رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الفهم السليم ضروري لحياة روحية سليمة (معنى الفهم باختصار)+ افهموا בִּ֭ינוּ أيها البلداء בֹּעֲרִ֣ים (الأحمق غير العاقل) في الشعب، و يا جهلاء متى تعقلون תַּשְׂכִּֽילוּ׃ (أو متى تتعلمون وهي مرتبطة بالنجاح أو متى تكونوا حكماء) (مزمور 94: 8) + ثم دعا الجمع وقال لهم: اسمعوا (مني كلكم) وافهموا (متى 15: 10؛ مرقس 7: 14) والفهم في أساس معناه في الكتاب المقدس = الحكمة والاهتمام والزكاء الروحي والبراعة والحرص الشديد، والكلمة العبري تحمل أيضاً هذه المعاني لأنها مرتبطة بها اشد الارتباط: أبصر؛ أدرك؛ تبين؛ رؤية؛ ميز؛ يتبين ويميز؛ يرى؛ يميز بين امرين. ومن التعبير العبري نجد أن المعنى يحمل الاستنارة والبصيرة والإدراك وبالتالي الرؤية والتمييز. أما في الإنجيل يرتبط السمع والإصغاء بالفهم (اسمعوا وافهموا) والمعنى المقصود هو اكتساب البصيرة بالسماع القلبي لكلمة الحياة الخارجة من فم المسيح الرب شخصياً: [اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي. أَمَّا الْجَسَدُ فلاَ يُفِيدُ شَيْئاً. اَلْكلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ] (يوحنا 6: 63)، وهذا يقودنا إلى معجزة تفتيح الأعمى الذي استنار وهذه المعجزة تُذكر دائماً بمناسبة المعمودية، ولكي نوضح المعنى علينا أن نعود لبعض الآيات لندرك المعنى المقصود من الفهم الروحي السليم: لا تكون لك بعد الشمس نوراً في النهار، ولا القمر يُنير لك مُضيئاً، بل الرب يكون لك نوراً أبدياً وإلهك زينتك؛ كان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان آتياً إلى العالم (أشعياء 60: 19؛ يوحنا 1: 9) لأنك انت تضيء سراجي، الرب إلهي يُنير ظلمتي؛ فتح كلامك يُنير، يُعقل الجُهال؛ وصايا الرب مستقيمة تفرح إياه. أمر الرب طاهر يُنير العينين؛ صيانة من العثار ومعونة عند السقوط (الرب يهوه) هو يعلي النفس ويُنير العينين، يمنح الشفاء والحياة والبركة. (مزمور 18: 28؛ مزمور 119: 130؛ مزمور 19: 8؛ سيراخ 34: 20) (التجرد من الفهم – الغباوة الروحية) الإنسان حينما انعزل عن الله تجرد من الفهم لأن البصيرة الروحية المستنيرة انطفأت فيه، ولم يبقى أمامه سوى التفكير الإنساني المُقنع بحسب حكمة هذا الدهر، وطبيعة هذا الدهر هو السقوط من النعمة وانغلاق عين الذهن الداخلية عن النور الإلهي، وبذلك لا يستطيع الإنسان أن يستوعب أسرار الله أو يفهمها على مستوى الروح، بل دائماً يهبط بها لمستواه الضعيف حسب إنسانيته الخالية من نعمة الله وحكمته، وبالتالي يحيا متخبطاً في طريقه لا يعرف يمينه من يساره، مع أن بحكمته ودراسته ووعيه الإنساني يشعر عن يقين أنه فاهم وعارف بسبب عمق أفكاره وقناعته لأنه درس وعرف وتعمق في البحث وربما يكون حاصل على أعلى الشهادات في الكتاب المقدس واللاهوت على مستوى عالمي، بل قد يكون أخرج وكتب عشرات أو مئات من الكتب ونال شهره واسعة وسط العالم.+ شَفَتَا الصِّدِّيقِ تَهْدِيَانِ كَثِيرِينَ، أَمَّا الأَغْبِيَاءُ فَيَمُوتُونَ مِنْ نَقْصِ الْفَهْمِ؛ اَلأَغْبِيَاءُ يَرِثُونَ الْحَمَاقَةَ وَالأَذْكِيَاءُ يُتَوَّجُونَ بِالْمَعْرِفَةِ؛ الذَّكِيُّ يُبْصِرُ الشَّرَّ فَيَتَوَارَى. الأَغْبِيَاءُ يَعْبُرُونَ فَيُعَاقَبُونَ؛ أَيُّهَا الْغَلاَطِيُّونَ الأَغْبِيَاءُ، مَنْ رَقَاكُمْ حَتَّى لاَ تُذْعِنُوا لِلْحَقِّ؟ أَنْتُمُ الَّذِينَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ قَدْ رُسِمَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ بَيْنَكُمْ مَصْلُوباً؛ أَهَكَذَا أَنْتُمْ أَغْبِيَاءُ! أَبَعْدَمَا ابْتَدَأْتُمْ بِالرُّوحِ تُكَمَّلُونَ الآنَ بِالْجَسَدِ؟؛ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ لاَ تَكُونُوا أَغْبِيَاءَ بَلْ فَاهِمِينَ مَا هِيَ مَشِيئَةُ الرَّبِّ؛ لأَنَّنَا كُنَّا نَحْنُ أَيْضاً قَبْلاً أَغْبِيَاءَ، غَيْرَ طَائِعِينَ، ضَالِّينَ، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَوَاتٍ وَلَذَّاتٍ مُخْتَلِفَةٍ، عَائِشِينَ فِي الْخُبْثِ وَالْحَسَدِ، مَمْقُوتِينَ، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضاً (أمثال 10: 21؛ 14: 18؛ 27: 12؛ غلاطية 3: 1؛ 3: 3؛ أفسس 5: 17؛ تيطس 3: 3) فيا إخوتي اعلموا أن طبيعة كلمة الله طبيعة سماوية لها سلطان إلهي قوي لا يستطيع أن يدركه حكماء وعظماء هذا الدهر، لأن كل كلمة تخرج من فم الله تحمل قوته الخاصة ولها سلطان أنها تعمل قصده ولا تخيب إطلاقاً إلا في من لا يقبلوها ويقاوموها ويخضعوها لمنطق التفكير الإنساني الساقط، وبذلك تتغير الكلمة فيهم لتصير كلمتهم وليست كلمة الله الحية والفعالة التي كالمطرقة تحطم الصخر، بل وتستطيع أن تخلق كل شيء جديد لأنها حاملة قوة حياة الله. وبالطبع لن يفهم كلامي هذا سوى نوعين من الناس، النوع الأول هو الذي يشعر أنه في حاجة شديدة لمسيح القيامة والحياة ليطهر قلبه ويشفي نفسيته، وعنده اشتياق أن ينظر ويرى ويعاين الله ويحيا معه على مستوى الشركة، والنوع الثاني هو الذي دخل في الطريق ويحيا بالإيمان وينمو بكلمة الله لأنها نور لحياته وسراج لقدميه ليسير سيراً صحيحاً مستقيماً.أما الذي لن يفهم الكلام ليس هنا فقط، بل في معظم الموضوعات التي سبق وتم طرحها مبتعداً عن معناها، عليه أن يعرف أن عين ذهنه الروحية منغلقة والفهم مازال محتجب ببرقع موسى الذي غطى وجهه لأن الشعب لم يحتمل أن ينظر لوجهه المُنير لأنه نال سرّ نور إلهي حينما طلب أن يرى الله، والشعب لم يحتمل هذا النور المُشع من وجهه ولم يستمع بالتالي إليه إلا بعدما غطى وجهه، وهذا هو سر هروب كثيرين من الآباء الروحانيين الحقيقيين، بل أيضاً سر عدم الفهم في كل موضوع مكتوب حسب الروح وليس حسب الناس، لأن طبيعة كلمة الله نور، لا تحتملها ظُلمة، فالإنسان أن كان يحيا في الظلمة لا يحتمل حضور النور. لذلك يجب أن يكون لنا فهماً صحيحاً بانفتاح الذهن بالروح، لأنه ينبغي على الإنسان أن ينفتح على الله، وهذه هي معجزة المسيح الرب وهو أن يفتح الذهن ليفهم الإنسان القصد الإلهي فترى عينه الداخلية كل شيء بشكل صحيح، لأن الرؤية هي القدرة على النظر إلى كل الجوانب فيتوفر بذلك الوضوح والدقة كلما أمكن وبشكل خاص أي عبارة أو كلمة تخرج من فم الله، أو حتى أي عظة أو كلمة يسمعها أو يقرأها من الناس ويستطيع أن يُميزها بدقة ويعرف هل هي من الله أم لا تتوافق مع عمل الله وسرّ التدبير.ولننتبه لكلمات الرب في مثل الزارع: [فكل من يسمع كلمة الملكوت (ويعرفها معرفة عقلية وكنتيجة هذه المعرفة: ] ولا يفهم (ينفتح ذهنه على قوة الله) يأتي الشرير ويخطف ما قد زرع في قلبه] (متى 13: 9) فحينما يصير العقل مشحوناً فقط بالمعرفة الكتابية عن الله دون تذوق قوته، يصير العقل معزولاً عن القلب، والحياة الخارجية تصير لها شكل مختلف عن الداخل تماماً، وهذا ما فعله الشيطان في قلب الكهنة والفريسين، فصاروا يبكتون الشعب الذي شهد ليسوع ولم يلق عليه الأيادي، محتجين بعدم فهم الشعب للناموس، وبكونهم يرون في أنفسهم الفهم والمعرفة العميقة الصحيحة بالكتب والناموس، يعزلون قلوبهم وأفكارهم عن معرفة شخص الرب يسوع، لذلك بكل كبرياء قالوا: [هذا الشعب الذي لا يفهم الناموس هو ملعون] (يوحنا 7: 49) عموماً إذا استمرت المعرفة العقلية بدون تذوق قوة الله بانفتاح الذهن بالروح (أي الاستنارة) وتشغيل الحواس الروحية بحسب الخليقة الجديدة التي نلناها من مسيح القيامة والحياة، تنغلق كل حواس الإنسان الداخلية على الله، فلا يعود يسمع، ولا يُبصر ولا يفهم الحياة مع الله:اِسْمَعْ هَذَا أَيُّهَا الشَّعْبُ الْجَاهِلُ وَالْعَدِيمُ الْفَهْمِ الَّذِينَ لَهُمْ أَعْيُنٌ وَلاَ يُبْصِرُونَ. لَهُمْ آذَانٌ وَلاَ يَسْمَعُونَ؛ غَلِّظْ قَلْبَ هَذَا الشَّعْبِ، وَثَقِّلْ أُذُنَيْهِ (سمعه ثقيل – متباطئ المسامع)، وَاطْمُسْ عَيْنَيْهِ (غمضوا عيونهم)، لِئَلاَّ يُبْصِرَ بِعَيْنَيْهِ، وَيَسْمَعَ بِأُذُنَيْهِ، وَيَفْهَمْ (يبصر - يستنير) بِقَلْبِهِ وَيَرْجِعَ فَيُشْفَى (أُشفيهم)؛ لأَنَّ قَلْبَ هَذَا الشَّعْبِ قَدْ غَلُظَ، وَآذَانَهُمْ قَدْ ثَقُلَ سَمَاعُهَا، وَغَمَّضُوا عُيُونَهُمْ، لِئَلاَّ يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ، وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِمْ، وَيَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِمْ، وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ؛ لِكَيْ يُبْصِرُوا مُبْصِرِينَ وَلاَ يَنْظُرُوا، وَيَسْمَعُوا سَامِعِينَ وَلاَ يَفْهَمُوا، لِئَلاَّ يَرْجِعُوا فَتُغْفَرَ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ» (إرميا 5: 21؛ أشعياء 6: 10؛ متى 13: 15؛ مرقس 4: 12) إذاً الشعور بثقل الخطية والإحساس بعدم الغفران والهروب من الحياة الروحية الواقعية، وعدم فهم طبيعة كلمة الله وصعوبة الحياة بها حسب قصد الله والتدبير الحسن بقيادة الروح القدس وسماع صوته، سببه الحقيقي هو انغلاق الذهن وحبس الفكر وحصره في المعلومات والمعرفة سواء الروحية أو اللاهوتية أو الدراسية بأي شكلٍ ما أو صورة، وبذلك يتخيل الإنسان انه يحيا مع الله كلما انفتح فكره على المعرفة واقتنى المعلومات واستطاع كتابة التعبيرات اللاهوتية وشرحها شرحاً دقيقاً ليس فيه عيب، ومع كل هذه المعرفة المتسعة فأنه يظل محروماً من قوة الله بسبب هذا الاكتفاء وشبع العقل وتحقيق فضول المعرفة التي لن تنتهي ابداً لأنها تقود الإنسان في طريق مُظلم لأنه يحيا منفصل عن الله مع أنه يظن أن حياته صارت أفضل بكثير جداً مما سبق.وهذا يشبه إنساناً فقيراً يرى في حلم الليل أنه صار غنياً وقد استغنى، بل ومن كثرة غناه بدأ يعطي ويعين المعوزين ويطعم الجياع، ويستمر يغوص في نومه الثقيل مرتاح البال لا يعول هم أن يعمل لكي يربح، وحينما يبدأ في الاستفاقة من نومه وهو مرتاح نفسياً هادئ البال، يبدأ يستفيق من حلمه الثقيل بسبب الجوع الشديد، ويجد نفسه فقيراً معوزاً وفي أشد الحاجة أن يأكل، لأنه ازداد جوعاً وعطشاً وجسده كله صار هزيلاً ولا يستطيع أن يقف على قدميه، لذلك مكتوب: أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّكَ لَسْتَ بَارِداً وَلاَ حَارّاً. لَيْتَكَ كُنْتَ بَارِداً أَوْ حَارّاً. هَكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِداً وَلاَ حَارّاً، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي. لأَنَّكَ تَقُولُ: إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَائِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ. أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَباً مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وَثِيَاباً بِيضاً لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْلٍ لِكَيْ تُبْصِرَ. إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ. فَكُنْ غَيُوراً وَتُبْ. هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي. (رؤيا: 3: 15 – 20) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عناوين المزامير هي المفتاح التي تفتح أبواب الفهم السليم |
البتولية هي باب ضروري لحياة القداسة |
الغذاء السليم للمخ السليم |
لحياة زوجية سليمة لا تصدقي هذه الخرافات! |
الدم السليم ... في الغذاء السليم |