مفاجأة يفجّرها مخترع الهواتف الذكية
“آسف، أعتذر عن الضرر الفظيع الذي ألحقه فضولي بالإنسانية“.
أود أن أقول بضع كلمات عن كتابي الجديد. قد يعتقد البعض أن كتابي سيكون حول تسونامي التكنولوجيا المقبلة إلّا أن ذلك كان في كتابي القديم. سيحمل الكتاب الجديد عنوان “أعتذر على فضولي.”
أقول بهذا الخصوص كلمتين فقط أنا أعتذر! أعتذر عن الضرر الفظيع الذي ألحقته بالإنسانية بسبب فضولي.
أولًا: لقد خلق فضولي مدمنين في صفوف كل أطفال العالم الذين يستخدمون الهواتف الذكية. لا يستطيعون العيش بدون هواتفهم الذكية. لا يمكنهم تناول وجبة طعام واحدة من دون وجود هواتفهم الذكية إلى جانبهم. أشكر الله أن معلميهم أذكياء بما فيه الكفاية لمنعوهم من إحضار الهواتف الذكية إلى الفصول الدراسية. ربما يجب أن يقوم الكهنة بخطوة مماثلة وأن يمنعوا المؤمنين من إحضار هواتفهم الذّكية إلى الكنيسة.
شخصيا أرغب بأن يتم منع إحضار الهواتف الذكية إلى طاولة الطعام. إلّا أنّي أبقي الهاتف إلى جانبي بينما أتناول طعامي تمامًا كما يفعل الكثيرون. لذا إذا أردنا منع أطفالنا من حمل هواتفهم الذكية بينما يجلسون على طاولة الطّعام فعلينا نحن أيضًا أن نمارس الأمر على أنفسنا.
ثانيًا: أعتذر أن اختراعي قد دمر المحادثات بين الناس. نرى الكثير من الشبان وهم يتواصلون عبر الرسائل القصيرة بدلًا من التواصل المباشر بينما يسيرون معًا في الشّارع.
عن كل هذا أطلب العفو. أجثو على ركبتي وأطلب منكم السّماح.
ثالثًا: أعتذر أنّي دمرت صحة أطفالكم وصحّتكم. منذ فترة قصيرة كان المرء يقصد المكتبة المجاورة سيرًا على الأقدام أو مستخدمًا الدراجة الهوائية بهدف البحث عن معلومة معيّنة. أمّا اليوم فيقوم غوغل بكل المهمات المطلوبة لذا فإن غوغل يتمتع بصحّة جيّدة فيما يتحوّل المرء إلى جماد يراوح مكانه.
آسف لعدم توجيه الأطفال أسئلة غريبة إلى أهلهم إذ إنهم باتوا يفضّلون غوغل. هذه خسارة ثمينة.
رابعًا: لا بد لي من الاعتذار على تصلّب إصبع السبابة لدى الملايين بسبب العمل على تحسين التلاعب بالشاشة التي تعمل باللمس.
خامسًا: أعتذر على الأذى الذي قد يسببه اتخاذ صور السّلفي على صحّة الذراعين.
وأيضا يجب أن أعتذر بسبب تلك الملامح الاصطناعية التي تظهر على وجوهكم في كل مرّة تريدون اتخاذ صورة سيلفي.
ستكون السنوات العشر المقبلة دراماتيكية كما ذكرت في كتابي القديم. سيحتوي كل منزل في الولايات المتحدة على روبوت. قد نشهد ترشح روبوت إلى الرئاسة أيضًا. فهناك جهد مستمر في نيوزيلندا لبناء روبوت يعتزم الترشح لمنصب سياسي.
خلال السنتين أو الثلاث سنوات المقبلة ستضاف سلسلة من الأقمار الصناعية إلى تلك الموجودة كي يصبح الجميع على اتصال
النهضة الثانية ستحدث قريبًا لذا أطلب منكم العفو إذ إنه لا يمكن توقيفها.
بالنسبة لأولئك الذين لن يغفروا لي من المقرر أن أبدء منظمة جديدة مكرسة للعودة إلى أيام الخوالي. سيكون الشرط الأوّل للانضمام إلى هذه المنظمة التخلي عن الهاتف المحمول! هل أنتم مستعدون للمشاركة؟