أسباب وراء تخريب طفلك للمنزل
"ابني مش بيسيب حاجة في مكانها، بيبوظ حاجة أخواته، بيكسر اللي بيجي قدامه"، كلمات نسمعها من جانب كثير من الأمهات، فهناك أم لا تعرف لماذا يخرب طفلها الأشياء في المنزل، وأخرى تشكو من تلك التصرفات وتبحث عن الحلول. عزيزتي الأم، يجب عليكي معرفة السبب في تصرفات طفلك أولا، قبل أن تعاقبيه عليها، لذلك نقد لكي في هذا التقرير أبرز الأسباب لاتجاه طفلك إلى تلك السلوكيات، وطرق معالجتها. عزيزتي الأم، توصي الدكتورة كلير فهيم، في كتابها "التحرر من الاضطرابات النفسية"، بضرورة أن نميز في تصرفات الطفل، بين السلوك التخريبي الذي ينتج عن مشكلة لدى الطفل، وبين محاولة اكتشاف الأشياء من حوله في سن مبكرة جدًا.
أولا: الطفل في سن مبكرة يبدأ في مسك الأشياء من حوله ومحاولة فكها وكسرها، لاكتشاف ما بداخلها ومعرفتها جيدا، ويحدث ذلك بهدف الاكتشاف والمعرفة والاستطلاع، فهي طبيعة هذه المرحلة التي يمر بها الطفل.
ثانيًا: سلوك الطفل الذي يقوم بتخريب الأشياء عن قصد وإتلافها وإتلاف سواء ألعابه أو أدواته أو ما يمتلكه الآخرون، كالآباء و الأمهات أو الأخوة، فهو يحدث بهدف التدمير والمضايقة للآخرين و هو ما يجب الالتفات إليه ومعرفة أسبابه عند الطفل لنتمكن من حل هذه المشكلة. يرى محمد أيوب شحيمي في كتابه "مشاكل الأطفال كيف نفهمها؟"، ووفيق صفوت مختار، في كتابه "مشكلات الأطفال السلوكية الأسباب وطرق العلاج"، كما ترى كل من رافدة الحريري وزهرة بن رجب، في كتابهما "المشكلات السلوكية النفسية والتربوية لتلاميذ المرحلة الابتدائية"، سبعة أسباب لتخريب الطفل للأشياء وهي:-
أولا: قد يرجع سلوك الطفل التخريبي إلى مشكلات مثل الغيرة إما من أخوته أو أحد زملائه في الفصل، ويحدث ذلك عندما يشعر الطفل أنهم مفضلون عنه في شيء أو يفرق في المعاملة بينه وبينهم فيلجأ الطفل إلى هذا السلوك للتعبير عن غضبه أو مضايقته منهم لتفضيل الأم أو المعلمة لهم عنه.
ثانيًا: أحيانا يكون التخريب أحد أشكال تعبير الطفل عن غضبه، عندما يتعرض لموقف يضايقه أو يفشل في عمل شيء ما فهناك طفل يقوم بخبط رأسه بالحائط، وهناك طفل يلقي بنفسه على الأرض و هناك أيضا طفل يقوم بكسر الأشياء أو تخريبها، وذلك بسبب الغضب الذي يشعر به ويعبر عنه بهذه الطريقة.
ثالثًا: أحيانًا يقوم الطفل بتخريب الأشياء نتيجة عدم معرفته بقيمة هذه الأشياء أو عدم قيام الأم بتعليم الطفل أن يحافظ على ممتلكاته وألعابه واحترام ممتلكات الآخرين والحفاظ عليها.
رابعًا: عدم شعور الطفل بالراحة والأمان يؤثر على سلوكه بشكل كبير فيجعله طفلا عدوانيا أحيانًا، وعصبيًا أحيانًا، وخائفًا أحيانًا، وأحيانًا أخرى يعبر عن ذلك بتدمير ممتلكات الآخرين الذين يسببون له التهديد وفقد الشعور بالأمان وأحيانًا تمتد لتخريب ممتلكاته هو، وعدم المحافظة عليها.
خامسًا: وفي حالات أخرى يرجع تخريب الطفل للأشياء إلى اعتراضه على معاملة الوالدين له بشكل قاسٍ وشديد ويستخدمان العقاب والضرب معه في كثير من المواقف فيعبر الطفل عن غضبه من خلال هذه الطريقة بتخريب ممتلكات الوالدين والأخوة، فهو بهذا السلوك يعبر عن نفسه ويرضي نفسه، ويقلل من غضبه تجاههم عندما يرى ممتلكاتهم غير سليمة.
سادسًا: يرى الطفل أحيانًا أن في تكسير أو تخريب ممتلكات الآخرين انتقامًا شافيًا له من الأفراد الذين يضايقونه أو يسببون له العقاب أو يفضلهم الآخرون عنه سواء كانوا زملاء له في المدرسة، أو أخوته، فيقوم بهذا السلوك التخريبي بغرض الانتقام منهم ومضايقتهم و محاولة التعبير عن غضبه منهم.
سابعًا: أحيانا يرجع تخريب الطفل للأشياء نتيجة لعدم قدرته على التعبير عن ما يريد أو التعبير عن ما يضايقه أو يحتاجه أو عدم قدرته على التفاعل بشكل جيد مع الآخرين، مثل باقي الأطفال من حوله، وبالتالي يشعر الطفل بضيق شديد ويعبر عنه من خلال الغضب والعصبية وتدمير الأشياء من حوله.
عزيزتي الأم تتعدد الأسباب التي تقف خلف سلوك الطفل التخريبي لممتلكاته وممتلكات الآخرين، ولكن كيف يمكن التعامل مع هذه المشكلة وكيف يمكن مساعدة الطفل لعدم الوصول إلى هذه المرحلة من التصرفات الخاطئة؟ يرى كل من محمد أيوب شحيمي، في كتابه، ووفيق مختار في كتابه، ورافدة الحريري وزهرة بن رجب، في كتابهما، عددًا من الحلول التي تمكنك عزيزتي الأم من مساعدة طفلك على التخلص من هذه المشكلة المؤرقة والوصول به إلى الراحة والسعادة ومنها:-
أولا: في حالة أن الطفل يقوم باكتشاف العالم والبيئة من حوله، يجب مساعدته على إشباع فضوله وحب استطلاعه ومساعدته أيضا على طرح الأسئلة والإجابة عليها والتفكير في كل ما هو حوله، والبحث عن إجابة عنه مما يساعد في تربية طفل يفكر و يبحث ولا يكتفي بالإجابات البسيطةالتي تقدم له.
ثانيًا: يمكنك عزيزتي الأم توفير للطفل الألعاب التي يتمكن من فكها وتركيبها دون مشكلات، فهي توفر للطفل إمكانية استكشافها ومعرفتها دون فقد قيمتها، وتمكن من المحافظة عليها لفترة ولعب الطفل بها مرات عديدة.
ثالثًا: عزيزتي الأم يجب توفير للطفل جوا يتميز بالحب والدفء والشعور بالراحة والأمان، لا يدفعه للقيام بمثل هذا السلوك وابتعاد الوالدين عن مناقشة مشكلاتهم أمام الطفل مما يسبب له التوتر و الضيق و عدم الشعور بالأمان والبعد أيضا عن تفضيل طفل على آخر مما يسبب الغيرة بين الأطفال.
رابعًا: يجب أيضًا عزيزتي الأم على الوالدين أن يبتعدا عن العصبية أمام الطفل والبعد عن العنف وأن يتحكما في كل ما يفعلانه أمام الطفل، فهو يتعلم من الوالدين الكثير مما يقومان به، وفي هذه المرحلة يقلد كل ما يحدث أمامه ويقلد طريقة معاملة الوالدين له مع ألعابه ومع الآخرين.
خامسًا: يجب عزيزتي الأم الابتعاد عن توبيخ الطفل والتقليل منه ونقده الدائم أمام الآخرين وإظهاره بمظهر يسخر منه الآخرون لأن ذلك يؤدي بشعور الطفل بأنه أقل من الآخرين ويفقده الثقة في نفسه وتصرفاته ويسبب له مشاعر الغضب والإحباط والضيق وبدلا من ذلك يمكن التحدث مع الطفل عندما تكونين معه بمفردكم و توجهيه للتصرف السليم.
سادسًا: يمكن أيضا عزيزتي الأم مساعدة الطفل من خلال تنميه هواياته أو لعب رياضة معينه يحبها الطفل تساعده على التنفيس عن طاقته واستخدامها الاستخدام الصحيح، وتمكنه من التخلص من هذه السلوكيات الخاطئة.
عزيزتي الأم إن الطفل عندما يشعر بالضيق والإحباط والغضب نتيجة لأي سبب يقوم بتصرفات خاطئة ولا ترضي الأم أو الآخرين، وهذه المشكلة إذا تم إهمالها تؤدي إلى مشكلات أكبر فيما بعد، فعليك عزيزتي الأم مساعدة الطفل للتعبير عن نفسه بالشكل الصحيح حتى لا تزيد مشكلاته ويتعامل بشكل جيد مع الآخرين.