أدوات الحق

[Mary Naeem]

أدوات الحق

قال السيد المسيح : إِنَّكُمْ إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تَلاَمِيذِي، وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ».

يوحنا 8 : 31 - 32
عندما يريد الانسان ان يعرف طوله، يستخدم مقياس للطول بالسنتمترات. وعندما يريد أن يعرف وزنه، فانه يصعد على ميزان. وإذا اراد ان يرى اذا كانت ثيابه متناسقة فهو ينظر في مرآة. واذا مرض فلكل عارض هناك نوع من التحاليل، بل ان العارض نفسه كان الاداة التي دفعت الانسان الى زيارة الطبيب. المقصود هو أننا نحتاج الى ادوات تخبرنا بالحقيقة عن حالتنا فيما يخص جهة او أمر معيّن. وتُعتبر "أدوات الحقيقة" من اهم الاماكن في اي جهاز نستخدمه. فمثلًا ان مؤشر السرعة وخزان الوقود تعتبر من اوليات الأشياء التي يحتاجها سائق السيارة. كذلك تحتاج كل سيدة تستخدم الفرن، إلى معرفة حرارة الفرن وكم مضى من الوقت حين تم وضع العجين فيه...الخ إن كل انسان نجح في امر معين في حياته، سترى انه لم يكن فقط يملك الدافع للانجاز، وانما ايضًا احاط نفسه بمجموعة من "أدوات الحقيقة" التي كانت تخبره باستمرار بالاماكن التي يوجد فيها خلل، وما نوع الخلل الموجود ودرجته - بحيث يكون قادر على اصلاح الأمور باسرع وقت وافضل طريقة.
إن هذه مجرد امثلة صغيرة تقودنا إلى نتائج كبيرة قد لا نستطيع استنتاجها إن نظرنا لها على حدة. فما يحدث في حياتنا الروحية هو نفس الشيء. فهناك ثلاث جهات تخبرنا عن جودة حياتنا نحتاج ان ننتبه لها: أنفسنا، الآخرون، والله.
‫-‬ أنفسنا: إن كنت تعاني من غضب غير مسيطر عليه، مثلًا، او شهوة او قلق.. او غيرها فهذه كلها ادوات حقيقة تبثها نفسك إشارة الى أن هناك امر خطأ. لا يجب تجاهل هذه الامور باعتبارها طبيعية. نعم، من الطبيعي ان يغضب الانسان نتيجة امور معينة، لكن ليس من الطبيعي أن يخرج عن السيطرة على نفسه.
‫-‬ الآخرون: عندما يقول لك ثلاث اشخاص انك تقود السيارة بسرعة، فربما هذا يعني انك فعلًا تقودها بسرعة. لا تهمل ما يقوله الآخرون لك، هذا لا يعني ان تجعلهم يقودون حياتك، لكن لا تغض نظرك عن هذا المقياس المهم. فنحن لا نفهم كل شيء، ونحتاج لهذا المقياس المهم الذي هو الاشخاص الآخرين.
‫-‬ الله: يتكلم لنا الله مباشرة من خلال كلمته في الكتاب المُقدّس، حيث تحتوي كلمة الله على كل الاساليب التي عاشها ويمكن ان يعيشها الانسان، وما هي وجهة نظر الله عنه وماذا يوصيه. ان رأي الله عن الانسان المتجلي في كلمته ايضًا لا يجب ان يُهمَل، فهو اداة حق تخبر الانسان عن عيوبه الخفية التي لا يستطيع لا هو ولا الآخرين ان يشخصوها، لأنه في روحه وقلبه - لا فقط في مشاعره او مظهره.