حازم صلاح أبو إسماعيل
في كل مرة يصعد الداعية الإسلامي حازم صلاح أبو إسماعيل إلى منصة ميدان التحرير، يلهب حماس أنصاره، ويحفزهم على الاعتصام بالميدان، من أجل مطلب ما.
في الثامن عشر من نوفمبر 2011، يجتمع الثوار على اختلاف توجهاتهم، للمشاركة فى فعاليات مليونية لتوحيد المطالب، من أجل الإعلان عن موعد محدد لتسليم السلطة. وحين فضت فعاليات "الجمعة"، بقى في الميدان نفر قليل نسبيا من اتجاهات سياسية مختلفة، وقرروا الاعتصام بالميدان، حتى تحقيق مطلبهم بشكل صريح، وكان أبو اسماعيل أحد الداعين لاستمرار ذلك الاعتصام، الذي كان قد أعلن ترشحه للرئاسة وقتها، لكنه برغم دعوته أنصاره للاعتصام مشددا على أهمية المشاركة فيه، غاب هو عنه. وأسفرت الأيام التالية لذلك الاعتصام عن أحداث دامية، راح ضحيتها العشرات، وغاب أبو إسماعيل عن المواجهة مجددا.
وفي أبريل 2012، وضع الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل اللمسات الأخيرة لمشوار وصوله إلى رئاسة الجمهورية، ينتقل بين البلدان، ويستمر في دروسه الأسبوعية، يتحلق حوله المريدين، ولا يغيب عنه الحماس في كل لقاء، حتى صدر القرار "الصدمة" من اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، باستبعاد أبو إسماعيل من السباق الرئاسي، لتتحول حماسة الدعوة لدى الشيخ، إلى حماسة الغضب، ويفضي الأمر إلى اتخاذه قراراً بالاعتصام اعتراضاً على حكم المحكمة، الذي رآه جوراً وظلماً. وتمضي الأيام، وتندلع الاشتباكات التى عرفت إعلاميا بأحداث العباسية، وأسفرت عن وقوع قتلى وجرحى بأعداد كبيرة، ويغيب أبو إسماعيل مرة أخرى عن المشهد، برغم كونه الداعي الرئيسي للاعتصام.
وفي يوليو 2012، تعلن نتيجة انتخابات الرئاسة بعد مشوار طويل، بتنصيب محمد مرسي رئيساً لمصر، فيبدو الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل في الصورة الحماسية بشكل باهت. حتى ظهر الرجل مساء اليوم، الثالث عشر من يوليو، وسط حشد من أنصاره، في ميدان التحرير، معلناً اعتصامهم - وهو معهم - حتى سقوط الإعلان الدستوري المكمّل، وإنهاء الحكم العسكري بشكل كامل.
دعوة ثالثة للاعتصام، يطلقها اليوم، الداعية حازم صلاح أبو اسماعيل، حاشدا لها أنصاره، فهل يشارك فيها، أم يكتفي بدور "الموجه" فقط، كما حدث في المرات السابقة؟
الوطن