حين أنقذ مردخاى الملك من القتل، توقع أن يُكَرِّمه الملك فى حينها .. لكنه لم يفعل ..
وبعد سنوات، وفى نفس اليوم الذى خطط فيه هامان لقتله، أمر الملك بتكريمه !
لو لم يتأخر التكريم لسنوات، لقُتل مردخاى على يد هامان ..
لكن الله لم يُرِد لمردخاى تكريماً عابراً، بل تكريماً مع إنقاذ حياة ..
حين فسَّر يوسف حلم الساقى، توقع أن يذكره أمام فرعون .. لكنه لم يفعل ..
وبعد سنتين تذكره ..
لو لم يتأخر الساقى سنتين لخرج يوسف عبداً فى بيوت المصريين ..
لكن الله لم يُرِد له الخلاص من "البورش" .. بل الجلوس على العرش !
حين تحوَّل النيل إلى دم توقع موسى أن يطلق فرعون الشعب .. لكنه لم يفعل ..
وبعد عشر ضربات أطلقهم فرعون ..
لو أُطلِق الشعب بعد الضربة الأولى لخرجوا ليعبدوا الله فى البرية مسيرة ثلاثة أيام ثم يعودوا ..
لكن الله لم يُرِد لهم "إجازة" من العبودية .. بل حرية منها !
تمنَّى المؤمنون أن ينزل المسيح عن الصليب ليؤمن به الجميع .. لكنه لم يفعل ..
لو نزل المسيح وقتها لتسبب ربما فى خلاص البعض ..
لكنه لم يُرِد أن يهزم صالبيه ليخلِّص البعض، بل أن يهزم الموت ليُخلِّص الكل ..
كل تأخير وراءه تدبير، وهو أروع من أحلامنا بكثير ..
حين يتأخر أياماً أو سنوات .. فلأن تدبير إنقاذك الأرضى أو خلاصك الأبدى يستلزم تلك المدة ..
ثق فى ذلك الكاشف لكافة أسرار الكون، والمُطَّلع على أدق تفاصيل المستقبل ..
فقط انْتَظِرِ الرَّبَّ ..
لِيَتَشَدَّدْ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ ..
وَانْتَظِرِ الرَّبَّ .. (مز ٢٧: ١٤)