الناجين من ارتفاع أسعار التذكرة

[Mary Naeem]

الناجين من ارتفاع أسعار التذكرة

الجمعة الماضي لم يشغل بال مريم سوى كيف تستعد لامتحاناتها المُقبلة، لكن بينما كانت تتصفح موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وقعت عيناها على نبأ ارتفاع أسعار تذاكر المترو، بحسبة بسيطة اكتشفت الطالبة العشرينية أن عليها دفع قرابة مائة وأربعين جنيهًا نظير ذهابها إلى جامعتها بحلوان من منطقة سكنها المرج خلال فترة الامتحانات "اتخضيت، أنا مباخدش المبلغ ده كله على بعض مصروف حتى".
ظلت الطالبة تتقصى وراء الخبر، حتى قرأت ما خفف من وطأة الأمر على نفسها، إذ قررت وزارة النقل استثناء أسعار اشتراكات الطلبة وذوي القدرات الخاصة وكبار السن، وبعد تنفيذ القرار بيومين، كانت تقف مريم ضمن طابور طويل بمحطة روض الفرج، المكتب الرئيسي للاشتراكات، من أجل استخراج كارنيه المترو.

داخل محطة روض الفرج، المكتب الرئيسي للاشتراكات، بدا المشهد مُختلفًا عما سبق، تتقابل نافذتا مكتب قطع التذاكر والاشتراكات، تسأل إحداهن أحد أفراد الأمن عن مكان الأخير "هو اللي عنده زحمة هناك ده"، إذ بلغ الطابور ضِعف ما تواجد عند شباك التذاكر.
تشعر مريم بأنها "محظوظة" من بين أفراد أسرتها، لأنها لا تزال طالبة "كنت هضطر أدفع سبعة جنيه للتذكرة في المشوار الواحد"، تحكي ذلك بينما تضحك "معتقدش بابا كان ممكن يزود لي المصروف، فالحمد لله إنها جت على قد كده".
وتختلف أسعار الاشتراكات بحسب الثلاث فئات؛ إذ تبلغ المرحلة الأولى حتى 8 محطات مبلغ 360 جنيه، والمرحلة الثانية لعدد 16 محطة بمبلغ 450 جنيه، والمرحلة الثالثة لعدد 26 محطة بمبلغ 535 جنيه، والمرحلة الرابعة لعدد 37 محطة بمبلغ 700 جنيه.
وبذلك يبلغ سعر تذكرة المنطقة الأولى في الاشتراك جنيهين بدلا من 3 جنيهات، وفي المنطقة الثانية 2 جنيه و50 قرشا بدلا من 5 جنيهات، وفي المنطقة الثالثة 3 جنيهات و90 قرشا بدلا من 7 جنيهات.
أمام مكتب اشتراكات محطة روض الفرج، تم تخصيص صف للرجال وآخر للسيدات، ضمنه كانت تقف دعاء، في يديها استمارة الاشتراك التي تبلغ خمسة جنيهات ومبلغ 360 جنيهًا. حينما علمت الموظفة بالقطاع الخاص عن زيادة الأسعار، قررت أن تعود إلى استخراج اشتراك مترو مرة أخرى.
قبل ارتفاع أسعار المترو لم تهتم دعاء كثيرًا باستخراج كارنيه مترو "عملته قبل كده بس محسيتش إنه بيوفر لي كتير"، لكن بعد القرار الجديد، شعرت أنه لن يوفر عليها بضع النقود فقط "لكن مجهود كمان، خصوصًا بعد ما شوفت الطوابير، فالاشتراك هيرحمني من الزحمة وهيوفر لي شوية".

ما شجّع دعاء على الخطوة، أن الإجراءات اللازمة لاستخراج الاشتراك بسيطة، يتقدّم من يريد الحصول عليه بصورة بطاقة الرقم القومي، صورة شهادة الميلاد، بالإضافة إلى صورة شخصية، فيما تنتهي الإجراءات في الحال حين يُتم تقديم الأوراق وتسديد الرسوم المقررة .
كان الحال مُشابهًا أمام مكتب الاشتراكات في محطة الشهداء، زِحام غير مُعتاد، رجال ونساء، طُلاب وموظفين، الجميع جاء من أجل استخراج اشتراك يحفظ له بعض النقود، تعي هدير ذلك، إذ أنها اعتادت على استخراج الكارت منذ أربع سنوات حين كانت لا تزال طالبة في الصف الثالث الثانوي.
تعتبر هدير، الطالبة بالمرحلة الجامعية، أن اشتراك المترو بمثابة طوق النجاة بالنسبة لها "وفّر عليا فلوس كتير"، تقول مازحة إن "كل الناس بتبقى عاوزة تتخرج في الكلية بسرعة"، لكنها بعد زيادة أسعار التذاكر، "بقيت بقول مش عاوزة عشان خاطر كارنيه المترو".
ويستخرج الاشتراك بنظام الكارت الذكي بالاسم والصورة ولمدة ثلاثة شهور، بحيث يكون عدد الرحلات (180) رحلة و لمدة سنة عدد الرحلات (730 ) رحلة، فيما يبلغ اشتراك الطلبة لعدد 25 محطة بمبلغ 33 جنيها وعدد 35 محطة بمبلغ 41 جنيها.

في مكان مُنفصل خارج المحطة، يقع مكتب اشتراكات مترو الأنفاق لمحطة كلية الزراعة، في تمام العاشرة صباحًا، كان يمتلئ بروّاد المترو، أغلبهم من الطلاب وممن يحملون الاشتراك بالفعل، لكنهم قدموا إلى المكان من أجل تجديده، الجميع يتحدث عن الزيادة الجديدة وكيف نجوا من الأمر.
هذا الخبر منقول من : مصراوى