أحرج السادات لإنقاذ ابنه وسلم الراية ليحيى الفخرانى
استطاع الفنان صلاح منصور صاحب القدرات الفنية المتفردة أن يحجز لنفسه مكانًا متميزًا فى السينما المصرية، وخاصة فى أدوار الشرير التى أبدع فيها وفى تفاصيلها التى لم يتقنها أحد غيره، وأصبح له مدرسة خاصة بتعلم منها النجوم فن التمثيل.
ولد صلاح منصور عام 1923 فى شبين القناطر، وأحب التمثيل منذ صغره وكان يبدع فى مسرحيات المدرسة، ومن أهمها عندما جسد دور هاملت فى مسرحية لمدرسته وكانت عبارة عن شهادة ميلاد لفنان جديد، وبعدها اتجه إلى الصحافة.
فى البداية عمل صحفيًا فى قسم الفن بمجلة روز اليوسف وهو فى الـ "17" من عمره، وأجرى العديد من الحوارات مع نجوم الفن ومن أشهرها حواره مع النجمة أسمهان التى كانت حديث الصحافة فى تلك الفترة.
وبعدها قرر أن يعود مرة أخرى للتمثيل الذى يعشقه، والتحق بمعهد الفنون المسرحية وعقب تخرجه أسس مع زملاء له فرقة مسرحية قدموا من خلالها العديد من الروايات العالية والمصرية، وبعد ذلك اختاره "زكى طليمان" ليؤسس معه المسرح المدرسى.
بدأ أدواره فى السينما بمشاهد صامتة وبعدها انتقل لإداء دور الشاب الشرير، وكانت أول أعماله فيلم "غرام وانتقام" وقدم بعدها العديد من الأفلام مثل: "ورد الغرام، واليتيمتان، وشاطيء الغرام" وغيرهم، وكان الدور الذى لعبه فى فيلم "لن أعترف" نُقلة فى حياته الفنية ولفت
انتباه الجميع له وظهرت موهبته الفنية أكثر، وقدم العديد من الأفلام منها: "بداية ونهاية، البوسطجى، الزوجة الثانية".
وكان له واقعة مع الرئيس أنور السادات، وترجع إلى أن صلاح كان لديه ابنه يعانى من مرض في القلب ويحتاج إلى العلاج فى الخارج، وبسبب سوء حالته المادية لجأ للسفر على نفقة الدولة وبالفعل سافر إلى لندن لإجراء الجراحة لابنه.
وبسبب طول مدة إجراء الفحوصات الطبية لابنه، سعى لتمديد فترة تواجدهما فى لندن إلان أن الروتين الحكومى وقف عائقًا أمام تجديد المدة، ولكن جاءت زيارة السادات إلى بريطانيا بالصدفة فى تلك الفترة باب أمل له، والتقى به الفنان فى السفارة وطلب منه مد فترة علاج ابنه ووافق السادات على الأمر بلا تردد.
وقام صلاح منصور بالاعتراض عندما قدم الورقة للسادات ليوقع عليها بطريقة جذابة ومرحة قائلًا: "عندما يبرح الرئيس المكان ويتحرك الموكب الرسمي.. لا أحد يعرف أحدًا»، فابتسم السادات وأدرك ما يرمي إليه ووقع على الطلب.
ولكن توفى ابنه بعد إجراء العملية، وحزن عليه وأصابه المرض لكن لم يبتعد عن الفن وظل متمسكًا وفي نهاية السبعينات كان يستعد لتقديم مسرحية أمام نور الشريف لكنه اعتذر عنها بسبب مرضه الشديد، ورشح بدلًا منه الفنان يحيى الفخرانى لمنحه فرصة، وتوفى صلاح عام 1979 عن عمر ناهز 56 عامًا.