الرب يسوع رابح النفوس الأعظم (لوقا 10:19) بل دعني أقول لك أن أشواقك لربح النفوس يمكن أن يكون ترمومتر ومقياس لمدي حبك للرب ولتتميم رغبة قلبه وشبعه بخلاص النفوس فبعد خلاص السامرية سأله تلاميذه قائلين "يا معلم كل فقال لهم أنا لي طعام لآكل لستم تعرفونه أنتم فقال تلاميذه بعضهم لبعض العل أحد أتاه بشيء ليأكل قال لهم يسوع طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله أما تقولون أنه يكون أربعة أشهر ثم يأتي الحصاد. ها أنا أقول لكم ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول أنها قد ابيضت للحصاد والحاصد يأخذ أجرة ويجمع ثمراً للحياة الأبدية لكي يفرح الزارع والحاصد معاً" (يوحنا 31:4-37) .مرة أخري أسمح لي أن أسألك ما هي حقيبة مجوهراتك التي تحرمك من إطاعة الرب والشهادة للنفوس وربحها للمسيح بالعمل الفردي؟ ربما تكون الحقيبة هي أحد أو بعض أو كل هذه الأفكار الخاطئة العشرة التي أستخدمها الشيطان آلاف السنين وحرم بها ملايين المسيحيين الحقيقيين من متعة ربح النفوس للمسيح عن طريق العمل الفردي ولو فعلوا ذلك لكان تغير حال العالم اليوم. وهذه (10) أفكار خاطئة عن العمل الفردي: 1-الموهبة : ربما تقول أنا غير موهوب في العمل الفردي فكيف يمكنني أن أربح النفوس وهذه موهبة أعطاها الرب لبعض المؤمنين؟ يجيب عليك الكتاب المقدس بوضوح فالمواهب الروحية وردت في 4 أماكن في العهد الجديد هي (رومية 6:12-21) ، (1كورنثوس 12)، (أفسس 11:4) ، (1بطرس 9:4-11) فلا توجد موهبة اسمها العمل الفردي أو الشهادة الشخصية للمسيح لأن ذلك مسئولية كل مسيحي حقيقي ستقول لي ألا توجد موهبة اسمها التبشير؟ أقول لك نعم توجد موهبة اسمها التبشير (أفسس 11:4) ولكن الفرق شاسع بين التبشير المنبري الجماعي في إستاد كبير في حضور الآلاف مثلما يقوم به خادم الرب المبشر الموهوب بلي جراهام وهذا ما نسميه الصيد بالشبكة وهو بالطبع يحتاج موهبة المبشر هذا يختلف تماما عما نتحدث عنه أي ربح الأفراد بالصنارة بالعمل الفردي بالشهادة "أمنت لذلك تكلمت" (مزمور11:116) ، "نحن أيضاً نؤمن ولذلك نتكلم أيضاً" (2كورنثوس13:4) ومن الأدلة التي تثبت أن ربح النفوس بالعمل الفردي هي امتياز ومسئولية كل مؤمن ما ذكر عن كنيسة أورشليم "وحدث في ذلك اليوم اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في أورشليم فتشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة ما عدا الرسل .. فالذين تشتتوا (أفراد الكنيسة) جالوا مبشرين بالكلمة" (أعمال 1:8،4) وما ذكر عن كنيسة تسالونيكي "لأنه من قبلكم قد أذيعت كلمة الرب ليس في مكدونية وأخائية فقط بل في كل مكان أيضاً قد ذاع إيمانكم بالله حتى ليس لنا حاجة أن نتكلم شيئاً" (1تسالونيكي8:1) ، يقول المرسل الشهير للهنود الحمر ديفيد برنارد ذلك الشاب الملتهب في حب الرب وربح النفوس له الذي كان كالشمعة التي اشتعلت وذابت سريعاً إذ رقد وأنهي خدمته في 9 أكتوبر عام 1747 ولم يكن تجاوز التاسعة والثلاثون من عمره يقول في مذكراته: بعض المؤمنين يظنون أن الله وهبهم فقط مواهب عظيمة من جهة تعليم المؤمنين ورعايتهم وأنا خدعت بهذه الفكرة مدة طويلة إلي أن تحنن الرب علي وفتح عيني وأراني خطأي الجسيم وأدركت حتى وإن كانت موهبتي الأساسية تعليم المؤمنين ورعايتهم ولكن أيضاً من امتيازي وامتياز كل مؤمن أيا كانت موهبته أن يعمل بالعمل الفردي ويرى النفوس تخلص من سلطان الشيطان والخطية ولا يوجد أمر يبني المؤمن ويقوده إلي العمق بمقدار ما يشارك أو يرى خلاص الخطاة، إن حضور المؤمن لاجتماعات يخلص فيها الخطاة يفيد المؤمن أكثر جداً من حضوره اجتماعات تعليمية لمدة سنة كاملة دون أن يكون قد خلص خلالها خاطئ واحد ودون أن يكون هو تشجع لربح النفوس. بالطبع إن الاجتماعات التعليمية واجتماعات دراسة الكتاب المقدس لا غني لمؤمن عنها ولكن يجب أن تقوده هذه الاجتماعات أن لا يتجاهل مسئوليته تجاه النفوس البعيدة فحضور الاجتماعات التعليمية والعمل الفردي لا يتعارضان أو يتنافسان بل هما كجناحي طائر واحد فما أحلي وأمجد أن يري المؤمن عمل النعمة وقوة الروح القدس في خلاص الخطاة. ويقول ج.ن.داربي ذلك المعلم العظيم في كلمة الله: أن الذين يحرمون أنفسهم من التبشير بالإنجيل يحرمون أنفسهم من أعظم أمر علي الأرض مطلقاً ألا وهو قلب الله ومحبته للبشر. ويقول خادم الرب المعاصر الشهير ايفي هل: "أن الذين يقاومون التبشير تحت أي مسمى يخفون خطية رابضة في قلوبهم 2-الدعوة : وربما تقول لي: آمين لقد اقتنعت أن العمل الفردي لا يحتاج إلى موهبة خاصة ولكني في انتظار دعوة خاصة من الرب لأشهد له. يجيبك الكتاب المقدس أن العمل الفردي لا يحتاج إلي دعوة خاصة من الرب لك لتشهد عنه لأنه سبق ودعا كل مؤمن لذلك وهو لا يغير كلامه بل يحتاج منك إلي طاعة لعشرات الوصايا التي أوصي الرب بها ألم يقل "أنتم شهودي يقول الرب" (إشعياء 10:43) "وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية وإلى أقصى الأرض" (أعمال 8:1) هل دعا الرب قديماً راحاب أن تشهد عنه؟ كلا لم يدعها دعوة خاصة لكنها خبرت عن الله وربحت كل عشائرها .. "فدخل الغلامان الجاسوسان وأخرجا راحاب وأباها وأمها وأخوتها وكل ما لها وأخرجا كل عشائرها وتركاهم خارج محلة إسرائيل وأحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها" (يشوع 23:6-24) هل طلب الرب من السامرية أن تشهد عنه؟ أنظر ماذا فعلت (يوحنا 28:4-42) ، أما الأبرص "فتحنن يسوع ومد يده ولمسه وقال له أريد فأطهر فللوقت وهو يتكلم ذهب عنه البرص وطهر فانتهره وقال له أنظر لا تقل لأحد شيئاً .. وأما هو فخرج و أبتدأ ينادي كثيراً و يذيع الخبر" (مرقس 41:1-45) ، الرب كالخادم المتضع في إنجيل مرقس لم يطلب لنفسه الشهرة فطلب من الأبرص الذي شفاه أن لا يقل لأحد ولكن كيف؟ كيف يستطيع أن يصمت وهو قد طهر؟ أنه عصى الرب وشهد وابتدأ ينادي كثيراً ويذيع الخبر أن هذا الرجل لم يحتاج أن الرب يدعوه للشهادة بل بالعكس بالرغم من انتهار الرب له ووصيته له أن لا يتكلم، تكلم وشهد وإن كان عصى الرب فهذا هو العصيان المقدس الوحيد في كل الكتاب المقدس أي حتى إن قال الرب لي لا تشهد عني (افتراض مستحيل) فاني لن أستطع أن أصمت وهذا يذكرني بأرميا النبي عندما قال: "قد أقنعتني يا رب فاقتنعت وألححت علي فغلبت صرت للضحك كل النهار كل واحد استهزأ بي لأني كلما تكلمت صرخت ناديت ظلم واغتصاب لأن كلمة الرب صارت لي للعار وللسخرة كل النهار فقلت لا أذكره ولا أنطق بعد باسمه فكان في قلبي كنار محرقة محصورة في عظامي فمللت من الإمساك ولم أستطع"(أرميا7:20-9) فهل مازلت تحتاج لدعوة أخري من الرب للشهادة عنه؟ إن رأيت نيران تحترق في بيت فهل تحتاج لدعوة حتى تحذر سكان البيت من الحريق فمالك صامت وجالس والنفوس كل ثانية لا يحترق بيتها بل تحترق هي ذاتها بالخطية وتهوي بسرعة مذهلة إلي الجحيم الأبدي دون خروج إلي أبد الآبدين. 3- لم نعرف هذا ؟ : أسمعك تقول: لم أعرف هذا من قبل أن مسئولية كل مؤمن حقيقي بالمسيح أن يربح النفوس بالعمل الفردي وأن هذا لا يحتاج إلي موهبة أو دعوة خاصة وكوني لا أعرف إذاً أنا غير مسئول. يجيبك سليمان الحكيم قائلاً: "أنقذ المنقادين إلي الموت والممدودين للقتل لا تمتنع أن قلت هوذا لم نعرف هذا أفلا يفهم وازن القلوب وحافظ نفسك ألا يعلم فيرد علي الإنسان مثل عمله" (أمثال11:24-12) أي أن الله وازن القلوب وحافظ نفسك يفهم أنك حينما تقول لم نعرف هذا أنك تريد بذلك أن تتهرب من مسئولية إنقاذ النفوس كما حاول يونان قديماً فهرب إلي ترشيش (يونان 3:1) فماذا كانت النتيجة؟ يرد علي الإنسان مثل عمله، أرجعه بالحوت وعلمه باليقطينة هل تنتظر حوت لتشهد عن الرب؟ الكثير من الارتباك والجفاف والهزال والعقم الروحي في حياة الكثيرين من المسيحيين الحقيقيين بسبب إهمالهم أهم عمل تركهم الرب لأجله علي الأرض، إن الفرق بين المؤمن الذي يربح الآخرين للمسيح بالصنارة الروحية وبين المؤمن الذي يقول لا نعرف هذا كالفرق بين بحيرة طبرية والبحر الميت الذين يمكنك أن تراهما في الخريطة الموجودة في كتابك المقدس فبحيرة طبرية مليئة بالحياة والسمك والشبع (يوحنا 1:21-14) لأنها تستقبل فرع من نهر الأردن ويخرج منها فرع أما البحر الميت فقد مات لأنه يأخذ ولا يعطي فينطبق عليه القول فيرد علي الإنسان مثل عمله فهل أنت نظير بحيرة طبرية أم البحر الميت؟ "إذا نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله" (2كورنثوس 20:5) . 4- الشهادة بالحياة فقط : كثيرون خدعوا بهذه الفكرة الخاطئة تسمعهم يقولون لك الناس قد شبعوا من الوعظ لهذا أشهد بحياتك فقط ولا داعي للشهادة بالكلام ويدللون علي ما يقولون بقصص كثيرة يطول الحديث عنها لكن دعني أذكرك أن كلام هؤلاء ناقص وهو نصف الحقيقة ونصف الحقيقة خطر شديد فمع تشديد الكتاب المقدس علي أهمية الشهادة بالحياة المسيحية والتقوى يظل هذا وجه واحد من وجهي العملة ولابد من الوجه الثاني للعملة أقصد لابد من الشهادة بالكلام مع الشهادة بالسلوك لأنك ببساطة إن سلكت سلوك مسيحي دون أن تخبر الناس عن سر تميز حياتك سيمدحك الناس في ذاتك وأخلاقك وعائلتك وربما يقولون عنك أنك منضبط في حياتك وتهتم بعملك كاليابانيين تماماً، فلكي يرجع المجد للرب صاحب الفضل في تغيير حياتنا دعنا نطيع هذه الآية "وأما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا بل قدسوا الرب الإله في قلوبكم (الشهادة بالحياة) مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف (الشهادة بالكلام)" (1بطرس14:3-15) ولا تنسي المكتوب "كيف يدعون بمن لم يؤمنوا به و كيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به وكيف يسمعون بلا كارز .. إذا الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله" (رومية 14:10-17) فهذا ليس ضد أهمية الشهادة بالكلام لأن الزوج سمع الكلمة مراراً وإلا كيف لا يطيعها إن كان لم يسمعها؟ إن الإنسان بإرادته يسمع ما يريد ويسد أذنيه عما لا يريد أن يسمعه فهل تخاف التضحية فلا تريد بإرادتك أن تعرف وتسمع سكان العالم الذين تجاوز عددهم الستة مليار وهم يصرخون إليك يا من عرفت الإنجيل قائلين: "اعبر إلي مكدونية (كل العالم يدعوك) وأعنا" (أعمال 9:16) . 5- الاختيار : في بداية خدمتي للرب لاحظ أحد شيوخ الكنيسة في القرية التي أخدم فيها أنني أزور البيوت لدعوة الناس لحضور الاجتماعات الكرازية وبعد أن سألني عن كم أبلغ من العمر قال لي: أنت مازلت شاب صغير عندما تنضج في الإيمان ستعرف أن الله قد أختار المؤمنين قبل تأسيس العالم ويوجد معينين للحياة الأبدية وقرأ لي الشواهد الخاصة بموضوع الاختيار(رومية 9)، (أفسس3:1-4) ، (أعمال 48:13) وقال لي إذاً فلا داعي للتعب والزيارات والعمل الفردي إن كل هذا وسائل بشرية فاشلة والله سيحقق قصده واختياره بدون أي مجهود بشري وسألني هل الله محتاج لك لتساعده ليخلص من أختارهم؟. ولكنني كلما درست الكتاب المقدس أكثر كلما أدركت أن عكس ما قاله لي هذا الشيخ هو الصحيح وعرفت من كلمة الله أنه لا يوجد أي تعارض بين مبدأ الاختيار وبين أهمية الشهادة والكرازة بالإنجيل والتعب والركض لربح النفوس البعيدة، دعني مرة أخرى أقتبس الآية التي ذكرتها من قبل "كيف يدعون بمن لم يؤمنوا به وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به وكيف يسمعون بلا كارز .. إذا الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله" (رومية 14:10-17) ويكفيني أن أذكر لك ما قاله الرسول بولس في نهاية حياته وهو أعظم من نادي بالاختيار إذ قال : "إنجيلي الذي فيه أحتمل المشقات حتى القيود كمذنب لكن كلمة الله لا تقيد لأجل ذلك أنا أصبر علي كل شيء لأجل المختارين لكي يحصلوا هم أيضاً علي الخلاص الذي في المسيح يسوع مع مجد أبدي" (2تيموثاوس 9:2-10) إن الاختيار ومسئولية الإنسان حقيقتان تقبلان بالإيمان دون تعارض بينهما ولا يوجد أي خادم علي مر العصور يعرف من هو الإنسان المختار لهذا لنطع وصية الرب الصريحة "اذهبوا للعالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها من آمن وأعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن" (مرقس 15:16،16) ، ".. وهو لا يشاء أن يهلك أناس بل أن يقبل الجميع إلي التوبة" (2بطرس9:3) و (1كورنثوس 16:9-24) من يقول أن مبدأ الاختيار يجب أن يجعلنا لا نكرز أو نحد من التبشير يذكرني ببعض قبائل روسيا قديماً الذين كانوا لا ينقذون أي غريق اعتقاداً منهم أن إنقاذهم للغريق هو مخالفة للقدر وللسلطان الإلهي. ![]() |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
![]() |
![]() الدرس الثالث و العشرون الصنارة الروحية تابع أصلح العطل في صنارتك الروحية درسنا في الدرس السابق خمسة أفكار خاطئة عن العمل الفردي هي:1-الموهبة 2-الدعوة 3-لم نعرف هذا 4-الشهادة بالحياة فقط 5-الاختيار، والآن نكمل هذه الأفكار الخاطئة والمعطلة ليحررنا الرب منها: 6-العبادة والتسبيح والسجود فقط هذا أيضاً فكر خاطئ مغلف بالتقوى يقول صاحب هذا الفكر كيف سقطت أسوار أريحا قديماً؟ (يشوع 6) هل بالتبشير أم بالتسبيح والهتاف؟ بالطبع بالتسبيح فلا داعي إذاً من العمل الفردي والشهادة ويكفينا أن نسبح ونرنم جيداً وأي نفس بعيدة عن الله تحضر الاجتماع ستخلص وتسقط أسوار الشر عنها. والبعض الأخر يقول أليس مكتوب "ولكن إن كان الجميع يتنبأون فدخل أحد غير مؤمن أو عامي فانه يوبخ من الجميع. يحكم عليه من الجميع وهكذا تصير خفايا قلبه ظاهرة وهكذا يخر علي وجهه ويسجد لله مناديا أن الله بالحقيقة فيكم" (1كورنثوس 24:14-25) ويقول يكفي أن يكون الروح القدس عامل في اجتماعاتنا الروحية والنفوس ستخلص دون كلمة. والبعض الآخر يعقد مقارنة عجيبة بين مرثا ومريم في (لوقا38:10-42) ويعتبرون أن مرثا الخادمة صورة للتبشير وأن مريم الساجدة صورة للسجود وحضور الاجتماعات الروحية ويخلصون للأسف لنفس هذا المبدأ الخاطئ السجود فقط دون خدمة أو كرازة و ينادون بأن هذا ما يطلبه الله الآن ولكن مرة أخري دعني أذكرك بخطورة التطرف وأخذ نصف الحقيقة أي أحد وجهي العملة فلا أحد يستطيع أن ينكر أهمية التسبيح في ربح النفوس للرب ولا ينكر أهمية الاجتماعات الروحية في ربح النفوس للمسيح ولا أهمية السجود للرب وأن نكون مثل مريم التي "جلست عند قدمي الرب وكانت تسمع كلامه" (لوقا39:10) ولكن إن نفذنا وجه العملة هذا بطريقة حقيقية مخلصة سنسمع الرب يدعونا أن ننفذ الوجه الآخر للعملة ونطيع كلامه ونذهب لنخبر الآخرين عن الرب وجماله وحبه وعمله. هل ينكر أحد أن الرسول بولس رجل صلاة وسجود ولكن أسمعه وهو في ميليتس يتحدث لقسوس كنيسة أفسس يقول: "كيف لم أؤخر شيء من الفوائد وأخبرتكم به جهرا و في كل بيت" (أعمال 20:20) وأنظره في أثينا "بينما بولس ينتظرهما في أثينا احتدت روحه فيه إذ رأي المدينة مملؤة أصناما فكان يكلم في المجمع اليهود المتعبدين و الذين يصادفونه في السوق كل يوم" (أعمال 16:17-17) أم كان فيلبس أقل سجوداً وعبادة عندما "أطاع الملاك وذهب نحو الجنوب علي الطريق المنحدرة من أورشليم إلي غزة ليتحدث مع الخصي الحبشي ويعمده و يربحه للمسيح" (أعمال 26:8-40) هل تتذكر إشعياء النبي عندما تمتع بسماع تسبيحات السرافيم؟ "رأيت السيد الرب جالساً علي كرسي عال ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل السرافيم واقفون فوقه لكل واحد ستة أجنحة باثنين يغطي وجهه وباثنين يغطي رجليه وباثنين يطير وهذا نادي ذاك وقال قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض فاهتزت أساسات العتب وأمتلئ البيت دخاناً فقلت ويل لي أني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين وساكن بين شعب نجس الشفتين لأن عيني قد رأتا الملك رب الجنود فطار إلى واحد من السرافيم وبيده جمره قد أخذها بملقط من علي المذبح ومس بها فمي وقال أن هذه مست شفتيك فأنتزع أثمك وكفر عن خطيتك ثم سمعت صوت السيد قائلاً من أرسل ومن يذهب من أجلنا فقلت هاأنذا أرسلني فقال أذهب" (إشعياء 1:6-8) هل رأيت كيف أن السجود والتسبيح الحقيقي تنتج عنه إرسالية حقيقية إذ تسمع صوت الرب القائل من أرسل ومن يذهب من أجلنا وتقول عندها مع إشعياء هاأنذا أرسلني. إذا العبادة والتسبيح والسجود الحقيقي يولد في المؤمن شهادة وخدمة وإرسالية فهل تذهب؟.قال أحد المؤمنين في اجتماع حضره د.ل.مودي: منذ خمسة وخمسين عاما وأنا في شركة وعبادة لله حتى أني أشعر دائماً أنني علي جبل التجلي فسأله مودي كم نفس ربحت للمسيح طوال هذه السنين وماذا قدمت للمشاركة في الإنجيل؟ أجاب الرجل: لا أتذكر أني فعلت هذا. قال له مودي : لا أتمني أن أصعد مثل هذه الجبال وإن أصعدوني إليها سأنزل مسرعاً لأنقذ خاطئ علي فوهة الجحيم. 7-العمل الاجتماعي فقط ما أعظم أن ترتبط الشهادة بعمل الخير كما هو مكتوب عن الرب يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة "الذي جال يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس" (أعمال 38:10) وهذا ما يسمي بالإنجيل الاجتماعي أي تقديم المساعدة المادية أو العلاج الطبي أو فتح مدارس خاصة أو المشاركة في حل مشاكل الأسر والعائلات مع تقديم بشارة الإنجيل وهذا أمر عظيم فيه تمثل بالرب وطاعة للوصية "فإذا حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع ولا سيما لأهل الإيمان"(غلاطية 10:6) ولكن للأسف بعض الأفراد والهيئات المسيحية بدأت حسناً في تقديم الإنجيل الاجتماعي ولكن بعد ذلك تركت الإنجيل وتقديمه والبشارة، واكتفت بالعمل الاجتماعي فقط وفي هذه الحالة انحرفت عن الهدف الذي بدأت لأجله وصار شأن هؤلاء الأفراد أو الهيئات أو المدارس أو المستشفيات المسيحية شأن أي عمل اجتماعي محلي أو دولي بل ربما تكون أنت تعمل كعامل أو موظف أو مدير لإحدى هذه الهيئات أو في المكتبات المسيحية أو النوادي والأماكن التي تتبع الكنائس أو بيوت المؤتمرات أو مكتبات بيع الكتاب المقدس أو في سكن الطالبات أو الطلبة المغتربين التابع للكنيسة بالطبع حسنا أن نقدم الخير للجميع ولكن إن لم يصاحب هذا الخير تقديم الإنجيل والشهادة بالمسيح لا نكون شهدنا شهادة كاملة للنفوس فأن كنا نهتم بأجسادهم ونفوسهم من خلال فعل الخير وهذا جيد فعلينا بالأحرى جداً أن نهتم بأرواحهم التي هي أغلي بما لا يقاس وأخلد من أجسادهم "لأنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (متي4:4) فلنقدم لهم المسيح مع العمل الاجتماعي لأنه وحده الذي قال: "أنا هو خبز الحياة. من يقبل إليَ فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش أبداً" (يوحنا 35:6 ) فلن يكن العمل الاجتماعي كافي أو مثمر لربح النفوس للمسيح إن لم يصحبه الشهادة بالإنجيل. 8-أخاف السخرية والاضطهاد كثيراً ما أسمع هذا المعطل عند الحديث عن أهمية العمل الفردي يقول: في بداية حياتي مع المسيح حاولت أن أشهد عنه لجيراني وأصدقائي ولكنهم لم يقبلوا بل بعضهم سخر مني واحتقرني فقررت أن لا أشهد عن الرب مرة أخرى. أقول لك: أنه من الطبيعي أن تضطهد لأجل الرب "طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السماوات فأنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم" (متى 11:5-12) ، "وجميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يضطهدون" (2تيموثاوس12:3) فمن الحتمي أن تحتمل الألم لأجل الشهادة بالمسيح حتى أن كلمة شهيدي التي ذكرت عن أنتيباس مشتقة من كلمة شهادة "وأنت متمسك باسمي ولم تنكر إيماني حتى في الأيام التي فيها كان أنتيباس شهيدي الأمين الذي قتل عندكم حيث الشيطان يسكن" (رؤيا2 :13) فعلي المؤمن أن يشهد عن الرب حتى الشهادة أي الاستشهاد "كن أميناً إلي الموت فسأعطيك إكليل الحياة" (رؤيا10:2) والألم والاضطهاد في طريق الشهادة للرب عطية عظيمة يجب أن نشكر الرب لأجلها ولا تجعلنا أبداً نصمت "لأنه قد وهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضاً أن تتألموا لأجله" (فيلبي 29:1 ) "ودعوا الرسل وجلدوهم وأوصوهم أن لا يتكلموا باسم يسوع ثم أطلقوهم، أما هم فذهبوا فرحين من أمام المجمع لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه وكانوا لا يزالون كل يوم في الهيكل وفي البيوت معلمين ومبشرين بيسوع المسيح" (أعمال 41:5-42) 9-حاولت سابقاً وفشلت - لم أرى نتائج أسمعك تقول بإخلاص نعم أعلم أن ربح النفوس بالعمل الفردي مسئولية كل مؤمن ولكني حاولت سابقاً وفشلت فقررت السكوت إلي أن أعرف أين العيب؟ هل فيّ؟ أم في الطريقة التي أتحدث بها؟ أم في الناس الذين أتحدث إليهم؟ أم في كل هذا معاً؟ لماذا لم أري أي نتائج لشهادتي السابقة؟! دعني أولاً أقول لك "الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح" (2تيموثاوس 7:1) فالفشل دائماً ليس من الله أما عن النتائج فهي مضمونة عند الرب وأحياناً يسمح الرب لنا أن يخفي بعض النتائج عنا بعض الوقت أو كل الوقت لحكمه عنده ربما ليحفظنا من الذات والكبرياء أما عن كلمة الله فقال الله: "هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي لا ترجع إلي فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح في ما أرسلتها له" (إشعياء 11:55) تشجع معي بما قاله الجامعة: "من يرصد الريح لا يزرع ومن يراقب السحب لا يحصد كما أنك لست تعلم ما هي طريق الريح ولا كيف العظام في بطن الحبلى كذلك لا تعلم أعمال الله الذي يصنع الجميع، في الصباح أزرع زرعك وفي المساء لا ترخ يدك لأنك لا تعلم أيهما ينمو هذا أو ذاك أو أن يكون كلاهما جيدين سواء" (جامعة4:11-6) ، ولأننا نعرف أن "الزرع هو كلام الله" (لوقا11:8) . فلا يوجد أي احتمال أن تفشل كلمة الله لاحظ لم يقل الجامعة أو أن يكون كلاهما بدون ثمر سواء بالعكس أو أن يكون كلاهما جيدين سواء ولكني دعني أقول لك أن عدم وجود النتيجة يكون أحياناً بسبب قسوة النفوس التي نتعامل معها ألم يهلك الشاب الغني رغم أن الرب يسوع ذاته له المجد هو الذي كان يحدثه (مرقس17:10-22) وعلي أية حال علينا أن نشهد للنفوس سواء قبلت أو رفضت لأننا رائحة المسيح الذكية لله في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون لهؤلاء رائحة موت لموت ولأولئك رائحة حياة لحياة (2كورنثوس 15:2-16) ، ولكن دعني قبل أن أترك هذه النقطة أهمس في أذنك أنه ربما يكون السبب في ضعف النتائج عيب في الطريقة التي أحدث النفوس بها فلا يمكن أن نتجاهل أن "رابح النفوس حكيم" (أمثال 30:11) فبعد قراءتك باجتهاد لدروس هذا الكتاب إن وجدت خطأ في الطريقة التي كنت تستخدمها فلا تفشل وتذكر أن مرقس الرسول الذي بدأ ضعيفا (أعمال 37:15-40) صار في النهاية نافع إذ يقول الرسول بولس عنه "خذ مرقس وأحضره معك لأنه نافع لي للخدمة" (2تيموثاوس 11:4) تذكر الابن الأول الذي قال له أبوه "يا أبني أذهب اليوم أعمل في كرمي فأجاب وقال ما أريد ولكنه ندم أخيراً ومضي" بالطبع هو عمل إرادة الأب أفضل من الابن الثاني الذي قال لأبيه"ها أنا يا سيد ولم يمض" (متى28:21-31) والأفضل منهما أن نقل ها أنا ونذهب 10-الكفاءة: سني صغير- الخجل- أنا بنت دعني أؤكد لك أنه لا يوجد إنسان علي الأرض عنده الكفاءة للشهادة للرب يسوع حتى أن الرسول بولس يقول: "ومن هو كفوء لهذه الأمور" (2كورنثوس16:2) ، ولكنه يكمل حديثه قائلاً: "ولكن لنا ثقة مثل هذه بالمسيح لدي الله ليس أننا كفاة من أنفسنا أن نفتكر شيئاً كأنه من أنفسنا بل كفايتنا من الله الذي جعلنا كفاة لأن نكون خدام عهد جديد" (2كورنثوس 4:3-6) . هل تشعر بضعفك وعجزك ارتمي علي نعمة المسيح واسمعه يقول لك: "تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل علي قوة المسيح" (2كورنثوس9:12) ، ولتشجيعي وتشجيعك دعنا نتذكر الفتاة الصغيرة المسبيه وكيف بشهادتها التي هي 12 كلمة ربحت نعمان السرياني رئيس جيش ملك أرام عندما قالت: "يا ليت سيدي أمام النبي الذي في السامرة فأنه كان يشفيه من برصه" (2ملوك 3:5) ألم يمدح الرب يسوع هذه الفتاة الصغيرة ضمنياً عندما تحدث عن نعمان السرياني؟ إذ قال: "وبرص كثيرون كانوا في أيام أليشع النبي ولم يطهر واحد منهم إلا نعمان السرياني" (لوقا27:4) ، وماذا تقول عن الأربع البرص الذين كانوا خارج السامرة أين كفاءتهم؟ أين تدريبهم؟ أين دعوتهم؟ أين موهبتهم؟ أين خبرتهم؟ ولكن بعدما أكلوا وشربوا وحملوا فضة وذهب وثياب وطمروها قالوا شعارهم الرائع الذي كم نحتاج إليه بشدة اليوم، "قال بعضهم لبعض لسنا عاملين حسنا هذا اليوم هو يوم بشارة ونحن ساكتون فإن انتظرنا إلي ضوء الصباح يصادفنا شر فهلم الآن ندخل ونخبر بيت الملك فجاءوا ودعوا البواب وأخبروه .." (2ملوك 8:7-10) فإن كنا غير أكفاء أو صغيري السن أو فتيات فلنعتمد علي الرب ونعمته لنقول "لأني لست أستحي بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن" (رومية16:1) . تذكر ما قاله أرميا قبل بداية خدمته وتشجيع الرب له "فقلت آه يا سيد الرب إني لا أعرف أن أتكلم لأني ولد فقال الرب لي لا تقل إني ولد لأنك إلي كل من أرسلك إليه تذهب وتتكلم بكل ما آمرك به " (أرميا6:1،7) تذكر ما قاله يوناثان ابن شاول للغلام حامل سلاحه "لأنه ليس للرب مانع أن يخلص بالكثير أو بالقليل" (1صموئيل6:14) ولكنه يسر أن يستخدم القليل ليعود المجد له "لن يخلص الملك بكثرة الجيش الجبار لا ينقذ بعظم القوة باطل هو الفرس لأجل الخلاص وبشدة قوته لا ينجي" (مزمور16:33-17) ، "لا يسر بقوة الخيل لا يرضي بساقي الرجل" (مزمور10:147) ، وقديماً قال لجدعون عن جيشه الذي كان في الأصل قليل جداً " الشعب الذي معك كثير عليّ لأدفع المديانيين بيدهم لئلا يفتخر علي إسرائيل قائلاً يدي خلصتني .. فرجع من الشعب اثنان وعشرون ألفا وبقي عشرة آلاف وقال الرب لجدعون لم يزل الشعب كثير .. بالثلاث مائة رجل الذين ولغوا أخلصكم وأدفع المديانيين ليدك" (قضاة 2:7-7) ألم يستخدم الرب غلام معه خمسة أرغفة شعير وسمكتان ليشبع آلاف الجموع؟ (يوحنا 9:6) ، وبمنساس بقر خلص إسرائيل؟ (قضاة 31:3) واستخدم إهود بن جيرا وهو أعسر (قضاة15:3) وبجرار فارغة مكسورة صنع الرب خلاصاً عظيماً (قضاة19:7-23) وبلحي حمار قتل شمشون ألف رجل (قضاة 15:15) وبخمسة حجارة ملس ومقلاع أنتصر داود الغلام الأشقر مع حلاوة العينين علي جليات (1صموئيل40:17) فهل بعد هذا تتحدث عن الكفاءة أو صغر السن أو الخجل أو إني ولد أو بنت ليست الفكرة في إمكانياتي كبيرة كانت أم صغيرة المهم تسليمها بالكامل في يد الله العظيم القادر الذي يسر أن يستخدم القليل. ![]() |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
![]() |
![]() الدرس الرابع و العشرون الصنارة الروحية هل الصيد بالصنارة الروحية أسلوب حياتك؟ كان العمل الفردي وربح النفوس أسلوب حياة المبشر الشهير د.ل.مودي ويحكي أنه مرة كان يتحدث مع بائع الفاكهة عن الحياة الأبدية فأجابه البائع أن هذا شأني الخاص فلا تتدخل في أموري الشخصية. ولكن حياتك غير مضمونه والأبدية الرهيبة في الجحيم مرعبة وحقيقة حية فلماذا تقامر بالأبدية هكذا أجابه مودي. مرة أخري استشاط بائع الفاكهة غضباً وقال لمودي : قلت لك أنها أموري الخاصة اذهب وإلا أحضرت لك البوليس أم أنت تتصور نفسك المبشر الشهير مودي الذي أسمع عنه دائماً. فأجابه مودي بتواضع شديد نعم أنا هو مودي. اندهش بائع الفاكهة وأبتسم فرحاً أنه رأي مودي الذي كان يسمع عنه وقال له طالما أنت مودي إذاً الآن نغلق المحل لتحدثني عن خلاص نفسي، وربحه مودي للمسيح لأن حتى بائع الفاكهة كان يعرف أنه يوجد إنسان أسمه مودي أسلوب حياته هو العمل الفردي وربح النفوس للمسيح.وعلي العكس لم يكن العمل الفردي أسلوب حياة د. وليم رونالدز مع أنه كان مسيحي حقيقي وواعظ معروف حتى أتي إليه واحد من أصدقائه وجيرانه وشعر د.رونالدز بالتوبيخ الشديد عندما قال له جاره وصديقه يا وليم لماذا لم تهتم بخلاص نفسي طوال السنين الطويلة الماضية؟ فأجابه د. رونالدز: وما الذي دعاك لتقول لي ذلك اليوم؟ أجابه صديقه قائلاً: اليوم وأنا في القطار تحدث معي رجل قصير وبدين وكان يكلمني بجدية وقلب ملتهب عن أهمية خلاص نفسي حتى أنه قفز من القطار بينما القطار يتحرك لكي لا يترك ثانية واحدة لا يكلمني فيها عن الرب يسوع وخلاصه العظيم وها أنا اليوم قبلت المسيح وأصبحت فيه خليقة جديدة ولكني أعاتبك لماذا لم تحدثني عن الرب يسوع ومحبته وعمله طوال هذه السنين رغم أني جارك وصديقك أيضاً؟. وما اسم ذلك الشخص الذي تحدث معك في القطار اليوم؟ سأل د. رونالدز جاره، أجاب الصديق علي ما أتذكر أنه أجابني عندما سألته أن اسمه مودي وعندها عرف د. وليم رونالدز أن د.ل.مودي هو الذي ربح جاره بينما هو لم يفكر ولو مرة واحدة أن يشهد له وأن يربحه للمسيح طوال السنين الماضية رغم أنه جاره وصديقه بينما كان مودي أول مرة يراه ولمدة دقائق قليلة في القطار ومن يومها تغيرت حياة د.وليم رونالدز من مؤمن وخادم عادي روتيني إلي خادم ملتهب بحب الرب وصار ذلك في قلبه حب ولهيب لربح الكثيرين ومن يومها أصبح العمل الفردي وربح النفوس أسلوب حياة د. رونالدز وليس مجرد خدمة موسمية مما أدي إلي أنه ربح الكثيرين للمسيح بالعمل الفردي بعد ذلك.وقصة مس فرنسيس هافرجال تشبه قصة د. رونالدز فقد قالت لها إحدى الفتيات في ذات يوم كان يمكن أن أكون جزء من إكليلك ولكنك خسرت ذلك اليوم. أجابت مس هافرجال لم أفهم ما تقولين؟ ردت الفتاة كم من المرات كنت أجلس عمداً معك وأنتظر منك أن تحدثيني ولو كلمة واحدة عن الرب يسوع وكيفية الإيمان الحقيقي به كنت أشعر بالعطش لذلك ولكنك لم تحدثيني ولو مرة واحدة حتى ربحتني للمسيح خادمة أخرى كانت لأول مرة تراني اليوم مع أني كنت أتوقع أني سأكون في إكليلك لربح النفوس ولكن أشكر الرب فإن كنت أنت لم تفعلي ذلك ربحتني أخري وصرت جزءاً من إكليلها فالمهم أني حصلت بالمسيح علي الخلاص والحياة الأبدية.هناك مثل ذهبي في العمل الفردي يقول قبل أن تكلم النفوس عن المسيح كلم المسيح عن النفوس وليكون العمل الفردي أسلوب حياتك دائماً، وبالطبع يحتاج هذا الأمر إلي استعداد دائم كما قال ر.أ.توري أعرف خادم ممتاز في كل مرة يتقابل فيها مع شخص علي انفراد يعتبر أن هذه علامة أكيدة أن الله يدعوه للعمل الفردي والتحدث إلي ذلك الشخص عن خلاص نفسه ولما سئل توري عن أفضل طريقة نتعلم بها العمل الفردي هل هي دورات تدريبية؟ أم دراسات لاهوتية؟ قال: مع احترامي لهذه وتلك فإن أفضل طريقة تتعلم بها خدمة العمل الفردي هو أن تعمل العمل الفردي وتأخذ خبرة عملية من كل الأخطاء والصعوبات أو النجاح. بالطبع لا يقصد أن ينتقد الدراسات اللاهوتية أو الدورات التدريبية ولكنه يريد أن يؤكد علي الخبرة أو بمعني آخر أن يكون العمل الفردي أسلوب حياة يومي من بداية اليوم لنهايته ومن بداية الحياة الجديدة مع المسيح إلي يوم لقاءه القريب ولكني أسمعك تسألني ألا يحتاج هذا إلي تضحية؟ أقول لك بل يحتاج أيضاً إلي إماتة كما هو مكتوب "إننا من أجلك نمات كل النهار. قد حسبنا مثل غنم للذبح. ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا" (رومية 36:8،37) ألم يقل الرب يسوع في هذا المبدأ عينه عن نفسه وعن أتباعه: "الحق أقول لكم إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقي وحدها ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير، من يحب نفسه يهلكها ومن يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها إلي حياة أبدية إن كان أحد يخدمني فليتبعني وحيث أكون أنا هناك أيضاً يكون خادمي وإن كان أحد يخدمني يكرمه الآب" (يوحنا24:12-26) "بهذا يتمجد أبي أن تأتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذي" (يوحنا8:15) ، والحديث هنا ليس عن ثمر الخلاص (متي 16:7) ولا عن ثمر القداسة (رومية21:6-22) ولا عن ثمر العطاء (رومية28:15) ولا عن ثمر الروح (غلاطية 22:5) ولا ثمر كل عمل صالح (كولوسي10:1) ولا عن ثمر الشفاه (عبرانيين 15:13) فقط بل بالأحرى عن ثمر المؤمن وكما أن ثمر الحنطة حنطة وثمر البرتقال برتقال هكذا ثمر المؤمن مؤمن ثمر التلميذ تلميذ كعملية الولادة "يا أولادي الذين أتمخض بكم إلي أن يتصور المسيح فيكم" (غلاطية 19:4) فهل أنت مثمر؟ هل ربحت وولدت أولاداً ليتمجد الآب؟ إن ربحك للنفوس أو مشاركتك في ربح النفوس هو ثمر طبيعي لكل مؤمن أدرك أنه يعيش هنا علي الأرض ليشهد عن المسيح ويربح النفوس له وأن يكن هذا أسلوب حياته، فان كنت لم تتمتع بهذا النوع من الثمر أدعوك أن تصلي مع إبرام قديماً: "أيها السيد الرب ماذا تعطيني وأنا ماضي عقيماً؟" (تكوين 2:15) وليس كما قالت راحيل لزوجها يعقوب بل لأقول للرب بعشم وحب "هب لي بنين وإلا أنا أموت" (تكوين 1:30) كما صلى يوحنا نوكس قديماً لله وقال للرب هب لي اسكتلندا وإلا أموت فأعطاه الرب عشرات الآلاف من البنين والبنات هناك و عندما ذهب المرسل جيمس كلفريت إلي أكلة لحوم البشر في جزر فيجي قال له البحارة أنك تعرض حياتك وحياة من معك للموت قال: لقد متنا قبل أن نأتي إلي هنا كما هو مكتوب "إننا من أجلك نمات كل النهار. قد حسبنا مثل غنم للذبح. ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا" (رومية 36:8،37) وهذا أيضاً كان شعار جيمس شارلمرز وهو يذهب إلي بابا نيو غينيا لم يكن ربح النفوس فقط أسلوب حياته بل بالفعل طبخوه وأكلوه هو وصديقه المبشر القديس تومكنس مع عشرة من أطفالهم ولكن كانوا بالفعل كحبة الحنطة التي ماتت حرفياً وأتت بثمر كثير حدث هذا يوم 7 أبريل عام 1901 أي منذ مائة عام تقريباً لكنني تقابلت الأسبوع الماضي مع خادم كان قادم من بابا نيو غينيا قال لي أن الكنائس هناك تزرع أكثر من الأشجار وكل مؤمني بابا نيو غينيا يعترفون بفضل شارلمرز ورفقائه في توصيل الإنجيل إليهم ويعتبرونه الأب الروحي المسيحي لكل جزر بابا نيو غينيا، وأن نسبة إرسال المرسلين من هذه الدولة الفقيرة إلي بلاد العالم هي أعلى نسبة إرسال مرسلين في كل العالم. صديقي القارئ صديقتي القارئة: هل العمل الفردي وربح النفوس هو أسلوب حياتك؟ كانت البشارة أسلوب حياة شاب في العهد القديم أسمه أخيمعص أبن صادوق (2صموئيل 15: 24-30 ، 17: 17-21 ، 18: 19-33) وبنظرة سريعة لحياته نري كيف كان ملتهب بالبشارة رغم أنه لم يكن قد حصل علي الإنجيل الذي هو الآن بين أيدينا في العهد الجديد: 1-أخيمعـص ومعنى السفير 1-اسمه: اخيمعص معناه الأخ الحزين أو الباكي، أبن صادوق معناه العادل وفى اسمه وأسم أبيه أحد أوجه قلب المبشر فهو حزين لأنه يعلم أن الله بار وعادل فمصير الخاطئ بدون المسيح هو الهلاك فهو باكي كإرميا النبي إذ قال "يا ليت رأسي ماء وعيني ينبوع دموع فأبكي نهاراً وليلاً قتلي بنت شعبي" (أرميا 9: 1)، وكبولس الرسول الباكي أسمعه يقول : "أقول الصدق في المسيح .لا أكذب و ضميري شاهد لي بالروح القدس إن لي حزناً عظيماً ووجعاً في قلبي لا ينقطع فأني كنت أود لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل أخوتي أنسبائي حسب الجسد" (رومية9: 1-3) "كثيرين يسيرون ممن كنت أذكرهم لكم مراراً والآن أذكرهم أيضاً باكياً وهم أعداء صليب المسيح" (فيلبي3: 18)، "أخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة .. متذكرين أني ثلاث سنين لم أفتر أن أنذر بدموع كل واحد" (أعمال 20: 19،31). 2-رفيقه: يوناثان معناه الله قد أعطى، ابياثار معناه الأب فاضل وفى اسم رفيقه الوجه الآخر لقلب المبشر فهو يعلن حب الله الذي أعطى ابنه على الصليب ".. لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد..." (يوحنا 3: 16) ويقبل الابن الراجع (لوقا15: 11-32). 3-أسرته: ارتبط ابياثار بداود منذ أن كان ممسوح ملك (1صموئيل20:22-23) ما أحلى أن تكون الأسر والعائلات بالكامل للمسيح لتقول "أما أنا وبيتي فنعبد الرب" (يشوع24: 15) "الإيمان العديم الرياء الذي فيك الذي سكن أولاً في جدتك لوئيس وأمك أفنيكي ولكني موقن أنه فيك أيضاً" (2تيموثاوس 1: 5). 4-مركزه: كان كاهن يهودي ولكن كانت تبعـيته لداود الذي يرمز للمسيح أهم من مركزه الديني فهو ليس كالكاهن اليهودي في مثل السامري الصالح الذي عرض أنه نزل في نفس الطريق التي فيها الجريح فرآه وجاز مقابله (لوقا 10: 31) ولكن أخيمعص تبع داود وبأمانة للنهاية وفي زمن رفضه ويجب علي من يكون ربح المسيح أسلوب حياته أن تكن له تبعية قلبية مطلقة ودائمة للمسيح. 5-ولائه: لداود ونحن الآن سفراء المسيح المرفوض وولائنا له رغم رفض العالم "(2كورنثوس 6: 4-10)6-طاعته : أطاع ما طلبه منهم داود والطاعة من أهم فضائل خدام المسيح فمكتوب " هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب. هوذا الاستماع أفضل من الذبيحة والإصغاء أفضل من شحم الكباش " (1صموئيل15: 22 ،23) وكما قال الرب لإبراهيم " ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض. من أجل أنك سمعت لقولي" (تكوين22: 18)، ومن أهم صفات من تكون البشارة أسلوب حياته طاعته للرب. 7-ارتباطه بالتابوت: التابوت يشير إلى المسيح.. وتابوت العهد.. وأما المسيح وهو قد جاء..فبالمسكن الأعظم والأكمل (عبرانيين4:9،11) ولابد للخادم رغم أن ربح النفوس أسلوب حياته وأن لا تشغله الخدمة عن رب الخدمة "مرثا أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة ولكن الحاجة إلي واحد فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها" (لوقا41:10-42) . 2-أخيمعـص: في ستر القدير -نرى حياة التدريب فيما حدث معه في (2صموئيل17: 17-21) 1-عين روجل: ومعني الاسم عين الجواسيس أو القصار وفيها نري حتى وإن كان العالم لا يعرفنا ولكن الله يدربنا كالفخاري الأعظم وبعد الألم المجد "إن عيرتم باسم المسيح فطوبى لكم لأن روح المجد والله يحل عليكم" (1بطرس13:4) والقصار يذكرنا بالمجد "وصارت ثيابه تلمع بيضاء جداً كالثلج لا يقدر قصار علي الأرض أن يبيض مثل ذلك" (مرقس3:9) ، "من أجل هذا لا يعرفنا العالم" (1يوحنا3: 1) "ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير إلي تلك الصورة عينها من مجد إلي مجد كما من الرب الروح" (2كورنثوس 3: 18). 2-خارج المدينة: على كل سفير للمسيح أن يخرج معه خارج محلة العالم وشروره "فلنخرج إذاً إليه خارج المحلة حاملين عاره" (عب 13:13) . 3-مستهدف: من اتباع أبشالوم وجميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يضطهدون ( 2تيموثاوس 3: 12). 4-الاختفاء في بحوريم: بحوريم معناها شباب فما أحــلى أن نذكر الرب في شبابنا وهو مصدر قوتنا "فأذكر خالقك في أيام شبابك" (جامعة 12: 1)، "فقال لي تكفيك نعمتي لان نعمتي في الضعف تكمل" (2كورنثوس9:12) . 5-النزول للبئر: صورة للموت مع المسيح "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ" (غلاطية 2: 20). 6-الغطاء بالسجف: الحماية في المسيح وبره "الساكن في ستر العلي في ظل القدير يبيت" (مزمور91: 1)، "وأوجد فيه وليس لي بري الذي من الناموس بل الذي من الله بالإيمان" (فيلبي9:3) . 7-الغطاء بالسميذ : الحبوب صورة لكلمة الله (لوقا 8: 11) ففي كلمة الله الشبع والحماية لكل خادم للمسيح سيف الروح الذي هو كلمة الله (أفسس 6: 17). 3- أخيمعـص: مثال التبشير في (2صموئيل18: 19-33) تتكرر كلمة بشارة (9) مرات وكلمة جرى (12) مرة انه صورة للمبشر في: 1- المبادرة: كالسامرية والأبرص فالسامرية صارت الشهادة أسلوب حياتها منذ أول دقيقة بعد مقابلتها بالرب يسوع وهي بادرت للإخبار عنه رغم أنه لم يطلب منها ذلك "فتركت المرأة جرتها ومضت إلي المدينة وقالت للناس هلموا انظروا إنسان قال لي كل ما فعلت العل هذا هو المسيح" (يوحنا 4: 28-29) والذي كان أبرص بادر وخرج "وأبتدأ ينادي كثيراً ويذيع الخبر" (مرقس 1: 45) رغم أن الرب كان أنتهره وأرسله للوقت وقال له "انظر لا تقل لأحد شيئاً" (مرقس 42:1) . 2-رغم أن البشارة غير كاملة: كما قال يوآب ما أنت صاحب بشارة في هذا اليوم في يوم آخر تبشر وهذا اليوم لا تبشر من أجل أن ابن الملك مات. أما بشارتنا وإنجيلنا فكامل "لأني لست أستحي بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي أولاً ثم لليوناني لأن فيه معلن بر الله بإيمان لإيمان كما هو مكتوب أما البار فبالإيمان يحيا" (رومية 16:1-17) . 3-رغم خطورة البشارة: فأبشالوم قد مات وأخيمعص يعرف أن من خبّر داود بأن شاول الملك مات أمر داود بقتله (2صموئيل 15:1) رغم عداوة شاول الرهيبة لداود، وكذلك قتل من خبر بقتل إيشبوشث ابن شاول كما قال له داود أن الذي أخبرني قائلاً "هوذا قد مات شاول وكان في عيني نفسه كمبشر قبضت عليه وقتلته في صقلغ ذلك أعطيته بشارة فكم بالحري .. " (2صموئيل 10:4-12) ، رغم تمرد إيشبوشث علي الملك داود فكيف سيكون حال من يخبر بقتل أبشالوم ابن الملك، إنها مخاطرة رهيبة لكن البشارة كانت تسري في دماء أخيمعص وكانت أسلوب حياته فكيف يصمت والله تمجبالنصرة ضد أبشالوم المتمرد إنه سيبشر رغم خطورة البشارة كلسان حال الرسول بولس "ولكنني لست أحتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله" (أعمال 24:20) . 4-رغم وجود البديل : أرسل يوآب كوشي لكن أخيمعص قال مهما كان دعني أجري فالمسيحي الذي تكون البشارة أسلوب حياته يفرح بكل شاهد ومبشر بغض النظر عن دوافع ذلك المبشر ولا أسلوبه ولكنه أي المسيحي الذي صارت البشارة أسلوب حياته لا ولن يتوقف عن البشارة، كالرسول بولس في فيلبي الذي يقول: "أن أموري قد آلت أكثر إلي تقدم الإنجيل .. أما قوم فعن حسد وخصام يكرزون بالمسيح وأما قوم فعن مسرة فهولاء عن تحزب ينادون بالمسيح لا عن إخلاص ظانين أنهم يضيفون إلي وثقي ضيقاً وأولئك عن محبة عالمين أني موضوع لحماية الإنجيل فماذا غير أنه علي كل وجه سواء كان بعلة أم بحق ينادي بالمسيح وبهذا أنا أفرح بل سأفرح أيضاً" (فيلبي12:1و18) . 5-الإصرار: قال أخيمعص دعني أجرى 3 مرات فهو مثال الإصرار لتوصيل الإنجيل بحسب إنجيلي الذي فيه أحتمل المشقات حتى القيود كمذنب، لكن كلمة الله لا تقيد "لأجل ذلك أصبر علي كل شيء لأجل المختارين لكي يحصلوا هم أيضاً علي الخلاص الذي في المسيح يسوع مع مجد أبدي" (2تيموثاوس2: 8-10). 6-رغم عدم وجود مكافأة: فقال يوآب لماذا تجري أنت يا أبني وليس لك بشارة تجازي هذا بالمفارقة مع المبشر والشاهد المسيحي الذي يتمتع بالفرح والشبع هنا علي الأرض والمكافآت والأكاليل في السماء كما يقول الرسول بولس لمن ربحهم في تسالونيكي "من هو رجاؤنا وفرحنا وإكليل افتخارنا أم لستم أنتم أيضاً أمام ربنا يسوع المسيح في مجيئه لأنكم أنتم مجدنا وفرحنا" (1تسلونيكي2: 19) "الفاهمون يضيئون كضياء الجلد والذين ردوا كثيرين إلي البر كالكواكب إلي أبد الدهور" ( دانيال 3:12) 7-في طريق الغور: الغور هو الاسم العربي لوادي الأردن والوادي يشير للاتضاع "أخدم الرب بكل تواضع" (أعمال 20: 19) والأردن رمز للموت "لأننا نحن الأحياء نسلم للموت من أجل يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا المائت" (2كورنثوس11:4) . 8- سبق كوشي: وفي سبقه لكوشي نري:أ-السرعة: "اركضوا لكي تنالوا" (1كورنثوس 9: 24).ب-الخبرة: "الذين بسبب التمرن صارت لهم الحواس مدربة علي التمييز بين الخير والشر" (عبرانين 5: 13،14)ج- المعرفة: "انموا في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح" (2بطرس3: 18 ) 9- مميّز: "جري الأول كجري أخيمعص بن صادوق" ، "لأننا صرنا منظراً للعالم للملائكة والناس" (1كورنثوس 4: 9) 10- رجل صالح : ويأتي ببشارة صالحة "لكي تكونوا بلا لوم وبسطاء أولاد الله بلا عيب في وسط جيل معوج وملتو تضيئون بينهم كأنوار" (فيلبي 2: 15) 11- قال السلام: الارتباط وثيق بين الإنجيل والسلام "ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام المبشرين بالخيرات" (رومية15:10) ، "إنجيل السلام" (أفسس15:6) 12- سجد على وجهه للأرض: المبشر متضع وساجد "بسبب هذا أحني ركبتي لدي أبي ربنا يسوع المسيح" (أفسس 3: 14-21). 13- قال مبارك الرب: الغرض من التبشير الرب ومجده "اسعي نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع" (فيلبي 3: 14). 14- حكيم: قال الكلام المناسب دون أي كذب "تفاح من ذهب في مصوغ من الفضة كلمة مقولة في محلها" (أمثال25: 11). 15- ترك الجزالجارح لكوشي: "رابح النفوس حكيم" (أمثال30:11) . ![]() |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
![]() |
![]() الدرس الخامس و العشرون الصنارة الروحية الصيد بالصنارة متعة ومكافأته أبدية لقد خجلت عندما قرأت عن روبرت أرثنجتون وهو من سكان مدينة ليدذ وقد كان خريج متفوق من جامعة كامبردج الشهيرة كيف عاش روبرت حياته في حجرة واحدة وكان يطهى طعامه بنفسه ولقد قدم مليون جنيه إسترليني لخدمة توزيع الإنجيل للنفوس المحرومة لمدة خمسة وعشرين عاماً قد وفرها من ضروريات حياته، وبعد موته وجدت قصاصة من ورق كتب عليها (بكل الرضي والسرور أجعل من أرض الحجرة سريري وصندوقاً خشبياً كرسي لجلوسي وصندوق آخر كمائدة لطعامي لأوفر كل سنت لوصول الإنجيل للنفوس الغالية)، لقد كانت النفوس وخلاصها وتوصيل الإنجيل لها هي متعة واهتمام روبرت أرثنجتون الأول. وقيل أن د.ل. مودي كان يوماً علي قمة جبال الألب فلاحظ أحدهم أن السعادة تبدو علي وجهه فسأله هل استمتعت بقمة جبال الألب يا مستر مودي؟ فأجاب نعم إني استمتعت بخليقة الله الرائعة ولكن ما أبهجني أكثر الآن هي فكرة خطرت ببالي، سأل الأخ مستفسراً تري ما هي؟ أجاب مودي الآن أتخيل أن كل جبال الألب هذه كتلة ذهبية واحدة فأستفسر محدثه بشغف هل تتمنى أن تمتلكها؟ أجابه مودي: فقط أقدرها. ماذا تعني؟ سأله محدثه أجاب مودي أقول لنفسي وبكل إخلاص وصدق أن ربح نفس واحدة للمسيح أثمن وأغلي عندي من امتلاكي كل جبال الألب ككتلة ذهبية والسعادة التي أختبرها مع ربحي لكل نفس للمسيح أكثر جداً مما لو امتلكت كل جبال الألب ذهب. إن صيد السمك متعه وهواية رائعة ومفيدة فكم وكم تكون متعة صيد النفوس للرب يسوع. لقد أرتبط الفرح بخلاص النفوس في الكتاب المقدس "وإذا وجده يضعه علي منكبيه فرحاً ويأتي إلي بيته ويدعو الأصدقاء والجيران قائلاً لهم أفرحوا معي لأني وجدت خروفي الضال أقول لكم أنه يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلي توبة .. وإذا وجدته تدعوا الصديقات والجارات قائلة أفرحن معي لأني وجدت الدرهم الذي أضعته هكذا أقول لكم يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب .. قدموا العجل المسمن واذبحوه فنأكل ونفرح لأن أبني هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد فابتدئوا يفرحون .. كان ينبغي أن نفرح ونُسر لأن أخاك هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد" (لوقا 5:15-10، 23-24، 32) . صديقي القارئ صديقتي القارئة: "الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج الذاهب ذهاباً بالبكاء حاملاً مبذر الزرع مجيئاً يجيء بالترنم حاملاً حزمه" (مزمور 5:126-6) هل اختبرت أن تزرع بالدموع؟ النتيجة المؤكدة أنك ستحصد بالابتهاج، أن من أختبر أفراح ومتعة ربح النفوس لا يستطع العيش دون هذه الفرحة ".. مجيئاً يجيء بالترنم حاملاً حزمه .. والحاصد يأخذ أجرة ويجمع ثمراً للحياة الأبدية لكي يفرح الزارع والحاصد معاً" (يوحنا 36:4) وسيكون علي استعداد أن يخسر كل شيء ولا يحرم من هذه الفرحة حتى الحياة نفسها ستستمد قيمتها من مقدار ثمر عملي في ربح النفوس، اسمع الرسول العظيم بولس يقول : "لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح ولكن إن كانت الحياة في الجسد هي لي ثمر عملي فماذا أختار لست أدري لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً ولكن أن أبقي في الجسد الزم من أجلكم فإذ أنا واثق بهذا أعلم أني أمكث وأبقي مع جميعكم لأجل تقدمكم وفرحكم في الإيمان" (فيلبي 21:1-25) ويقول: "لأننا الآن نعيش إن ثبتم أنتم في الرب" (1تسالونيكي 8:3) . وإن كان الصيد بالصنارة الروحية أسلوب حياتك كما تكلمنا في الدرس السابق فهذا يعني أنك ستضحي لأجل الرب يسوع وبهذا ستكون طبقت في حياتك الآية الذهبية للتلمذة وهي الآية الوحيدة التي ذكرت 6 مرات في الأناجيل الأربعة: "من أراد أن يخلص نفسه يهلكها. ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها" (متي10 : 39، 16: 26)، (مرقس 35:8) ، (لوقا 17: 33، 9: 24) (يوحنا 12: 25) وبالتالي ستتمتع بمكافأة التلميذ الحقيقي المضحي لأجل الرب. اسمع حديث الرب مع بطرس بخصوص هذا الأمر: "وأبتدأ بطرس يقول له ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك فأجاب يسوع وقال الحق أقول لكم ليس أحد ترك بيتاً أو أخوة أو أخوات أو أباً أو أماً أو امرأة أو أولاداً أو حقولاً لأجلي ولأجل الإنجيل إلا ويأخذ مائة ضعف الآن في هذا الزمان بيوتاً وأخوة وأخوات وأمهات وأولاداً وحقولا مع اضطهادات وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية" (مرقس 28:10-30) لاحظ مكافأة من يضحي لأجل الرب والإنجيل مائة ضعف في الحياة أي أن بنك التلمذة ونشر الإنجيل يعطي 10000 % هنا علي الأرض ويقول الرسول للعبرانيين "الله ليس بظالم حتى ينسي عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو اسمه إذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم .. لأنكم رثيتم لقيودي وقبلتم سلب أموالكم بفرح عالمين في أنفسكم أن لكم مالاً أفضل في السماوات وباقياً" (عبرانيين 10:7، 34:10) . بالإضافة للمكافآت الأبدية الخاصة بربح النفوس كما ذكرنا في الدرس السابق عن مكافأة رابح النفوس بالمفارقة مع عدم مكافأة أخيمعـص فرابح النفوس له إكليل خاص في السماء هو إكليل السرور والافتخار كما يقول الرسول بولس لمن ربحهم في تسالونيكي "من هو رجاؤنا وفرحنا وإكليل افتخارنا أم لستم أنتم أيضاً أمام ربنا يسوع المسيح في مجيئه لأنكم أنتم مجدنا وفرحنا" (1تسالونيكي2: 19) "الفاهمون يضيئون كضياء الجلد والذين ردوا كثيرين إلي البر كالكواكب إلي أبد الدهور" (دانيال 12 : 3) "أيها الأخوة إن ضل أحد بينكم عن الحق فرده أحد فليعلم أن من رد خاطئاً عن ضلال طريقه يخلص نفساً من الموت ويستر كثرة من الخطايا" (يعقوب19:5) وهذه أسماء الأكاليل السبعة ولمن تعطي : 1-الإكليل العام: لكل مؤمن باعتباره ملك "ورأيت علي العروش أربعة وعشرين شيخاً جالسين متسربلين بثياب بيض وعلي رؤوسهم أكاليل من ذهب .. يخر الأربعة والعشرون شيخاً قدام الجالس علي العرش ويسجدون للحي إلي أبد الآبدين ويطرحون أكاليلهم أمام العرش" (رؤيا 4:4-10) . 2-إكليل البر: لمن يجاهد لأجل الرب "قد جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي حفظت الإيمان وأخيراً قد وضع لي إكليل البر" (2 تيموثاوس 8:4) . 3-إكليل الحياة: لمن يحتمل التجارب ويستشهد لأجل الرب "طوبىللرجل الذي يحتمل التجربة لأنه إذا تذكي ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه" (يعقوب 12:1) "كن أميناً إلي الموت فسأعطيك إكليل الحياة" (رؤيا 10:2) . 4 -إكليل المجد: للرعاة "ارعوا رعية الله التي بينكم .. ومتي ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلي" (1بطرس 5: 2،4). 5-إكليل حفظ الكلمة: لحافظي الكلمة منتظري مجيء الرب "لأنك حفظت كلمة صبري أنا أيضاً سأحفظك من ساعة التجربة العتيدة أن تأتي علي العالم كله لتجرب الساكنين علي الأرض. ها أنا أتي سريعا تمسك بما عنك لئلا يأخذ أحد إكليلك" (رؤيا3: 10،11). 6-الإكليل الذي لا يفنى: لمن يركض ويثابر دون تردد "اركضوا لكي تنالوا وكل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء أما أولئك فلكي يأخذوا إكليلاً يفني وأما نحن فإكليلاً لا يفني" (1 كورنثوس 25:9) . 7-إكليل السرور والافتخار: للمبشرين ورابحي النفوس "لأن من هو رجاؤنا وفرحنا وإكليل افتخارنا أم لستم أنتم أيضاً أمام ربنا يسوع المسيح في مجيئه لأنكم أنتم مجدنا وفرحنا" (1تسلونيكي2: 19) "إذاً يا أخوتي الأحباء والمشتاق إليهم يا سروري وإكليلي أثبتوا هكذا في الرب أيها الأحباء" (فيلبي1:4) لهذا يقول الرسول يوحنا لمن ربحهم للرب: "والآن أيها الأخوة اثبتوا فيه حتى إذا أظهر يكون لنا ثقة ولا نخجل منه في مجيئه" (1يوحنا 28:2) .كان الحديث عن إكليل رابح النفوس سبب خلاص شابة بعيدة عن الرب وتقول القصة الواقعية الطريفة أنه بينما وقفت الشابة أمام المرآة وعلي رأسها إكليل خفيف مزين بنجوم فضية وهي تزين نفسها استعداداً لحضور حفلة رقص وقفت أختها الصغيرة نيللي البالغة من العمر خمس سنوات بجوارها تتحسس الإكليل والنجوم الفضية وقالت لأختها الكبرى أتمني أن أربح نفس للمسيح فاليوم عرفت في مدارس الأحد أن من يربح نفس للمسيح سيحصل علي إكليل مثل إكليلك وبه نجوم كالنجوم الفضية التي تزين إكليلك، ذهبت الأخت للحفلة ورغم الرقص والغناء لم تفارقها كلمات أختها نيللي أبداً ولما عادت إلي البيت كانت أختها الطفلة مستغرقة في نوم عميق أما هي فكان ضميرها قد أستيقظ فركعت وسلمت حياتها للمسيح بدموع غزيرة وبعدما شعرت بالسلام والغفران ذهبت إلي سرير نيللي وقبلتها وربتت علي شعرها وهي تقول لنيللي هنيئاً لك أيها الطفلة فلقد ربحتيني للمسيح وصار لك من الآن إكليل أعظم بما لا يقاس من إكليلي الفاني الذي كنت أظن أنني أزين به نفسي وأنا في خطاياي. صديقي صديقتي كان المبشر الشهير جون هاربر يعتبر العمل الفردي متعته ويدرك أهميته ومجازاته فبعد غرق السفينة تيتانك بأربع سنوات وقف شاب اسكتلندي في مدينة هاملتون بالولايات المتحدة الأمريكية وقال أنا آخر من خلص عن طريق خدمة جون هاربر إذ عندما غرقت السفينة نجا هاربر علي قطعة خشبية وكنت أنا متشبث بقطعة خشبية أخري فسألني هل عندك سلام تجاه الأبدية؟ فجاوبته كلا فقال (أعمال 31:16) فأجبته لا أعلم هذا الشاهد وفرقتنا الأمواج فدعوت الله أن يعطني فرصة أخري للتوبة وقبول المسيح فاستجاب الرب لي إذ قربتني موجة أخري من جون هاربر فقال لي الآية الشهيرة "آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك" وبالرغم من الأمواج العاتية وصوت الرياح الجبارة قال لي ردد هذه الصلاة فرددت وراءه وسلمت حياتي للمسيح ثم غرق بعدها في الحال وأما أنا فنجوت وها أنا أعطي كل حياتي وأتفرغ تماماً لخدمة الإنجيل فإني مديون بحياتي للمسيح ومديون أيضاً بها لجون هاربر الذي رغم صعوبة الأنواء والأمواج والمخاطر ربحني للمسيح قبل غرقه بثوان. صديقي صديقتي إن مكافأة ربح النفوس سواء هنا علي الأرض أو هناك في السماء أعظم من أن توصف فليس كل رابح نفوس سيكرم في حياته وموته كرابح النفوس الشهير وليم بوث مؤسس وقائد جيش الخلاص الذي يقال أنه ربح أكثر من 120 ألف نفس في حياته لقد أكرمه الرب في حياته وكان يعامل معاملة الملوك ورؤساء الدول في البلاد التي يزورها فقابله الملك إدوارد السابع وإمبراطور اليابان وأفتتح أحد مؤتمرات مجلس الشيوخ الأمريكي بالصلاة و تقابل مع رئيس أمريكا مقابلة رسمية وفي لندن منحته بريطانيا العظمي وقتها حرية مدينة لندن وحرية مدينة نوتنجهام ومنحته جامعة أكسفورد درجة الدكتوراه الفخرية في الشريعة المدنية وعند رقاده وذهابه للمجد في 20/8/1912 حضر جنازته أكثر من 10000 من أعضاء جيش الخلاص الذين كان ربحهم للمسيح من أوحال الخطية والرذيلة حيث كان مبدأه منذ أن صار مسيحي حقيقي هو (إذا أردت أن تحتفظ بفرح الخلاص في نفسك قوياً كما كان فعليك أن تسعي لربح الآخرين) وعند دفنه تعطلت حركة المرور في لندن ساعات طويلة أقول ليس كل رابح نفوس سيكرم من الناس عند حياته وموته مثل وليم بوث.أو مثل وليم كاري ذلك الإسكافي الذي صار أشهر مرسل للهند في التاريخ المعاصر إذ أصبح دكتور جامعي يدرس اللغات الهندية في الهند بعد أن ترجم الكتاب لأكثر من لهجة ولغة هندية الذي يوم رقاده وانتقاله للمجد في يونية 1834م نكست الحكومة الهندية أعلامها وقيل عنه بعد وفاته أنه أعظم شخص عرفته الهند دون استثناء ولكني أقول بثقة شديدة أن كل رابح نفوس سيكرم جداً في السماء عندما يقابل الرب عند مجيء الرب أو بالرقاد ويسمع منه المديح وهو يقول له "نعما أيها العبد الصالح والأمين. كنت أميناً في القليل فأقيمك علي الكثير أدخل إلي فرح سيدك" (متي21:25) "تاجروا حتى آتي .. ولما رجع .. فجاء الأول قائلاً يا سيد مناك ربح عشرة أمناء فقال له نعما أيها العبد الصالح لأنك كنت أميناً في القليل فليكن لك سلطان علي عشر مدن" (لوقا13:19، 16-17) ، كما قال القديس أستفانوس أول شهيد في المسيحية وهم يرجموه "ها أنا أنظر السماوات مفتوحة وابن الإنسان قائماً عن يمين الله" (أعمال 55:7) قائماً للترحيب به وتكريمه يا لها من مكافأة "أمين تعال أيها الرب يسوع" (رؤيا 20:22) . ![]() |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
![]() |
![]() الدرس السادس و العشرون الصنارة الروحية أهمية العمـل الفـردي عرفنا من الدرس السابق أن العمل الفردي هو أن يقوم كل مؤمن حقيقي بتوصيل بشارة المسيح فردياً إلى كل نفس بعيدة عن المسيح، وهذه الخدمة عظيمة جداً وهناك عشرة أسباب على الأقل توضح أهمية العمل الفردي: أولاً: المسيح أعظم مشجع للعمل الفردي فرغم علمه أن مدة خدمته الجهارية ثلاثة سنين ونصف فقط إلا أنه كرس معظم هذا الوقت القصير للعمل الفردي 1-اختيار التلاميذ بالعمل الفردي: "وفيما هو يمشي عند بحر الجليل أبصر سمعان واندراوس أخاه .. فقال لهما يسوع هلم ورائي فأجعلكما تصيران صيادي الناس" (مرقس1 :16) "وأقام اثني عشر ليكونوا معه وليرسلهم ليكرزوا" (مرقس 14:3) ، "في الغد أراد يسوع أن يخرج إلى الجليل فوجد فيلبس فقال له اتبعني" (يوحنا43:1) ، (متى 4 :21-22، 9 :9) . 2-قضى الأوقات الطويلة فى مقابلات العمل الفردي : أغلب الأناجيل الأربعة كمثال "وفيما هم سائرون دخل قرية فقبلته امرأة اسمها مرثا في بيتها" (لوقا 10: 38)، (يوحنا 3،4، 15 :1-9) ، (لوقا 7 :36-50) . 3-كشف أعمق الحقائق الروحية أثناء قيامه بالعمل الفردي: كمثال: - أجاب يسوع وقال له "الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (يوحنا 3:3) . - أجاب يسوع وقال لها "كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية" ( يوحنا 4: 13-14). - "وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. لأنه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا3: 14-16) أنظر (يوحنا 7: 37-39)، (لوقا 7 :36-50) 4-أوصى من شفاهم أو خلصهم أن يقوموا بالعمل الفردي: كمثال المجنون "فلم يدعه يسوع بل قال له اذهب إلى بيتك وإلى أهلك وأخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك" (مرقس 5 :19) . 5-أغلب من شفاهم أو خلصهم قاموا بالعمل الفردي: مثال: - السامريه: " فتركت المرأة جرتها ومضت إلى المدينة وقالت للناس" (يوحنا28:4) . - الأبرص: " فأتى إليه أبرص يطلب إليه جاثياً وقائلاً له إن أردت تقدر أن تطهرني" ( مرقس 1: 40). - الأعمى: "فأجاب ذاك وقال أخاطئ هو لست أعلم إنما أعلم شيئاً واحداً أني كنت أعمى والآن أبصر" (يوحنا 9 :25) فنرى هنا الشهادة المزدوجة بالحياة والشفاه تقنع الإنسان وتبكم الشيطان. 6-وصف المسيح العمل الفردي بصيد النفوس: ياله من تعبير هام وخطير " .. فقال يسوع لسمعان لا تخف من الآن تكون تصطاد الناس" (لوقا 10:5) ، ونلاحظ أيضاً أن الشيطان صياد للنفوس "فيستفيقوا من فخ إبليس إذ قد اقتنصتم لإرادته" (2تيموثاوس26:2) إما أن نصطاد النفوس للمسيح بالعمل الفردي فيحصلوا على الحياة الأبدية، أو يصطادهم إبليس بشهوات العالم والجسد للهلاك الأبدي. 7-المسيح أعظم مدرسة فى العمل الفردي : لاحظ تنوع أسلوب وطريقة بداية الحديث مع نيقوديموس "أجاب يسوع وقال له الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (يوحنا 3:3) ، والسامريه "فجاءت امرأة من السامرة لتستقي ماء فقال لها يسوع أعطيني لأشرب" (يوحنا 4 :7) . ثانياً : الكنيسة الأولى مارست العمل الفردي "فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم وقالوا لبطرس ولسائر الرسل ماذا نصنع أيها الرجال الإخوة" (أعمال2: 37)، "فقال بطرس ليس لي فضة ولا ذهب ولكن الذي لي فإياه أعطيك باسم يسوع المسيح الناصري قم وامش. وأمسكه بيده اليمنى وأقامه ففي الحال تشددت رجلاه وكعباه. فوثب ووقف وصار يمشي ودخل معهما إلى الهيكل وهو يمشي ويطفر ويسبح الله. وأبصره جميع الشعب وهو يمشي ويسبح الله" (أعمال6:3-9) ، "فالذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة" (أعمال4:8) ، "ففتح فيلبس فاه وأبتدأ من هذا الكتاب فبشره بيسوع" (أعمال 35:8) ، "فقال له الرب قم واذهب إلى الزقاق الذي يقال له المستقيم واطلب في بيت يهوذا رجلاً طرسوسياً اسمه شاول لأنه هوذا يصلي" (أعمال 11:9) ، "أما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا إلى فينيقية وقبرس وانطاكية وهم لا يكلمون أحداً بالكلمة إلا اليهود فقط" (أعمال 19:11) ، "وابتدأ هذا يجاهر في المجمع فلما سمعه أكيلا وبريسكلا أخذاه إليهما وشرحا له طريق الرب بأكثر تدقيق" (أعمال 26:18) ، "لأنه من قبلكم قد أذيعت كلمة الرب ليس في مكدونية وأخائية فقط بل في كل مكان أيضاً قد ذاع إيمانكم بالله حتى ليس لنا حاجة أن نتكلم شيئاً" (1تسالونيكي 8:1) .لقد ذكرت كلمة كرازة ومشتقاتها فى العهد الجديد 112 مره .. ذكرت الخدمة الجهاريه 6 مرات فقط أما ال 106 الباقية فعن العمل الفردي, فكم هو هام جداً. ثالثاً : كنيسة اليوم أيضاً تحتاج بشدة للعمل الفردي فما زال تكليف الرب لنا لليوم "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (متى 28 :19-20) ، " بهذا يتمجد أبي أن تأتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذي" (يوحنا 8:15) ، "من أرسل ومن يذهب من أجلنا (فهل تقول) هاأنذا أرسلني" (اشعياء 8:6) ، إن الرب ينادي كل مسيحي حقيقي في كنيسة اليوم قائلاً : "يا ابني اذهب اليوم اعمل في كرمي" (متى 28:21) ، "إنه وقت للعمل" (مزمور 126:119) ، "أنقذ المنقادين إلى الموت والممدودين للقتل لا تمتنع. إن قلت هوذا لم نعرف هذا أفلا يفهم وازن القلوب وحافظ نفسك ألا يعلم فيرد على الإنسان مثل عمله" (أمثال11:24-12) . لقد ناقش والتر.أ.هنريكسن في كتابه الشهير "صناعة التلاميذ" أهمية العمل الفردي بالنسبة لكنيسة اليوم وقال إن خدمة العمل الفردي وحدها هي التي تولد قوة وطاقة لانتشار الإنجيل تفوق قوى الانشطار النووي.أول وصية أوصاها الرب للإنسان "اثمروا واملاؤا الأرض وأخضعوها" (تكوين28:1) ولقد نجح الإنسان جسدياً في تنفيذ هذه الوصية بصورة مذهلة أدت إلي مشكلة الانفجار السكاني أما روحياً فلقد نجحت الكنيسة قديماً في ذلك في أورشليم وكانت كلمة الله تنمو وعدد التلاميذ يتكاثر (Multiplied k.j.v) جداً في أورشليم وجمهور من الكهنة يطيعون الإيمان (أعمال7:6) ولكن للأسف فشلت الكنيسة في وقتنا الحاضر في ذلك ولكن دعني أكون أكثر تفاؤل من والتر هنركسن فالتاريخ يقول أن د/كلاي ترمبل ربح وتلمذ عشرة آلاف تلميذ للمسيح بالعمل الفردي فقط، خلال 50 سنة في القرن التاسع عشر بأمريكا، ولقد قال د/ترمبل :أن الوصول إلي شخص واحد خلال وقت واحد هو أفضل طريقة للوصول للعالم كله في وقت واحد. والطاعة الروحية لهذه الآية تعني التكاثر الروحي والتضاعف، إن عدد سكان العالم يتزايد اليوم بالتكاثر والتضاعف ولكن للأسف الكنيسة تحاول أن تنشر الإنجيل بالإضافة وليس التكاثر فلن تستطيع الكنيسة أن تصل بالإنجيل إلا بالتضاعف وليس بالإضافة، دعونا نفترض أن مبشر يصيد بالشبكة في النهضات الكرازية ويربح كل يوم 1000 شخص للمسيح إذا سيربح للمسيح في العام الواحد 365.000 نفس وإن ظل يربح بهذا المعدل لمدة 25 عام سيكون ربح 9 مليون شخص، ولنفترض أن مؤمن بدأ يربح نفس واحدة كل عام (ليس كل يوم) للمسيح ويدرب هذه النفس أن تربح نفساً واحدة كل عام ففي العام التالي يكون المؤمن بالصنارة الروحية صار 2 ثم 4 ثم 8، 16، 32، 64، 128 ويكون عدد الذين رُبحوا بهذه الطريقة خلال 25 عام أكثر من 65 مليون نفس أي أكثر من 6 أضعاف العدد الذي ربحه المبشر الذي يربح 1000 في اليوم لمدة 25 عام. إن هذا يشبه الآب الذي يخير ولداه بين أن يأخذ كل منهم جنيه في الأسبوع لمدة 52 أسبوع أو أن يأخذ كل منهم قرش في الأسبوع الأول يتضاعف في الأسبوع الثاني وهكذا إلى 52 أسبوع، فإن أخذ الولد الأول جنيه كل أسبوع فسيجمع 52 جنيه في السنه أما الآخر إن اختار القرش المتضاعف كل أسبوع فسيكسب مليارات الجنيهات خلال السنة. منذ فترة كان هناك عرض في متحف العروض والصناعة في شيكاغو بأمريكا وفي المعرض لوحة شطرنج وضعوا في المربع الأول قمحه والثاني قمحتان والثالث 4، ثم 8، 16، 32 وتحت اللوحة سؤال كم عدد حبوب القمح التي توضع في المربع 64 إن ضغط على زر على المنضدة ستظهر الإجابة المذهلة على شاشة صغيرة ثبتت فوق المنضدة، والإجابة هي قمح يكفي لتغطية كل شبه الجزيرة الهندية بعمق نصف متر إن كنيسة اليوم تكتفي بالإضافة أي بإجراء نهضات روحية ودعوة خدام مبشرين وإقامة أيام كرازية، وهذا هام جداً وواجب ولكنه غير كاف على الإطلاق لأنه إضافة وليس تكاثر لكن العمل الفردي وتدريب من يربحون بالعمل الفردي على ربح الآخرين هذا هو التكاثر وهو أعظم بما لا يقاس، بل أقول إنها الوسيلة الوحيدة لوصول الإنجيل للعالم الذي يزداد بالتكاثر وليس بالإضافة، والآن زاد عدد سكان العالم عن 6 مليار نسمة فما أحوج كنيسة اليوم للعمل الفردي.لنتذكر ما قاله ازوالد سميث: أه يا أصدقائي لقد استنزفت المشغوليات الكنسية كل مجهوداتنا وإمكانياتنا وأوقاتنا حتى فقدنا غيرتنا لربح النفوس مع أن تبشير الخطاة وربح النفوس للمسيح هو عمل الكنيسة الأساسي. رابعاً : الله يُقدر العمل الفردي لأنه يهتم بخلاص النفوس من خطاياها وهذا نراه 1-بإعلانه عن اسمه كالمخلص: سبعة مرات فى العهد القديم "نسوا الله مخلصهم الصانع عظائم في مصر" (مزمور21:106) ، "لأني أنا الرب إلهك قدوس إسرائيل مخلصك" (اشعياء 43 :3) ، انظر (اشعياء 45 :15؛ 45: 21؛ 49 :26؛ 16:60؛ 63 :8) وأعلن نفس هذا الاسم "المخلص" فى العهد الجديد "وتبتهج روحي بالله مخلصي" (لوقا 1: 47)، ".. بحسب أمر الله مخلصنا .." (1تيموثاوس1:1) ، ".. الذي هو مخلص جميع الناس ولا سيما المؤمنين" (1تيموثاوس 10:4) ، "وإنما أظهر كلمته في أوقاتها الخاصة بالكرازة التي أؤتمنت أنا عليها بحسب أمر مخلصنا الله" (تيطس3:1) ، ".. لكي يزينوا تعاليم مخلصنا الله في كل شيء" (تيطس10:2) ، "الإله الحكيم الوحيد مخلصنا له المجد والعظمة والقدرة والسلطان .." (يهوذا 25) 2-بإظهاره أن الخلاص رغبة قلبيه عنده: "قل لهم حي أنا يقول السيد الرب إني لا أسر بموت الشرير بل بأن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا. ارجعوا ارجعوا عن طرقكم الرديئة. فلماذا تموتون يا بيت إسرائيل" (حزقيال11:33) ، "هل مسرةً أسر بموت الشرير يقول السيد الرب ألا برجوعه عن طرقه فيحيا. وإذا رجع البار عن بره وعمل إثماً وفعل مثل كل الرجاسات التي يفعلها الشرير أفيحيا كل بره الذي عمله لا يذكر في خيانته التي خانها وفي خطيته التي أخطأ بها يموت إذا رجع البار عن بره وعمل إثماً ومات فيه فبإثمه الذي عمله يموت. وإذا رجع الشرير عن شره الذي فعل وعمل حقاً وعدلاً فهو يحيي نفسه. رأى فرجع عن كل معاصيه التي عملها فحياة يحيا لا يموت. وبيت إسرائيل يقول ليست طريق الرب مستوية أطرقي غير مستقيمة يا بيت إسرائيل أليست طرقكم غير مستقيمة. من أجل ذلك أقضي عليكم يا بيت إسرائيل كل واحد كطرقه يقول السيد الرب توبوا وأرجعوا عن كل معاصيكم ولا يكون لكم الإثم مهلكة اطرحوا عنكم كل معاصيكم التي عصيتم بها واعملوا لأنفسكم قلباً جديداً وروحاً جديدة فلماذا تموتون يا بيت إسرائيل. لأني لا أسر بموت من يموت يقول السيد الرب فارجعوا واحيوا" (حزقيال23:18-32) ، "ارجع يا إسرائيل إلى الرب إلهك لأنك قد تعثرت بإثمك ..وارجعوا إلى الرب قولوا له ارفع كل إثم واقبل حسناً فنقدم عجول شفاهنا ... أنا أشفي ارتدادهم أحبهم فضلاً .." (هوشع14: 1-8)، "الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1تيموثاوس2: 4)، "لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء أن يهلك أناس بل أن يقبل الجميع إلى التوبة" (2بطرس9:3) . 3-بإرساليته العظيمة لابنه لكي يخلص العالم: "ونحن قد نظرنا ونشهد أن الاب قد أرسل الابن مخلصاً للعالم" (1يوحنا 4 :14) ، "ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة مولوداً تحت الناموس" (غلاطيه4:4) ، ..إذ أقام الله فتاه يسوع أرسله يبارككم برد كل واحد منكم عن شروره " (أعمال3 :26) ، " لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم" (يوحنا 3 :17) خامساً : العمل الفردي هو المسئولية العظيمة لكل مؤمن يظن بعض المؤمنين خطأ أن العمل الفردي والشهادة بالحياة والشفاه مسئولية بعض المؤمنين الموهوبين ولكن يوضح الكتاب المقدس أن الشهادة والعمل الفردي مسئولية كل مؤمن وليست موهبة خاصة لبعض المؤمنين فالراعي والمبشر والمعلم والمدبر..الخ مسئول أن يشهد ويربح نفوس للمسيح كما ذكرنا في الدروس السابقة ولكن اسمح لي أن أدعوك وأنت راكع فى مخدعك أن تقرأ "يا ابن آدم كلم بني شعبك وقل لهم إذا جلبت السيف على أرض فان أخذ شعب الأرض رجلاً من بينهم وجعلوه رقيباً لهم. فإذا رأى السيف مقبلاً على الأرض نفخ في البوق وحذر الشعب. وسمع السامع صوت البوق ولم يتحذر فجاء السيف وأخذه فدمه يكون على رأسه. سمع صوت البوق ولم يتحذر فدمه يكون على نفسه. لو تحذر لخلص نفسه. فإن رأى الرقيب السيف مقبلاً ولم ينفخ في البوق ولم يتحذر الشعب فجاء السيف وأخذ نفساً منهم فهو قد أخذ بذنبه أما دمه فمن يد الرقيب أطلبه" (حزقيال 33 :1-6) ، "أيها الاخوة إن ضل أحد بينكم عن الحق فرده أحد فليعلم أن من رد خاطئاً عن ضلال طريقه يخلص نفساً من الموت ويستر كثرة من الخطايا" ، (يعقوب 5 :19) ، "أنقذ المنقادين إلى الموت والممدودين للقتل لا تمتنع" (أمثال 24 :11) ، انظر (1كورنثوس 9 :16-27) ثم اسأل نفسك هذه الأسئلة: 1-هل حقاً يريد الله أن يخلص الناس من خطاياهم؟ "لأن هذا حسن ومقبول لدى مخلصنا الله. الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1تيموثاوس2 :3-4) . 2-هل يستخدم الله الآنية البشرية لتوصيل بشارة هذا الخلاص؟ "قام بطرس وقال لهم أيها الرجال الأخوة أنتم تعلمون أنه منذ أيام قديمة اختار الله بيننا أنه بفمي يسمع الأمم كلمة الإنجيل ويؤمنون" (أعمال7:15) ، "مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد لأن كل جسد كعشب وكل مجد إنسان كزهر عشب العشب يبس وزهره سقط. وأما كلمة الرب فتثبت إلى الأبد وهذه هي الكلمة التي بشرتم بها" (1بطرس23:1-25) ، " ففتح فيلبس فاه وابتدأ من هذا الكتاب فبشره بيسوع. وفيما هما سائران في الطريق أقبلا على ماء فقال الخصي هوذا ماء ماذا يمنع أن أعتمد. فقال فيلبس إن كنت تؤمن من كل قلبك يجوز فأجاب وقال أنا أؤمن أن يسوع المسيح هو ابن الله" (أعمال 35:8-37) . 3-هل يريد الله أن يستخدمني أنا أيضاً في هذا العمل؟ "ثم سمعت صوت السيد قائلاً من أرسل ومن يذهب من أجلنا فقلت هاأنذا أرسلني" (اشعياء 6 :8) . 4-هل يقدر الله أن يستخدمني؟ "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" (فيلبي13:4) ، "فقال لي تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل عليّ قوة المسيح .. لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي " (2كورنثوس 12 :9-10، 6:3) . 5-هل أرغب أن يستخدمني الله فى هذه الخدمة؟ "لأنه إن كنت ابشر فليس لي فخر إذ الضرورة موضوعة عليّ فويل لي إن كنت لا أبشر. فانه إن كنت أفعل هذا طوعاً فلي أجر ولكن إن كان كرهاً فقد أُستؤمنت على وكالة. ما هو أجري إذ وأنا أبشر أجعل إنجيل المسيح بلا نفقة حتى لم أستعمل سلطاني في الإنجيل. فإني إذ كنت حراً من الجميع استعبدت نفسي للجميع لأربح الأكثرين. فصرت لليهود كيهودي لأربح اليهود وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس مع أني لست بلا ناموس لله بل تحت ناموس للمسيح لأربح الذين بلا ناموس. صرت للضعفاء كضعيف لأربح الضعفاء صرت للكل كل شيء لأخلص على كل حال قوماً. وهذا أنا افعله لأجل الإنجيل لأكون شريكا فيه" (1كورنثوس16:9-23) ، "ولكن نحن لا نفتخر إلى ما لا يقاس بل حسب قياس القانون الذي قسمه لنا الله قياساً للبلوغ إليكم أيضاً. لأننا لا نمدد أنفسنا كأننا لسنا نبلغ إليكم. إذ قد وصلنا إليكم أيضاً في إنجيل المسيح. غير مفتخرين إلى ما لا يقاس في أتعاب آخرين بل راجين إذا نما إيمانكم أن نتعظم بينكم حسب قانوننا بزيادة لنبشر إلى ما وراءكم لا لنفتخر بالأُمور المعدة في قانون غيرنا، وأما من افتخر فليفتخر بالرب. لأنه ليس من مدح نفسه هو المزكى بل من يمدحه الرب" (2كورنثوس 10 :13-18) .منذ سنوات قال خادم الرب هنري فارلى: "سيرى العالم كم يستطيع الله أن يعمل من خلال إنسان أخضع نفسه بالكامل لله" ، فلما سمع شاب صغير هذا القول دخل إلى مخدعه وقال للرب فى الخلوة بكل اتضاع "هاأنذا أريد أن أكون هذا الإنسان" فصار هذا الشاب هو د. ل. مودى الذي ربح مئات الآلاف للمسيح فهل تصلي نظيرة هأنذا أرسلني؟ "ثم سمعت صوت السيد قائلاً من أرسل ومن يذهب من أجلنا فقلت هأنذا أرسلني" (اشعياء 8:6) ، "ولكنني لست أحتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله" (أعمال20 :24) . ![]() |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
![]() |
![]() الدرس السابع و العشرون الصنارة الروحية تابع أهمية العمـل الفـردي سادساً: وصف الله من يقومون به أنهم حكماء "رابح النفوس حكيم" (أمثال 30:11) والتعبير "رابح" يستخدم : 1-مصطلح للعمل أو الحرفة : فكم يحتمل الصياد من تعب وسهر لصيد سمكة والتاجر كم يكد لكي يربح؟ 2- مصطلح عسكري : والذي يربح مدينة ويأخذها كم يحتاج إلى الصبر والمهارة والشجاعة والمثابرة. 3- مصطلح للخطوبة : فلكي يربح العريس عواطف خطيبته يحتاج إلى قدر كبير من الحكمة والحب والتضحية بالإضافة إلى الهدايا (تكوين 24) فان طبقت هذه المعاني الثلاثة على ربح النفوس سترى أهمية هذا العمل. ومن الحكمة أن لا نهاجم أي معتقد أو ثقافة لمن نتحدث معه، فمدرسة الهجوم لم ينجح أحد، ولكن نبدأ بحكمه من نقط الاتفاق ونقدم المسيح حسب المثل الصيني الشهير "بدلاً من أن تلعن الظلام أضيء شمعه" . سابعاً: قيمة النفس البشرية غالية جداً لذلك العمل الفردي هام جداً بينما كان القديس الكاثوليكي أكسافير يحتمل أعنف الاضطهاد والآلام من أجل خدمته الأمينة للرب يسوع وهو على ظهر سفينة هولندية صرخ وقال: بكل الحب أحتمل يا رب أكثر من هذا لو كنت أربح نفس واحدة لك لتنقذ من الهلاك الأبدي وتحصل على الحياة الأبدية.وكان أيضاً القديس الكاثوليكي المرسل فرانسيس كاسافاريوس في طريقه للتبشير في اليابان وكان يقول: يعصرني الألم والخجل لأن التجار وصلوا إلى اليابان قبلي ليتاجروا ببضائعهم بينما أنا أصل متأخر عنهم رغم أن لديَ الكتاب المقدس الذي هو أثمن من أغلى كنوز العالم. "لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه" (مرقس 36:8-37) ، "وكريمة هي فدية نفوسهم فغلقت إلى الدهر" (مزمور 8:49) ، "ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم" (متى 28:10) .قال الكاتب الشهير فيكتور هيجو يوجد أعظم من المحيط .. السماء ويوجد أعظم من السماء نفس الإنسان.قال أحدهم لبلي براي: لو كانت لي أجنحة لخطفت النفوس التي تعيش في خطاياها والتي ستذهب إلى الجحيم وذهبت بهم إلى السماء إلى المخلص، فأجاب بلي براي: أما أنا فكنت تركتهم في السماء ورجعت إلى الأرض لآخذ شحنه أخرى .. وهكذا فما أغلى النفس البشرية؟!. ولكي تقدر قيمة النفس البشرية فكر في: 1-طبيعتها ونشأتها: الإنسان كائن ثلاثي الخلق (روح ونفس وجسد) "وجبل الرب الإله آدم تراباً من الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفساً حية" (تكوين 7:2) ، "فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه ذكراً وأنثى خلقهم" (تكوين 27:1) ، "وإله السلام نفسه يقدسكم بالتمام ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح" (1تسالونيكي 23:5) . 2-إمكانياتها وقوتها: تكمن فى النفس البشرية طاقات هائلة جداً إما تستخدم لمجد الله "لمجدي خلقته وجبلته وصنعته" (إشعياء 7:43) أو للشر بعمل الشيطان "الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية" (أفسس 3:2) . 3-دم المسيح ثمنها : فيا للغلاوة، لقد دفع المسيح دمه فى الصليب لأجل النفس البشرية "عالمين أنكم أُفتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة .. بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح" (1بطرس18:1 -19) ، "أيضاً يشبه ملكوت السماوات كنزاً مخفي في حقل وجده إنسان فأخفاه ومن فرحه مضى و باع كل ما كان له واشترى ذلك الحقل. أيضاً يشبه ملكوت السماوات إنساناً تاجراً يطلب لآلئ حسنة. فلما وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن مضى وباع كل ما كان له واشتراها" (متى44:13-46) ، "وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين مستحق أنت أن تأخذ السفر وتفتح ختومه لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمه" (رؤيا 9:5) . 4-لانهاية لأبديتها : إما فى السماء أو البحيرة الجهنمية "لا تضطرب قلوبكم أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. في بيت أبي منازل كثيرة وإلا فإني كنت قد قلت لكم أنا أمضي لأعد لكم مكاناً وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إلي حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً" (يوحنا 1:14-3) ، "وإن أعثرتك يدك فاقطعها خير لك أن تدخل الحياة اقطع من أن تكون لك يدان و تمضي إلى جهنم إلى النار التي لا تطفأ حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفأ وإن أعثرتك رجلك فاقطعها خير لك أن تدخل الحياة أعرج من أن تكون لك رجلان وتطرح في جهنم في النار التي لا تطفأ حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفأ وإن أعثرتك عينك فاقلعها خير لك أن تدخل ملكوت الله أعور من أن تكون لك عينان وتطرح في جهنم النار. حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفأ" (مرقس 43:9-48) ، (لوقا 19:16-31) قال تشارلس استاد المرسل الشهير: يريد بعضهم أن يعيشوا داخل جدار الكنيسة يسمعون صوتها ويدقون أجراسها، أما أنا أريد أن أركض لأنقذ نفس على بعد متر من جهنم حيث النيران والشقاء إلى أبد الآبدين والمعروف أن الذي قاد تشارلس استاد للتفرغ كمرسل للصين مقال كتبه أحد الملحدين قال فيه: لو كنت أؤمن بما يؤمن به المسيحيين من أن معرفة المسيح في الحياة يقرر المصير في الحياة الآخرة لجعلت الدين كل حياتي ولحسبت كل تمتع نفاية وكل هموم الأرض حماقة وكل فكر وشعور في العالم باطل، لكنت أجعل ربح النفوس للمسيح هو أول فكر في فجر يومي وآخر صورة قبل أن أنام، وتكون هي كل أحلام يومي ونومي وكنت أقدر أن ربح نفس واحدة للمسيح يعادل أبدية لا نهائية من العذاب في جهنم إلى أبد الآبدين، وما كان يعطل يدي أو يغلق فمي أو يقيد لساني أي عواقب أرضية فالأرض بأفراحها وأتراحها بمدح البشر لي أو ذمهم لا أعطيها لحظة من تفكيري بل كنت سأسعى إلى النفوس الخالدة حولي وقد أوشكت على أبدية لا نهاية لها في هناء أو شقاء كنت سأكرز في وقت مناسب وغير مناسب متخذاً آية شعاري ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. 5-معركة ملكيتها : النفس هي أرض المعركة بين الله والشيطان "حينما يحفظ القوي داره متسلحاً تكون أمواله في أمان. ولكن متى جاء من هو أقوى منه فانه يغلبه وينزع سلاحه الكامل الذي اتكل عليه ويوزع غنائمه من ليس معي فهو علي ومن لا يجمع معي فهو يفرق" (لوقا 21:11-23) ، "فيستفيقوا من فخ إبليس إذ قد اقتنصتم لإرادته" (2تيموثاوس 26:2) ونحن كمؤمنين فى المعركة فى صف الله ضد إبليس لأجل هذه النفوس "البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات" (أفسس 11:6-12) ومن يدرى ربما تربح شخص يصبح مبشر كمودي أو فني أو وسلى أو اسبرجن أو معلم كداربى أو القديس يوحنا ذهبي الفم أو مرسل مثل هيدسون تيلور أو روبرت موفات. ثامناً : العمل الفردي هام لأن الأبدية اللانهائية حقيقية ( متى 41:13-43، 49-51، 30:25-46) لقد قال الجنرال وليم بوث رئيس جيش الخلاص: كم أتمنى أن يرسل الله كل مسيحي حقيقي إلى الجحيم لمدة أسبوع واحد لتصبح أبدية الخاطئ حقيقة حية أمامه فيقضى باقي عمره على الأرض وهو يسعى ليحذر وينقذ النفوس من الهلاك بواسطة عمل المسيح. تاسعاً: العمل الفردي هام لأن وقتنا على الأرض قصير "ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل" (يوحنا 4:9) ، "لذلك يقول استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء. مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة" (أفسس 14:5-16) ، "فإذ نحن عاملون معه نطلب أن لا تقبلوا نعمة الله باطلاً لأنه يقول في وقت مقبول سمعتك وفي يوم خلاص أعنتك هوذا الآن وقت مقبول هوذا الآن يوم خلاص" (2كورنثوس1:6-2) ، "اكرز بالكلمة اعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب وبخ انتهر عظ بكل أناة وتعليم لأنه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مستحكة مسامعه" (2تيموثاوس 2:4-3) ، "هذا وإنكم عارفون الوقت إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم فان خلاصنا الان اقرب مما كان حين آمنا. قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور" (روميه 11:13-12) فالوقت هو نسيج عمرنا أو ورقة نتيجة حياتنا .. الوقت مجمع هو كل حياتنا .. وهو أغلى شئ فأدعوك أن تهتم بالوقت فى حياتك، لقد رقد (ديفيد برنارد) المرسل إلى الهنود الحمر وكان عمره 39 سنة وكتب فى مذكراته أريد أن أفنى كل ثانية من عمري القصير فى خدمة الرب يسوع وربح النفوس له لا ولن أهتم كيف أو أين أعيش أو أي سفينة صعبة سأبحر فيها لأربح النفوس الخالدة للمسيح. عاشراً: العمل الفردي هام لأن أعظم القديسين ربحوا بواسطته فالرسولان بطرس وبولس أشهر خادمان فى المسيحية وأغلبية الرسل ونيقوديموس والسامرية وزكا وأنسيمس ومودى وغيرهم من أعظم القديسين على مر العصور قد أتوا للمسيح عن طريق هذه الخدمة . لهذا نجد أن كل الخدمات التي ذكرت عن القديس أندراوس الرسول فى الإنجيل كانت هي خدمة العمل الفردي (يوحنا 40:1-42) ، (يوحنا 8:6-9) ، (يوحنا 22:12) . استنتاج هام جدا" : ترجع أهمية العمل الفردي في أنه : 1-يمكن أن يقوم به كل المؤمنين فهذه مسئوليتهم 2-فى أي مكان. 3-فى أي زمان 4-لمختلف نوعيات الناس 5-لمختلف أعمار الناس 6-مكافأته عظيمة 7-يصيب الهدف عندما تفشل الطرق الأخرى للخدمة. 8-فيه عنصر المواجهة. 9-نتائجه باهرة. 10-يعالج العقد والمشاكل التي تفشل الطرق الأخرى فى علاجها. ![]() |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
![]() |
![]() الدرس الثامن و العشرون الصنارة الروحية عوامل نجاح العمل الفردي أولاً : معرفة اختباريه بالمسيح يسوع كالمخلص يحكى أن بائع أعشاب طبية لعلاج السعال كان يتجول فى قرية لصعيد مصر وبينما هو ينادي ويدعو الناس أن يشتروا منه الدواء كان يسعل بشدة وينادي ويقول عندي الدواء لشفاء الناس من السعال والكحة والبرد، وكان يخرج من فمه الكثير من البلغم الأخضر والأصفر فتجمع الأولاد من حوله وهم يقولون بصوت عال يا كذاب اشف نفسك أولاً ثم تعال لتبيع العلاج ويقولون : يا أيها الرجـــل المعـلم غيره --- هلا لنفسك كان ذا التـعليم تصف الدواء لذي السقام وذي العنا --- كيما يصح به وأنت سقيم يجب أننا نتكلم بما نعلم ونشهد بما رأينا "الحق الحق أقول لك إننا إنما نتكلم بما نعلم ونشهد بما رأينا ولستم تقبلون شهادتنا" (يوحنا 11:3) ، ومعروف أن فاقد الشيء لا يعطيه، فيجب على من يقوم بهذا العمل أن يكن قد أختبر خلاص المسيح وتأكد من نواله الحياة الأبدية "كتبت هذا إليكم أنتم المؤمنين باسم ابن الله لكي تعلموا أن لكم حياة أبدية ولكي تؤمنوا باسم ابن الله" (1يوحنا 13:5) ، فلقد قال الرسول بولس "فإذ لنا روح المكتوب عينه حسب المكتوب آمنت لذلك تكلمت نحن أيضاً نؤمن ولذلك نتكلم أيضاً" ( 2كورنثوس 13:4 ) . ثانياً : جعل العمل الفردي أسلوب حياة تكلمنا عن هذا العامل في الدرس 24 ولكن لأهمية هذا الأمر سأشاركك مرة أخرى عنه. كان المريض الشيخ ينام بمفرده على فراش الموت في دار الرعاية ولما زاره صديقه القديم حزن الصديق وفوجىء بتدهور صحة صديقه فقال له: لقد تغيرت كثيراً في هذه الشهور الأخيرة، أجابه صديقه المريض: نعم، بل كل يوم أتغير وربما بعد ساعات سأموت ويكفنوني بعد أن يغسلونني ويضعونني في صندوق وأدفن ليوارى جثماني الثري هذه قصة حياتي القصيرة يا صديقي وأنا أعلم ذلك جيداً. صمت الصديق وخيم الوجوم على وجهه وهو يسمع ذلك من صديقه الذي كان يحتضر، ولكن صديقه المريض أبتسم أبتسامة يملؤها الرجاء الحي وقال: دعني أكمل لك الجزء الأهم من قصة حياتي: فبعدما أرقد هنا وفي نفس لحظة موتي سأذهب للسماء، للفردوس مع المسيح لأبقى معه إلي أبد الآبدين، هذا الجزء الأهم والمعزي في القصة وبعد أن يفنى جلدي هذا وبدون جسدي أرى الله (أيوب26:19) وهناك في السماء سيغير الرب جسدي هذا ليكون على صورة جسد المسيح (فليبي21:3) ، صمت الصديق المريض من حديثه، ثم ركز نظره عليه وسأله بنبرة جدية ممتلئة بالحنان: صديقي الغالي لقد كنا هنا أصدقاء دائماً فهل ستلحقني وأراك لنكون معاً مع المسيح هناك في السماء؟؟، وصلى صديقه معه وربحه للمسيح، وبعدها بساعات قليلة سافر ليكون مع المسيح. كان كلاي ترمبل لمدة 50 عاما، يعتبر أن كل مره يكون فيها على انفراد مع أي إنسان فرصه رائعة وهكذا ربح هذا المؤمن الكثيرين للمسيح "نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس" (1بطرس 9:1) .ولقد روى ر. أ. توري عن مؤمن ملتهب بالأشواق تجاه ربح النفوس، وكان العمل الفردي أسلوب حياته تحدث مع سيده عن الرب يسوع وخلاصه فقبلت السيدة الكلمة بفرح وصلّت وسلمت حياتها للرب يسوع ولما أخبرت زوجها بالتغير العجيب الذي حدث في حياتها والفرح الغامر التي اختبرته بعد الخلاص وكيف أنها تمتعت بالغفران الأبدي، قال لها زوجها أين هذا الرجل الذي وعظك؟ لو رأيته! قالها وهو يشيط غضباً، لأفهمته أن ينصرف إلى عمله ويترك الآخرين لحالهم، فأجابته الزوجة قائله: لو كنت سمعته لأدركت أن البشارة عن الرب يسوع والإنجيل هو عمله فعلاً لقد أدركت هذا في كل كلامه وتعبيراته أنه يحب الرب جداً، ويشفق على النفوس الهالكة. وأتذكر إني دعيت في أحد الكنائس بالقاهرة لأتحدث إلى مجموعة من الطلبة المؤمنين بكلية الصيدلة عن العمل الفردي وطلبوا مني أن أقدم كل موضوع العمل الفردي في ساعتين - ساعة كل أسبوع فوضع الرب في قلبي فتحدثت في الساعة الأولى كلها عن أهميه أن تجعل العمل الفردي من أولويات حياتك أي أسلوب حياه وفي بداية الأسبوع التالي قال أحد الطلبة لقد تضايقت إنك أخذت نصف الوقت المحدد للحديث عن موضوع العمل الفردي في هذه الجزئية ولكني أردت أن أطبق هذا الأسبوع الماضي وقررت أن أتحدث عن الرب يسوع وعمله مع كل مسيحي أقابله على انفراد واعترف الآن إنني تحدثت مع العشرات خلال هذا الأسبوع وأظن إنني ربحت 4 منهم وإني آسف لأني تذمرت على كونك تحدث ساعة كاملة عن هذه الجزئية التي هي أهم عامل من عوامل نجاح العمل الفردي أي أن يكون العمل الفردي أسلوب حياة يومي وليس موسمي .. ففرحت جداً باختبار هذا الشاب.لقد كان ربح النفوس هو أسلوب حياة جون وسلي فكتب قائلاً: لا يكن لك أي هدف في الحياة سوى ربح النفوس ليس الغرض أن تعظ عدد أكثر من العظات ولكن العبرة أن تربح أكبر عدد ممكن من البشر سواء بالعمل الفردي أو العظات الكرازية. فمع الأخذ في الاعتبار كل عوامل العمل الفردي الأخرى يبقى هذا العامل من أهم عوامل النجاح، فكم من مؤمنين حقيقيين رجال صلاة ودارسين الكتاب المقدس ولكنهم لا يربحون النفوس لأنهم لم يجعلوا العمل الفردي أسلوب حياة إما جهلاً بأن هذه مسئوليتهم العظمى أو إهمالاً لهذه الخدمة العظيمة جداً أو بسبب ال(10) أفكار الخاطئة التي درسناها في الدرس 22 و 23. اسمح لي مرة أخرى أن أكرر لك أن أهم عامل على وجه الإطلاق لنجاح العمل الفردي هو أن تكن منشغل بهذا العمل ويكون على قلبك من الصباح للمساء كل يوم أي أن العمل الفردي يكون أسلوب حياة "كيف لم اؤخر شيئا من الفوائد إلا وأخبرتكم وعلمتكم به جهرا وفي كل بيت. شاهدا لليهود واليونانيين بالتوبة إلى الله والإيمان الذي بربنا يسوع المسيح" (أعمال20:20-21) ، "لذلك اسهروا متذكرين أنى ثلاث سنين ليلاً ونهاراً لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل واحد" (أعمال 31:20) وأن لا يفتر هذا الشوق أبداً، هذا ما يسمى بلهيب رابح النفوس فإن كان الرب "الصانع ملائكته رياحاً وخدامه ناراً ملتهبة" (مزمور 104 : 4)، وهذه الملائكة الملتهبة التي تخدمه لم يمت الرب لأجلها فكم بالأحرى يجب أن نكن نحن ملتهبين فى حبنا للرب وغيرتنا له "اجعلني كخاتم على قلبك كخاتم على ساعدك لأن المحبة قوية كالموت الغيرة قاسية كالهاوية لهيبها لهيب نار لظى الرب" (نشيد 8 :6 ) . ثالثاً : محبه قلبيه للمسيح وللنفوس سأل الجنرال وليم بوث مؤسس جيش الخلاص أحد المؤمنين الشيوخ الأتقياء: لا أدري ماذا أفعل لهذا المكان لقد جربت الوعظ والصلاة والترنيم ولا يزال الناس قساة جداً فماذا أفعل؟!، فأجابه الشيخ: جرب الدموع وكم من نفوس جاءت للمسيح بالعمل الفردي إذ رأت دموع من يتحدث معها. لو كانت محبتنا للمسيح حقيقية فسوف نحفظ وصاياه ونطيعه (يوحنا 15:14 (يوحنا 10:15) (1كورنثوس 8:13) (2كورنثوس 14:5) . ولقد أوصانا أن نذهب ونخبر النفوس بالمسيح وعمله "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس" (متى 19:28) ، (مرقس 15:16) ، "لأن محبة الله قد انسكبت فى قلوبنا بالروح القدس" (روميه 5:5) فيجب أن هذه المحبة تنسكب. كتب الدكتور يوسف كلارك بأمريكا ترنيمة المحبة لربح النفوس على نمط (1كورنثوس13) فقال: أن كنت أتكلم بألسنة العلم الكتابي واللاهوتي وأن استعملت أحدث طرق الوعظ، وفشلت في ربح النفوس للمسيح فأنا كصوت زئير الرياح في الصحراء، ولو حصلت على كل الدورات التدريبية في الخدمة وأفهم كل أسرار علم النفس والمشورة ولو كان ليَ أدراك بكل العقائد والمعتقدات الكنسية ولا أبذل نفسي في ربح الآخرين للمسيح فأنا كمجرد سحاب أو ضباب يتحرك فوق البحار، ولو قرأت كل ما كتب عن عوامل نجاح الخدمة الروحية وحضرت كل المجامع والمؤتمرات الكونية وسمعت أشهر الوعاظ والمبشرين والمعلمين وتقابلت مع أشهر رجال الدين المسيحي في العالم ولم أربح النفوس للمسيح فلا أنتفع شيئاً، إن رابح النفوس يحتمل كل شئ ولا يحسد من يربح نفوس أكثر منه ولا يطلب راحته ولا يحتد ويحتمل كل شئ ويرجو كل شئ ويصبر على كل شئ أما الآن فتثبت المعرفة الكتابية والوسائل المفيدة في الخدمة وربح النفوس للمسيح هذه الثلاثة ولكن أعظمهن ربح النفوس للمسيح لأن لهذا الغرض أبقانا الرب على الأرض وهذا الغرض نتيجة أبدية، وهذا أعظم ترجمة للحب للرب وللنفوس من قلوبنا للآخرين فليست هناك قوه رابحه للنفوس أكثر من المحبة التي لا تسقط أبدا. فإن امتلئ قلبي بالمحبة للرب فسأحب النفوس وإن أحببت النفوس فلن تهدأ نفسي وأنا أراهم يهلكون أبديا وحبي لهم سيجعلهم هم أيضا ينجذبون إلى ليسمعوا عن الله ومحبته "وكان جميع العشارين والخطاة يدنون منه ليسمعوه فتذمر الفريسيون والكتبة قائلين هذا يقبل خطاة ويأكل معهم" (لوقا1:15،2) ، "محب للعشارين والخطاة" (لوقا 34:7) رابعاً: الدراسة العميقة والإختباريه لكلمة الله "لأن كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي فى البر لكي يكون إنسان الله كاملا متأهبا لكل عمل صالح" (2تيموثاوس 16:3، 17) فكلمة الله كالصنارة لصياد الناس (لوقا 10:5 ) ، وكالبذرة للزارع فى القلوب (مرقس14:4) . وهناك 7 أسباب تجعل دراسة الكتاب المقدس هامة جداً لرابح النفوس 1-لأنها وحدها حينما تستخدم بقوة الروح القدس تبكت الخطاة: "فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم وقالوا لبطرس ولسائر الرسل ماذا نصنع أيها الرجال الاخوة" (أعمال 37:2) ، (أعمال 54:7) (1تسالونيكي 5:1) . 2- لأن بها بذرة الحياة فهي التي تولد الإنسان: "لأنه كما ينزل المطر والثلج من السماء .. يرويان الأرض ويجعلانها تلد وتنبت وتعطي زرعا .. هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي لا ترجع إلىّ فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح فيما أرسلتها له" (اشعياء 10:55-11) ، "مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلي الأبد" (1بطرس 23:1) ، ( يعقوب 18:1) . 3- لأنها تدخل إلى الأعماق الداخلية للإنسان: "لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته. وليس خليقة غير ظاهرة قدامه بل كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه أمرنا" (عبرانيين 12:4 ) . 4- لأنها تحطم قوة الظلمة داخل الإنسان: فهي سيف الروح "وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله" (أفسس 17:6) ، وكالنار التي تحرق كل مقاومه والمطرقه التي تحطم كل عناد "أليست هكذا كلمتي كنار يقول الرب وكمطرقة تحطم الصخر" (أرميا 29:23) . 5-لأنها تعلم طريق الخلاص: "ففتح فيلبس فاه وابتدأ من هذا الكتاب فبشره بيسوع" (أعمال 8 :35) . 6- لأنها تعطى يقينية الخلاص: "من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة" (1يوحنا 12:5) لأن كلمة "هكذا قال الرب" وحدها تعطى الأمان تجاه: أ ) الخلاص التام: "لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت" ( روميه 9:10) ، (يوحنا 24:5) ، (1يوحنا 13:5) ، "لتعطي شعبه معرفة الخلاص بمغفرة خطاياهم" ( لوقا77:1) . ب) السلام الأبدي: "خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني. وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يدي. أبى الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي. أنا والآب واحد" (يوحنا27:10-30 (روميه 35:8 -39) ج) بركات المستقبل: "لا تضطرب قلوبكم انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. في بيت أبي منازل كثيرة وإلا فإني كنت قد قلت لكم أنا امضي لأعد لكم مكاناً وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إلى حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً" (يوحنا 1:14-3) (أفسس 3:1) . 7- لأنها تعطى الإرشـاد: فهي سراج للحياة بعد الخلاص "سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي" ، "فتح كلامك ينير يعقل الجهال" (مز 105:119، 130) ، (أمثال 20:6-23) . ملحوظة هامة: لا انتظر حتى أدرس الكتاب المقدس جيداً وبعدها أبدأ في العمل الفردي ولكن أعمل وأنا ادرس الكتاب فلا رحاب (يشوع 23:6) ، ولا السامرية (يوحنا 29:4) ، ولا الأبرص (مرقس 45:1) ، ولا المجنون (مرقس 20:10) كانوا قد درسوا كل الكتاب المقدس عندما شهدوا للآخرين ، لكن بعد ذلك أكيد أنهم درسوا الكلمة جيداً.. خامساً : حياة الصلاة فى كل حين "قال لهم أيضاً مثلا في أنه ينبغي أن يصلى كل حين ولا يمل" (لوقا 1:18) الصلاة من أهم عوامل نجاح رابح النفوس "فالذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج" (مزمور5:126) ، وبالإضافة لصلواتنا المختلفة هناك على الأقل 4 أمور يجب أن أصلى لأجلها كل يوم فيما يتعلق بربح النفوس:1- أن نطلب من الرب أن يرشدنا إلى الشخص المقصود - قال روح الرب لفيلبس- "تقدم ورافق هذه المركبة" (أعمال 29:8) .2- أن نطلب من الرب أن يرشدنا للكلمات المناسبة لهذا الشخص بالذات "تفاح من ذهب في مصوغ من فضة كلمة مقولة في محلها" (أمثال 11:25) .3- أن نطلب من الرب أن يعطى قوة للكلمات التي أرشدنا بالتحدث بها "وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ونعمة عظيمة كانت على جميعهم" (أعمال 4 : 33).4- نصلى إلى الرب أن يواصل عمله فى القلب "الآن أستودعكم يا اخوتي لله ولكلمة نعمته القادرة أن تبنيكم وتعطيكم ميراثا مع جميع المقدسين" (أعمال32:20) .ويجب أن يدرك رابح النفوس إنه لن تحدث ولادة طبيعية دون تمخض هكذا لن تحدث ولادة روحية دون تمخض حيث يسأل الرب قديماً مستعجباً "قبل أن يأخذها الطلق ولدت قبل أن يأتي عليها المخاض ولدت ذكرا. من سمع مثل هذا من رأى مثل هذه هل تمخض بلاد في يوم واحد أو تولد أمة دفعة واحدة فقد مخضت صهيون بل ولدت بنيها. هل أنا أُمخض ولا أُولد يقول الرب أو أنا المولد هل اغلق الرحم قال إلهك" (اشعياء7:66-9) ، ويقول الرسول بولس لأخوة غلاطيه "يا أولادي الذين أتمخض بكم أيضاً إلى أن يتصور المسيح فيكم" (غلاطيه19:4) ، والتمخض بالنفوس في الصلاة معناها الصلاة لأجلها بلجاجة لكي يخلصها الرب يسوع ويغيرها .. والآيه الذهبية في الصلاة لأجل النفوس هي "الذاهب ذهاباً بالبكاء حاملاً مبذر الزرع - الكتاب المقدس- مجيئاً يجيء بالترنم حاملاً حزمه - النفوس التي قبلت الكلمة" (مزمور6:126) . وهذه قصة صلاة جميلة عن - جوني اكستوبي: كان شاب صغير السن وكان مشهور باسم جوني المصلي وطلب من الكنيسة أن تسمح له بالذهاب إلى قرية صغيرة تسمى "فايلي" وكانت مشهورة بالشر والفساد وكان الوعاظ يذهبون إليها الواحد بعد الآخر دون أي نتيجة أو نجاح لقد كانت هذه القرية تحت نفوذ الشيطان وقد أعترف الكثير من الخدام الموهوبين بالتبشير وقتها بأنه لا فائدة ترجى من فايلي -ضيعة الشيطان- وسافر جوني اكستوبي إليها وعندما اقترب من القرية وهو صاعد على أحد الجبال الذي كان يفصل بين ماستون وفايلي، رأى من بعيد ضيعة الشيطان وشعر بقلبه يأس في داخله فترجل عن حصانه وجثا على ركبتيه تحت شجرة مورقه على سطح الجبل وأخذ يصلي إلى الله في جهاد وصراع ودموعه تنهمر من عينيه وقطرات العرق على جبينه وعلا صوته في صراعه وصلاته علواً شديداً لدرجة أن أحد الأخوة وكان صاحب طاحونة على سطح الجبل الآخر سمع صوته وهو يقول: "أيها الرب يسوع إني آمنت بقدرتك على خلاص النفوس في فايلي ولقد أخبرت الأخوة في براير لينجتون إنك ستحيي عملك في ضيعة الشيطان .. أنت تعلم يا سيد إنه ليست فيّ قوة البتة ولكني أتيت مؤمناً بقدرتك .. واستمر جوني في الصراع والصلاة حتى الفجر وقد جعل من ضعفه أساساً لتوسلاته وهو يطلب قوة الروح القدس وفي الصباح ظل يرنم بقدرة الرب يسوع ويقول سقطت سقطت فايلي وذهب إلى القريـة وفي شوارعها رنم الترنيمة المشهورة: ارجعوا للرب حال-واطلبوا منه الخلاص واجتمع من حوله الكثيرون الذين ظلوا يسمعوه وصلى معهم أفراداً وجماعات فبكى أقسى الخطاة وارتعب أشجع المستهزئين وسقطت فايلي لتكون فيها كنيسة قوية شاهدة.إن نسيت كل هؤلاء فلا تنسى الرب يسوع له المجد الذي كان لسان حاله " أما أنا فصلاة" (مزمور 4:109) أنظره كيف كان يبكي على (لوقا 19: 41-44). ![]() |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
![]() |
![]() الدرس التاسع و العشرون الصنارة الروحية تابع عوامل نجاح العمل الفردي ذكرت فى السابق خمسة عوامل لنجاح العمل الفردي وسأذكر لك فى هذا الدرس عوامل أخرى هامة لنجاح العمل الفردي هي: سادساً : المواظبة كان أحد المرسلين إلى بلاد الهند يشجع بعض الهنود على العمل الفردي وقال لهم: لو كل منا ربح 50 نفس للمسيح لصارت كل القرية للمسيح وكان ابن المرسل الصغير يسمع هذه العظة التي يعظها أبوه وبعد العظة قال الابن لأبيه المرسل: سأبدأ من اليوم الصلاة لأجل زميلي الهندي فهو مثلي يبلغ من العمر 12 سنة وسأحدثه عن المسيح وقبل مرور شهرين كان المرسل يعمد الفتى الهندي زميل ابنه وبعد المعمودية أحتضن الابن أبيه في فرح وحب غامر وقال لأبيه: بابا الآن لم يبق عليّ إلا ربح 49 لتصير القرية للمسيح، هل أنت نظير هذا الفتى؟!المواظبة تعنى الصبر والاستمرارية فربما لا تربح النفس من الجلسة الأولى أو حتى العاشرة فلنواظب يومياً وشهرياً بل وسنوياً وربما مع نفس الشخص الذي نتحدث معه ولا تيأس ولا تطلب نتائج سريعة تذكر "لذلك اسهروا متذكرين أني ثلاث سنين ليلا ونهارا لم افتر أن انذر بدموع كل واحد" (أعمال 31:20) ، قال مستر ر.ا. تورى: واظبت لمدة 15 عاما ولم يمر يوم واحد من هذه السنين الطويلة دون أن أصلي لأجل شخص معين كنت أحبه لكي أجد الفرصة المناسبة لأحدثه عن الرب يسوع وشكرا للرب بعد 15 سنة من المواظبة نالت هذه النفس الخلاص وأصبح خادماً متفرغاً للإنجيل فلا تيأس "لأن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح" (2تيموثاوس 7:1) سابعاً : قداسة الحياة والسلوك إن الله لا يوافق أبدا أن يستخدم آلات غير نقية لذلك يقول يشوع "تقدسوا لأن الرب يعمل غدا فى وسطكم عجائب" (يشوع5:3) فلا يرضى تاجر عاقل أن يعرض بضائعه فى فترينات قذرة أو نادي يقدم مشروباته فى أكواب قذرة فقد نلوم زماننا والعيب فينا فتقول أنها الآن الأيام الأخيرة والنفوس تقست ولكن لنتقدس يا جميع حاملي آنية الرب فيستخدمنا الرب بقوة فى كل خدمة ولاسيما العمل الفردي، كان جون وسلي ينادي دائماً بالآية "هذه هي إرادة الله قداستكم" (1تسالونيكي3:4) ، وقال أعطيني مائة شخص يحبون الله بكل قلوبهم ولا يخافون سوى الخطية والله يهز بهم العالم. ثامناً : الغـيرة المقدسة قال وليم مكدونلد يُعذر المؤمن الذي لا يملك قدرة عقلية فائقة أو قوة جسمانية فذة لكن لا يعذر التلميذ الذي يفتقر إلى الغيرة من لم يضرم قلبه بحماس روحي لربح النفوس لقد شهد الرب عن المعمدان "كان هو السراج الموقد المنير وأنتم أردتم أن تبتهجوا بنوره ساعة" (يوحنا35:5) وكان الرب الغيور يحترق وينير ولسان حاله "غيرة بيتك أكلتني" (يوحنا17:2) ولقد قال جم اليوت فى قصيدته الشهيرة "امنحني الحماس الذي يضرم فيّ نار العمل حتى لا أكون قطعة طين باردة خاملة بل اجعلني يارب لهيباً لك وناراً متقدة وقال سبرجن أن الخدمة الباردة مثل محراك النار البارد الذي بدل من أن يحرك النيران الإلهية الروحية فى القلوب يبقى كتحف ذهبية فى حجرة الجلوس. أصلى أن تمتلئ بهذه الغيرة النارية فالملائكة خدام الرب نار آكلة ( مز 4:104 ) . كم من المسيحيين شعروا بالخجل عندما قرأ المبشر الشهير بلي جراهام رسالة أرسلها شاب إلى خطيبته يشرح لها سبب إرغامه على فسخ الخطبة ونص الرسالة: نحن الشيوعيون نتزايد بنسبه مذهلة جداً إننا نُلقى حتفاً بالرصاص ونسجن ونلاقي كل عذاب وتنكيل إننا نعيش في السجون المظلمة وفي الفقر المدقع ونقدم كل مبلغ نربحه مما يزيد عن حاجتنا الضرورية للحزب الشيوعي الذي ننتمي إليه فإننا لا نذهب إلى السينما ولا الملاهي ولا الحفلات ولا نبني القصور ولا نقتني السيارات الفخمة ونوفر كل ما نستطيع أن نوفره لنشر مبادئنا وحياتنا كلها تتجه إلى هدف واحد هو نشر مبادئنا هذا المبدأ هو حياتي وعملي وديني وهوايتي وهو خطيبتي وطعامي وشرابي لأجل هذا المبدأ أعمل في النهار وبه أحلم في الليل هو يملك كل حواسي، يزيد ولا يضعف بمرور الزمن، لهذا لا أحتفظ بصداقة أو علاقة حب لا علاقة لها بهذه القوى الدافعة المسيطرة على حياتي، وتقديري للناس والكتب والأفكار والأعمال إنما يقاس بمقدار أثرها في خدمة هذا المبدأ ونشره وإني على استعداد لأن أذهب إلى السجن والإعدام .. فمعذرة يا خطيبتي أعلن لأجل ذلك فسخ الخطبة.فهل تتأمل في الرب يسوع الذي قال " لي صبغة اصطبغها وكيف انحصر حتى تكمل" (لوقا 5:12) . تاسعاً : الإيمان الواثق فى الله من المهم جداً فى العمل الفردي أن تكن لدينا مجاهره وهذا لا يأتي إلا بالإيمان فمن يظن أنه لن ينال شيء لن يناله (يعقوب 7:1) والمسيح لم يستطيع أن يصنع آيات فى الناصرة لعدم إيمانهم (مرقس6: 5-6) فصلي أن تثق فى قدرة وكلمة الله والإيمان هو العملة التي يتعامل بها الله "هذا كان يسمع بولس يتكلم فشخص إليه وإذ رأى أن له إيماناً ليشفى قال بصوت عظيم قم على رجليك منتصبا فوثب وصار يمشي" (أعمال9:14-10) ، "فأجاب يسوع وقال لهم الحق أقول لكم إن كان لكم إيمان ولا تشكُون فلا تفعلون أمر التينه فقط بل إن قلتم أيضاً لهذا الجبل انتقل وانطرح فى البحر يكون وكل ما تطلبونه فى الصلاة مؤمنين تنالونه" (متى 21 -23:21) . قال هدسون تيلور: مرسل الصين الشهير جميع رجال الله العظام كانوا دائما وأبداً أُناس ضعفاء قاموا بأعمال عظيمة لله لأنهم اعتمدوا على الله المساند لهم. قال وليم مكدونلد: الإيمان لا يتم عمله في دائرة الممكن فلا مجد لله في إتمام ما يمكن إتمامه بشرياً إنما الإيمان يبدأ حيث تنتهي قوة الإنسان. قال جورج مولر رجل الإيمان الأشهر: إن دائرة الإيمان تبدأ حيث تنتهي الممكنات وحيث يفشل العيان والحس يقول الإيمان أستطيع أن أتمم كل مستحيل. قال ماكنتوش: الإيمان ينزل بالله إلى دائرة العمل ولذلك لا يصعب عليه شيء لا بل هو يهزأ بالمستحيلات، يرى الإيمان أن الله يحل كل مشكلة وصعوبة إنه يضع كل أمر أمام الله فلا يهم الإيمان في كثير أو قليل إن كان المطلوب ستة أو ستمائة أو ستة آلاف أو ستة ملايين جنيه فإنه يعرف أن الله قادر على كل شيء وهو يسد كل أعوازنا أما عدم الإيمان فيسأل كيف يمكن هذا أما الإيمان فله الجواب الأعظم والأوحد وهو الله , صديقي .. ليكن لك إيمان بقدرة الرب على خلاص أعتى النفوس وأشرها "هل يستحيل على الرب شيء" (تكوين14:18) ، "كل شيء مستطاع للمؤمن" (مرقس23:9) ، ليس من المعقول أن يخرج إبراهيم ولا يعلم إلى أين يذهب ولكنه صدق الله وباركه بالإيمان "إبراهيم لما دعي أطاع أن يخرج إلى المكان الذي كان عتيدا أن يأخذه ميراثا فخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتي" (عبرانيين 8:11) ، وليس من المعقول أن يهاجم يشوع أريحا دون أسلحة بل بالأبواق "وكانت أريحا مغلقة مقفلة .. فقال الرب ليشوع انظر قد دفعت بيدك أريحا .. فهتف الشعب وضربوا بالأبواق وكان حين سمع الشعب صوت البوق أن الشعب هتف هتافاً عظيماً فسقط السور في مكانه وصعد الشعب إلى المدينة كل رجل مع وجهه وأخذوا المدينة" (يشوع 6: 1-20)، وإن كان أهل العالم يضحكون على هذه المغامرات التي يعتبرونها جنونية ولكن الإيمان أثبت معقوليتها والحق أن الإيمان هو عين المعقول أن يثق المخلوق في الله الخالق فلتقل للرب مع التلاميذ "زد إيماننا" (لوقا 5:17) ، "بالإيمان سارة نفسها أيضاً أخذت قدرة على إنشاء نسل وبعد وقت السن ولدت إذ حسبت الذي وعد صادقاً..." (عبرانيين 11:11-12) ، "بالإيمان قهروا ممالك صنعوا براً نالوا مواعيد سدوا أفواه أُسود. اطفأوا قوة النار نجوا من حد السيف تقووا من ضعف صاروا أشداء في الحرب هزموا جيوش غرباء. أخذت نساء أمواتهن بقيامة وآخرون عذبوا ولم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامة أفضل وآخرون تجربوا في هزء وجلد ثم في قيود أيضاً وحبس رجموا نشروا جربوا ماتوا قتلا بالسيف طافوا في جلود غنم وجلود معزى معتازين مكروبين مذلين وهم لم يكن العالم مستحقاً لهم تائهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض" (عبرانيين 33:11-38) عاشراً : تواضع الروح من المهم جداً أن لا تُشعر من تتحدث إليه انك أفضل بل بالعكس إني في الأصل خاطي نظيره والاتضاع هو أن أعرف من أنا .. إني لا شيء "هكذا قال العلي المرتفع ساكن الأبد القدوس اسمه فى الموضع المرتفع المقدس اسكن ومع المنسحق والمتواضع الروح لأحيي روح المتواضعين ولأحيي قلب المنسحقين" (اشعياء 15:57) وأول صفه ذكرها الرسول بولس عن خدمته في أفسس "أخدم الرب بكل تواضع" (أعمال 19:20) وكلما زاد الثمر زادت الشجرة فى الانحناء وتكون قريبه فى متناول يد الآخرين، التواضع الروحي يجعلني أن أتنازل واطرح الأشياء التي اعتز بها حتى أصل إلى المحتاجين لقد لبس هدسون تيلور نفس الزي القومي للصينيين فربح آلاف منهم للمسيح. لن نربح النفوس إلا إذا انحنينا إليهم وحملناهم كما حمل الأربعة رجال المفلوج (مرقس 3:2) ليتنا نطع السيد اعظم رابح نفوس وهو يجلس على البئر مع السامريه ويقول لنا "تعلموا منى لأني وديع و متواضع القلب" (متى 29:11) إذا أردت أن تأخذ المجد لذاتك تذكر قصة الأمير الذي أخذ تاج أبيه وهو يعانى الموت ووضعه على رأسه فقال له أبوه انتظر قليلا يا ابني حتى أموت فنظر إليه الجميع باحتقار شديد. قصة حقيقية لابد منها: كان ضابط برتبة لواء يصطاد سمك بالصنارة، وكان بجواره طفل قروي صغير يصطاد أيضاً بالصنارة ولاحظ الضابط أن الطفل يصطاد كثيراً أما هو فلم يصطاد ولا سمكة واحدة وبلطف سأل الضابط الطفل لماذا تصطاد أنت كثيراً بينما أنا لم أصطاد شيئاً مع أنك تستخدم نفس الطُعم، ونحن نصطاد في مكان واحد! فأجابه الطفل: سيدي ألم تلاحظ أن ظلك يقع على الماء فيهرب السمك من صنارتك أما أنا فاختفي ولا يظهر ظلي على الماء ولهذا أصطاد سمك كثير, صديقي صديقتي .. يجب أن نفهم أن الشهادة بالعمل الفردي ليس أن نتحدث عن أنفسنا دائماً .. فتهرب النفوس منا يجب أن نختفي فيظهر الرب ولنتذكر ما قاله يوحنا المعمدان "ينبغي أن ذلك -الرب يسوع- يزيد وأني أنا أنقص" (يوحنا 30:3) ، لقد ظل الرسول بولس أربعة عشرة سنة لم يحكي اختبار ذهابه للفردوس ولقد حكاه بعد 14 سنه لا للتفاخر ولكن مجبراً ليثبت إنه رسول وأن تعليمه لهم من الله "أعرف إنسانا في المسيح قبل أربع عشرة سنة أفي الجسد لست أعلم أم خارج الجسد لست أعلم. الله يعلم. اختطف هذا إلي السماء الثالثة واعرف هذا الإنسان أفي الجسد أم خارج الجسد لست اعلم. الله يعلم. انه اختطف إلى الفردوس وسمع كلمات لا ينطق بها ولا يسوغ لإنسان أن يتكلم بها" (2كورنثوس2:12-4) . لاحظ كيف أن الرب يسوع المبشر الأعظم كان دائماً يختفي ويقول لمن يشفيهم أن لا يخبروا عنه وأوصاهم كثيراً أن لا يظهروه (مرقس 12:3) ، فإن شعر من تتحدث معه أنك تتفاخر بنفسك فلن يقبل الكلمة أبداً ولكن لنختفي نحن ليظهر الرب يسوع، كما كسر جدعون والذين معه الجرار وظهر النور (قضاة20:7) فصنع الرب النصرة .. "لنا هذا الكنز في أوان خزفية ليكون فضل القوة لله لا منا" (2كونثورس 7:4) . إحدى عشر : التسليم والملء بالروح القدس: ليس أنا بل الروح القدس هو الذي يبكت النفوس "متى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة" (يوحنا8:16) ، "وامتلأ الجميع من الروح القدس" (أعمال4:2) ، علينا أن نمتلئ بالروح القدس "لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح" (أفسس18:5) ، فى ملئك بالروح القدس ستجد نفسك مرات تقُل كلمات جديدة ومرات تصمت عن كلمات تعودت أن تقولها ودائما تأثير روح الله عظيماً .. هل اختبرت هذا؟ "فقال الروح لفيلبس تقدم ورافق هذه المركبة " (أعمال 29:8) ، "اجتازوا في فريجية .. منعهم الروح القدس أن يتكلموا بالكلمة في آسيا فلما أتوا إلى ميسيا حاولوا أن يذهبوا إلى بيثينية فلم يدعهم الروح" (أعمال6:16-7) ، "ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم" (أعمال 8:1) . لقد قال توري عن أهمية المليء بالروح القدس في العمل الفردي: كثيرون في هذه الأيام يحاولون إنكار حقيقة أهمية عمل الروح القدس ولكن أي دراسة لسفر الأعمال تظهر أهمية المليء بالروح القدس. إن جرام واحد من الإيمان بعمل الروح القدس في خلاص النفوس أفضل من مئات الأطنان من التفاسير التي لا تؤمن بالمليء بالروح القدس وتعتمد بالكامل على عمل الخادم وذكائه وتجهيزاته وخبراته. اثني عشر: إتباع شروط التلمذة والتضحية لأجل الرب : من أهم عوامل نجاح العمل الفردي أن أكون تلميذاً حقيقياً:و تكلمنا عن التلمذة سابقا ![]() |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
![]() |
![]() الدرس الثلاثون الصنارة الروحية تابع عوامل نجاح العمل الفردي ذكرنا في الدرسين السابقين اثنا عشر عاملاً لنجاح العمل الفردي وسنختم في هذا الدرس هذه العوامل بعاملين آخرين: ثلاثة عشر: أن يعرف من هو الإنسان بالطبيعة في نظر الله سأل جراح كبير تلاميذه: من هي الشخصية المحورية في العملية الجراحية؟ واختلفت إجابات الأطباء وطلبة الطب فالبعض قالوا الجراح الرئيسي والبعض قال الممرضة والآخر قال مساعد الجراح، وأجمع آخرون على أن طبيب التخدير هو الشخصية المحورية في العملية، والبعض أصر أن الطبيب المتابع هو محور نجاح العملية. ولكن الجراح الكبير أجاب: كلا، بل المريض نفسه هو الشخصية المحورية في العملية الجراحية فلأجله تتم العملية. لقد كان الخاطئ هو هدف مجيء المسيح إذ قال الرب: "ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك" (لوقا 10:19) فهل لنا فكر وقلب نظير قلب الرب يسوع تجاه النفس الهالكة؟.فالطبيب الماهر لابد أن يعرف علم تشريح الإنسانAnatomy وما هو الإنسان حسب الطبيعة :1-ميت يحتاج للحياة : أ-موت أدبي: "ينبغي أن نفرح ونسر لأن أخاك هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد" (لوقا15: 32)، "أنتم إذ كنتم أمواتاً بالذنوب والخطايا" (أفسس1:2) . ب-موت جسدي: "لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت هكذا الإيمان أيضاً بدون أعمال ميت" (يعقوب26:2) . ج-موت أبدي: "ولكن عندي عليك قليل أن عندك هناك قوماً متمسكين بتعليم بلعام الذي كان يعلم بالاق أن يلقي معثرة أمام بني إسرائيل أن يأكلوا ما ذبح للأوثان ويزنوا" (رؤيا 14:2) . 2-فاسد يحتاج للولادة الثانية: "الجميع زاغوا وفسدوا معاً" (روميه 12:3) ، "ولكن إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة" (2كورنثوس 17:5) . 3-خاطئ يحتاج للخلاص : فهو أخطأ عن الهدف "إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله" (روميه 23:3) ويحتاج إلى : أ-الخلاص من دينونة الخطية: "فقال للمرأة إيمانك قد خلصك اذهبي بسلام" (لوقا50:7) ، "من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن" (مرقس16:16) . ب-الخلاص من سلطان الخطية: "فإن كنا قد متنا مع المسيح نؤمن أننا سنحيا أيضاً معه" (روميه 7:6) . ج- الخلاص من جسد الخطية: "فإن سيرتنا نحن هي في السماوات التي منها أيضاً ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع المسيح" (فيلبي20:3) ، "أنتم الذين بقوة الله محروسون بإيمان لخلاص مستعد أن يعلن في الزمان الأخير" (1بطرس 5:1) ، ".. فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين أمنا" (روميه11:13) . 4-نجس يحتاج للتطهير: الخاطي مثل الأبرص نجس "يوم يرىفيه لحم حي يكون نجساً" (لاويين14:13) ودم يسوع هو المطهر الوحيد "دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" (1يوحنا 7:1) ، (عبرانيين1: 3). 5-مديون يحتاج للغفران: "لأن أجرة الخطية هي موت" (روميه 23:6) ولكن الرب سدد الدين (لوقا 41:7،48) . 6-عدو يحتاج للمصالحة: الإنسان في عداوة مع الله "لأنه إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه .." ( روميه 5: 10)، "ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح وأعطانا خدمة المصالحة أي أن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعاً فينا كلمة المصالحة" (2كورنثوس18:5-20) . 7-أعمى يحتاج للإبصار: ".. إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين" (2كورنثوس 4:4) والمسيح يغير الإنسان "النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان" (يوحنا 1: 9). 8-عاصي ومتمرد يحتاج للتسليم: مثل شاول "أنا الذي كنت قبلا مجدفاً ومضطهدا و مفتريا .." (1تيموثاوس13:1) ولكن ما أحلى الخضوع لله "فقال .. يارب ماذا تريد أن أفعل" (أعمال 9 :6) . 9-ضال يحتاج للاسترداد: كالخروف الضال والدرهم المفقود والابن الضال ( لوقا 15 ). 10-عبد يحتاج للعتق والفداء: ".. من يعمل الخطية هو عبد للخطية والعبد لا يبقى في البيت إلى الأبد أما الابن فيبقى إلى الأبد. فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا" (يوحنا 8 :34-36 ) . 11- مجرم يحتاج للتبرير: "إذ الجميع أخطاوا وأعوزهم مجد الله. متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح" (روميه 23:3،24) . 12- هالك يحتاج للإنقاذ: "قد جاء الرب ليطلب ويخلص ما قد هلك" (لوقا 19: 10). أربعة عشر : أن يدرك المصير الأبدي للإنسان البعيد عن الله أ- سيُدان أمام العرش العظيم الأبيض: "ثم رأيت عرشاً عظيما أبيض والجالس عليه الذي من وجهه هربت الأرض و السماء و لم يوجد لهما موضع. و رأيت الأموات صغاراً و كباراً واقفين أمام الله وانفتحت أسفار وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة ودين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم. و سلم البحر الأموات الذين فيه و سلم الموت و الهاوية الأموات الذين فيهما ودينوا كل واحد بحسب أعماله" (رؤيا 11:20-13) . 1-العرش العظيم : ومخيف "مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي" (عبرانيين 10: 31). 2-أبيض : يكشف فيه كل الأسرار "في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب انجيلي بيسوع المسيح" (روميه 16:2) . 3-المسيح جالس عليه: صار أسداً بعد أن كان حملاً "وفي وسط السبع المناير شبه ابن إنسان متسربلا بثوب إلى الرجلين ومتمنطقا عند ثدييه بمنطقة من ذهب. وأما رأسه وشعره فأبيضان كالصوف الأبيض كالثلج وعيناه كلهيب نار ورجلاه شبه النحاس النقي كأنهما محميتان في أتون وصوته كصوت مياه كثيرة ومعه في يده اليمنى سبعة كواكب وسيف ماض ذو حدين يخرج من فمه ووجهه كالشمس وهي تضيء في قوتها" (رؤيا 13:1-16) ، "هوذا الأسد الذي من سبط يهوذا.." (رؤيا 5:5) . 4-هروب السماء والأرض: لن يستطيع الخاطي الهروب "ونحن نعلم أن كل ما يقوله الناموس فهو يكلم به الذين في الناموس لكي يستد كل فم ويصير كل العالم تحت قصاص من الله" (روميه 19:3) . 5-ظهور نتيجة سفر الحياة: وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة "ولكن لا تفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم بل افرحوا بالحري أن أسماءكم كتبت في السماوات" (لوقا 20:10) ، "..الذين أسماؤهم في سفر الحياة" (فيلبي 3:4) . 6-إدانة غير المكتوبين في سفر الحياة من الأسفار: "لكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضباً في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة .. اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب إنجيلي بيسوع المسيح" (روميه5:2، 16) . 7- الطرح في بحيرة النار: "فهو أيضاً سيشرب من خمر غضب الله المصبوب صرفاً في كأس غضبه ويعذب بنار وكبريت أمام الملائكة القديسين وأمام الخروف" (رؤيا 10:14) ب - سيطرح في بحيرة النار: كان جورج الشاب المؤمن يبحر على ظهر سفينة تتجه إلى مونتيفيديو MONTEVIDEO وتقابل على سطح السفينة مع زميله القديم في الدراسة وليم ولما تحدث جورج لوليم عن الرب يسوع وخلاصه العجيب استهزأ وليم بالإنجيل وقال لصديقه القديم هل مازلت تصدق هذه الخرافات القديمة عن الله والصليب؟! إن الدين أفيون الشعوب وتلك الأوهام كانوا يقولوها لأجدادنا في العصور القديمة ليخيفوهم بها .. ولم تمضي ساعات قليلة حتى دق جرس الإنذار وأعلن القبطان أن راكب سقط في البحر وحاول البحارة بكل جهدهم أن يعودوا بالسفينة في اتجاه صوت الغريق وغيروا مسار السفينة عدة مرات وأخيراً رموا له طوق النجاة وأنقذوه وكان الغريق الذي أُنقذ هو وليم الذي كان يستهتر بالله والأبدية منذ ساعات قليلة وفي صباح اليوم التالي ذهب جورج إلى زميله القديم وليم ليسأل عن صحته فوجده يعاني من مرض وحمى وإعياء شديد بسبب الغرق وبادره وليم قائلاً: كنت أنتظرك يا جورج بفارغ الصبر لتأتي وتحدثني عن المسيح وعمله وكيف يمكنني أن أتمتع بخلاصه لأصل عنده في السماء، أندهش جورج وقال لزميله: لكنك بالأمس كنت تسخر من الكتاب المقدس بل من الله ووجوده، أجابه وليم والدموع تملئ عينيه: يا جورج يوجد فرق كبير وأنا أتحدث بكبرياء عن الله على ظهر السفينة وبين أن تكون بين الأمواج الهائجة في الظلام؛ لم أكن أصدق أبداً أنني سأنجو والآن الله قد نجاني من الغرق في البحر فأخبرني الآن من الإنجيل كيف أنجو أيضاً من بحيرة الكبريت. وتقابل وليم مع المسيح وتمتع بالسلام الإلهي عندما صلى مع جورج وترك جورج وليم في مونتيفيديو وبعد أيام قليلة رقد وليم في سلام ليتقابل مع مخلصه الحبيب الرب يسوع الذي لم ينجيه من الغرق في البحر فقط بل أيضاً من الغرق الأبدي في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت فما أغلى قيمة النفس في ضوء الأبدية اللانهائية. وهذه بعض أوصاف بحيرة الكبريت: 1-أتون النار: لا حدود لحرارة هذا الأتون "ويطرحونهم في آتون النار هناك يكون البكاء وصرير الأسنان" (متى13: 42)، ".. والآتون قد حمي جداً قتل لهيب النار الرجال الذين رفعوا شدرخ وميشخ وعبد نغو" (دانيال22:3) . 2-بحيرة بلا قرار: مكان متسع مخيف ومرعب "وكل من لم يوجد مكتوباً في سفر الحياة طرح في بحيرة النار" (رؤيا 20: 15). 3-كبريت يزيدها استعار: أمواج البحيرة من كبريت ملتهب "فهو أيضاً سيشرب من خمر غضب الله المصبوب صرفاً في كأس غضبه ويعذب بنار وكبريت أمام الملائكة القديسين وأمام الخروف" (رؤيا 10:14) . 4-دود يملأها مرار: "حيث دودهم لا يموت ونار لا تطفأ" (مرقس44:9) .5-الشياطين والأشرار: هذا المكان به شياطين والأشرار معاً "ثم يقول أيضاً للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته" (متى41:25) . 6- ظلمة بلا فنار: هذه البحيرة مظلمة للأبد "والعبد البطال اطرحوه إلي الظلمة الخارجية" (متى 30:25) . 7-أبدية بإستمرار: ".. سيعذبون نهاراً وليلاً إلى أبد الآبدين" (رؤيا10:20) . ج - أما النازل إلى هذا المكان فإلى أبد الآبدين يشعر بأنه: 1-مذبوح: "أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلىَ هنا واذبحوهم قدامي" (لوقا27:19) . 2-مربوط من يديه ورجليه: "حينئذ قال الملك للخدام اربطوا رجليه ويديه وخذوه واطرحوه في الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الأسنان" (متى 3:22) . 3-عطشان: "فنادى وقال يا أبي إبراهيم ارحمني وأرسل لعازر ليبل طرف إصبعه بماء ويبرد لساني لأني معذب في هذا اللهيب" (لوقا 24:16) . 4-يشرب من كأس غضب الله: "فهو أيضاً سيشرب من خمر غضب الله المصبوب صرفاً في كأس غضبه ويعذب بنار وكبريت أمام الملائكة القديسين وأمام الخروف" (رؤيا 10:14) . 5-هناك البكاء: "فيقطعه ويجعل نصيبه مع المرائين هناك يكون البكاء وصرير الأسنان" (متى 51:24) . 6- صرير الأسنان والندم: "والعبد البطال اطرحوه إلى الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الأسنان" (متى30:25) . 7-دخان العذاب يصعد إلى أبد الآبدين: "ويصعد دخان عذابهم إلى أبد الآبدين ولا تكون راحة نهاراً وليلاً للذين يسجدون للوحش ولصورته ولكل من يقبل سمة اسمه" (رؤيا11:14) . قال سبرجن: للأسف ينظر الجاهل للعالم بالميكروسكوب فيعطيه أكبر من حجمه مع أنه سيمضي وشهوته (1يوحنا 17:2) وينظر للأبدية بالتلسكوب فيراها بعيدة مع أنها قريبة جداً وخالدة كما قال الله للغني الغبي: "يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك" (لوقا20:16) أما الحكيم فيفعل العكس فينظر للعالم بالتليسكوب فيراه بعيد ولا يحبه (1يوحنا15:2) وينظر للأبدية بالميكروسكوب فيراها قريبة فيكنز لنفسه كنوزاً في السماء (متى 6: 19-20) |
||||
![]() |
![]() |
|