إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَلِيمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا
إنجيل القدّيس متّى ٦ / ٢٢ – ٢٤
قالَ الربُّ يَسوعُ: «سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَيْن. إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَلِيمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا.
وإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَقِيْمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظلِمًا. وإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذي فِيْكَ ظَلامًا، فَيَا لَهُ مِنْ ظَلام!
لا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَعبُدَ رَبَّين. فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ ويُحِبُّ الآخَر، أَو يُلازِمُ الوَاحِدَ ويَرْذُلُ الآخَر. لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ والمَال.
التأمل: “إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَلِيمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا…”
قال لي صديقٌ عزيز أنه عندما يسافر الى بلدٍ ما يستعين بنظام تحديد المواقع Gps كي يصل الى المكان الذي يريد دون أن “يُضيِّع الطريق”، وأردف قائلاً: ” ألا يشبه كلام الرب هذا النظام كي لا نضيع في متاهات هذا العالم؟؟”..
لكن ما الذي يُعيق نظرنا رغم أننا نرى جيداً؟
عدت الى “غوغل” لأعرف كيفية عمل هذا النظام فوجدت التالي:”للحصول على قراءة دقيقة لموقع ما لا بد من وجود ثلاثة أقمار صناعية على الأقل على خط مستقيم، وقد لا تكون القراءة صحيحة دائماً، وخصوصاً في بعض المواقع الجبلية والتصدعات السحيقة لأنها قد تعيق جهاز تحديد المواقع من الحصول على خط مباشر للبصر إلى ثلاثة أقمار اصطناعية.”
هذا النظام لا يُفيدنا في موقعين: الأماكن المرتفعة، والتصدعات السحيقة..
ألا تشبه الأماكن المرتفعة الكبرياء؟ اذا كانت الارتفاعات تعطل الاتصال بالاقمار الصناعية الثلاث، ألا يعطل الكبرياء الاتصال بالله؟؟
ألا تشبه التصدعات السحيقة حالة الانسان الساقط في الخطيئة؟ ألا تُعمي الخطيئة البصر والبصيرة وتعطل كل أجهزة النفس العميقة والجوهرية؟
كي لا تضيع في متاهات هذا العالم، انتبه أن تكون دائما على اتصال مع كلمة الرب، احذر الأماكن المرتفعة (الكبرياء) والتصدعات السحيقة (الخطيئة).. دع الله يقود خطاك، فتكون “عَيْنُكَ سَلِيمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا…” آمين.
صوم مبارك