قدّيسٌ عظيمٌ جدًّا حضرت الأم تيريزا خصّيصًا إلى روما
لترى إعلان قداسته على يدّ يوحنّا بولس الثاني…من هو
هو أحد أبرز قدّيسي القرن العشرين وأشهرهم في الغرب، عُرِفَ بإكرامه الشديد لمريم العذراء. ومات شهيدًا في مخيّم الإعتقال في أوشفيتز. وهذا موجزٌ عن قصّة حياته.
تأسيس رسالة النقيّة
القدّيس مكسيميليان ماريّا كولبي، هو كاهنٌ من الإخوة الأصاغر الديريّين (الفرنسيسكان الديريّين). وُلِدَ في بولندا عام 1894. أنشأ في روما بإلهامٍ سماويّ حركة مريميّة سنة 1917، في الفترة عينها التي كانت تظهر العذراء على الرعاة في فاطيما البرتغاليّة. أطلق على الحركة اسم “رسالة النقيّة”، فانتشرت في العالم أجمع وانضمّ إليها مئات آلاف الأشخاص بسرعةٍ عجيبة.
مجلّة مريميّة بمليون نسخة شهريّة
أطلق القدّيس مكسيميليان مجلّة دعاها “فارس النقيّة” إكرامًا للنقيّة مريم العذراء، فوصل عدد نسخاتها الشهريّة إلى المليون نسخة. عُرِفَ بروحانيّته المريميّة المميّزة وبنشره التكرّس للعذراء النقيّة كما تأثّر بظهورات لورد و”الأيقونة العجائبيّة” في باريس. قام بتأسيس دير-مدينة مكرّس لمريم العذراء النقيّة والذي صار أكبر دير في العالم فضمّ 800 أخ. وذهب مرسلاً إلى اليابان وأسس ديرًا-مدينة للعذراء في ناغاساكي لا يزال قائمًا حتّى يومنا هذا.
مُدُن للعذراء في العالم أجمع!
لم يكتفي القدّيس مكسيميليان كولبي بنشر مدن النقيّة فقط في بولندا واليابان، بل أراد أن يدخل هذا النمط جميع بلدان العالم! فقال في إحدى الرسائل التي أرسلها من اليابان إلى مدينة النقيّة البولنديّة: «أيّها الآباء، الإخوة، المبتدؤون، الراغبون بالإنضمام إلى الرهبانيّة الأعزّاء في العذراء النقيّة، […] علينا ألّا ننسى أنّ تحت الشّمس لا توجد فقط بولندا واليابان، لكن عددٌ أكبر بكثير من القلوب يخفق خارج حدود هذين البلدين. متى سيصل فرسان النقيّة إليهم؟ متى سينشؤون مدن النقيّة في أراضيهم؟ متى سيقودونهم إلى قلب يسوع الفائق القداسة عبر درج النقيّة الأبيض، بحسب الرؤية التي شاهدها الأب القدّيس فرنسيس؟».
الأم تيريزا في روما من أجله!
لكن مع الأسف لم يتمكّن بعدها من متابعة عمله الرسولي كما يجب إثر اندلاع الحرب العالميّة الثانية. وتوفّي عام 1941 كشهيدٍ في مخيّم الإعتقال النازي “أوشفيتز”. أعلن البابا يوحنّا بولس الثاني قداسته في 10 تشرين الأوّل عام 1982 في حفلٍ رائع في حاضرة الفاتيكان. وحضرت القدّيسة الأم تيريزيا من كالكوتا خصّيصًا إلى روما من أجل حفل اعلان قداسته.