+ إنه (المسيح) يُدعَى الحكمة كما يقول سليمان... كما يُدعَى أيضًا "البكر"، إذ يقول عنه الرسول بولس: "بكر كل خليقة" (كو 1: 15). البكر إذن بالطبيعة ليس مختلفًا عن الحكمة، بل هو بعينه. أخيرًا يقول الرسول بولس: "المسيح قوة الله وحكمة الله" (1 كو 1: 24).
+ يوجد عند الله فهم لا تستطيع أن تجده في أي موضع سوى في المسيح يسوع. فإن كل الصفات الإلهية تتمثَّل في السيد المسيح: فهو حكمة الله؛ وقدرة الله؛ وعدل الله؛ والقداسة؛ وهو الخلاص؛ وفهم الله. فمع كونه واحدًا مع الآب في الجوهر، إلا أنه يحمل أسماء متعددة تشير إلى أشياء مختلفة. فإنك لا تستوعب نفس المعنى بخصوص السيد المسيح حينما تنظر إليه بكونه الحكمة وحينما تنظر إليه بكونه العدل.
عندما تنظر إليه بكونه الحكمة تفهم من ذلك عِلْمه بالأشياء الإلهية والإنسانية.
وعندما تنظر إليه بكونه العدل تفهم من ذلك قدرته على إعطاء كل ذي حقٍ حقه.
إذا نظرت إليه بكونه القداسة تفهم قدرته على تقديس كل المؤمنين به والمُكَرَّسين له.
وأيضًا ستدركه بكونه الفهم، فهو العالم بالخير والشر وبما هو ليس خيرًا ولا شرًا.
العلامة أوريجينوس