رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحرس الحديدي حادث القصاصين وراء ظهور التنظيم لا تزال سيرة الملك فاروق تجد مجالًا في الحديث عن ذكرياته وحتى مقتنياته التي تباع حاليًا في مزادات عالمية فالرجل سيرته سواء في الحكم أو بعد عزله وتركه للحكم كانت مثيرة للجدل، كما لم يتعمد هو في روايته تجميل صورته بشكل كبير. في المذكرات التي كتبها فاروق بخط يده يتحدث عن واقعة هامة في حياته وفقًا لما جاء في دراسة «مصطفى عبيد عن مذكرات الملك فاروق» هذه الحكاية كانت واقعة القصاصين: «في 15 نوفمبر عام 1943 وقع حادث القصاصين، ويومها تحديدا ولد أخطر تنظيم سري مسلح تابع للملك فاروق وهو تنظيم الحرس الحديدي، لقد مثّل ذلك التنظيم ذروة العنف السلطوي تجاه المعارضة والمخالفين في الرأي والذي وصل الي حد القتل تحت زعم شرعية الولاء للملك، ولاشك أن قراءة أوراق تنظيم الحرس الحديدي قراءة واعية مدققة تؤكد أن مسلسل الإرهاب والتصفيات الجسدية بدأ سلطويا قبل أن ينتقل للجماعات والتنظيمات المتطرفة داخل المجتمع». ويتابع رشاد: «حادث القصاصين كان البداية بعد عام و9 أشهر من الضربة القاصمة التي تلقاها الملك فاروق عندما حاصرت الدبابات البريطانية قصره في 4 فبراير لتجبره علي تكليف مصطفي النحاس برئاسة الحكومة، نظرا لما يتمتع به من شعبية، لقد شعر الملك فاروق وقتها أن عرش مصر يهتز وأنه تحول الي مجرد صورة بدون أي تأثير في السياسة المصرية». ويضيف رشاد: «يتلخص الحادث كما يحكي كريم ثابت مستشار الملك الصحفي في مذكراته في أن فاروق كان يقود سيارته بسرعة جنونية في طريقه الي الاسماعيلية عندما اصطدمت سيارته في لوري تابع للجيش البريطاني وأصيب الملك باصابات بالغة ، وعلي الفور نقل فاروق الي المستشفي العسكري بالاسماعيلية وتم اسعافه وخضع لعلاج شامل وجيد، وأعجب الملك بطبيب وضابط من سلاح البحرية كان يقوم بعلاجه اسمه يوسف رشاد ، وأمر بنقله للعمل في القصر ومعه زوجته الفاتنة ناهد رشاد التي كانت تنحدر من أصول تركية وتتمتع بجمال مبهر». وتابع: «لا أحد يعرف علي وجه اليقين كيف جاءت فكرة تأسيس الحرس الحديدي، وإن كان رجب البنا يشير الي أن طارح فكرة تأسيس تنظيم مسلح للدفاع عن الملك كان عمر فتحي قائد الحرس الملكي، وجاءته الفكرة اقتباسا من تنظيم الحرس الفولاذي والذي أنشأه الملك كارول ملك رومانيا في ذلك الوقت لحمايته والنيل من خصومه، ويشير البعض الي أن الفكرة من بنات أفكار احمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي وإن لم يستند ذلك الافتراض لأي وقائع تاريخية تؤكد صحته». ويضيف: «المهم أن انشاء التنظيم تم خلال الأسابيع الاولي من عام 1944 علي الارجح وذكر سيد جاد أحد أعضاء التنظيم في مذكراته التي حملت اسم (الحرس الحديدي) أن الملك فاروق فاتح يوسف رشاد في انشاء تنظيم من الضباط المخلصين للملك وأن (رشاد) أجاب بالترحيب وأن الملك أخبره أن ذلك الاخلاص سيقودهم الي حد القتل، وأنه وافق بعد أن استشارة أصدقاءه الضباط الذين يسهرون عنده بشكل منتظم، وكان ليوسف رشاد في ذلك الوقت ستة أصدقاء يدعوهم أحيانا للسهر في منزله، أربعة منهم من صغار ضباط الجيش ، والخامس ضابط مطافئ وكانت أعمارهم تتراوح بين الخامسة والعشرين والثلاثين وهم، مصطفي كمال صدقي ، وخالد فوزي ، وحسن فهمي عبد المجيد ، وإبراهيم فتحي وفهمي شوقي ». وتابع: «كانت أجهزة الملك تتابع يوسف رشاد وأصدقاءه، ورفع للملك تقريرا عنهم، وتحدث مع يوسف رشاد عنهم، فقال عن مصطفي كمال صدقي إنه شيوعي تروتسكي، مندفع ، متهور ، يعمل ضابطا في أحد الألوية في الصحراء ، ويريد أن يتم نقله الي القاهرة ، أما الضباط الثلاثة الآخرون، فواحد يريد أن يلتحق بالمخابرات العسكرية، وآخر بسلاح الفرسان، والثالث يريد الالتحاق بالحرس الملكي وضابط المطافئ يريد رتبة ملازم أول، وهكذا تجمعت الاهداف بين الملك وبين أولئك الضباط عندما كلفهم باغتيال مصطفي النحاس زعيم الوفد وأمين عثمان وزير الخارجية في حكومة الوفد». |
|