أول انتخابات خاضها الوفد في تاريخه
مسيرة طويلة قضاها حزب الوفد مع السباقات الانتخابية، كونه أحد أعرق الأحزاب السياسية التي تأسست منذ مطلع القرن الماضي، حينما أسسه الزعيم الراحل سعد زغلول في عام 1918 بعد تأليف وفد مصري للدفاع عن قضية مصر في الخارج، ليكون "الوفد"، منذ وقتها، شريكا مهما في أهم المواقف من تاريخ مصر، وآخرها إعلانه الدفع برئيسه الحالي، الدكتور السيد البدوي، لخوض الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في مارس من العام الجاري.
أول معركة انتخابية خاضها حزب الوفد، في تاريخه، كانت بعد إلغاء الأحكام العرفية، وإقرار دستور 1923، الذي يعد الأول الذي يتم تفعيله في تاريخ مصر الحديث، بعام واحد، حيث خاض حزب الوفد أول انتخابات برلمانية والتي جرت في 12 يناير 1924، وتفوق فيها على كل الأحزاب الموجودة على الساحة السياسية وقتها، والتي تمثلت في الأحرار الدستوريين والحزب الوطني، وفاز "الوفد" بالأغلبية في تلك الانتخابات بعد حصوله على 90% من أصوات الناخبين.
264 عضوًا هو إجمالي أعضاء مجلس النواب، حصد "الوفد" على 195 مقعدًا منها، ليُسند له حق تشكيل الحكومة الذي ترأسها الزعيم سعد زغلول، ليصبح أول رئيس وزراء ريفي، وتكون حكومته قناة شرعية تعبر عن مطالب الشعب ومآربه.
وفي 15 مارس 1924، افتتح سعد زغلول، البرلمان وألقى خطاب العرش نيابة عن الملك فؤاد الأول، وعرض برنامج الوزارة المشكلة الذي كان يهدف إلى التخلص من التحفظات الأربعة في تصريح 28 فبراير التي كانت تعوق الاستقلال التام لمصر والتي تمثلت في جلاء القوات البريطانية عن البلاد، وتولي مصر بمسؤولياتها في حماية قناة السويس، وتتولى الحكومة شؤون الأقليات والأجانب.
بعد قيام القوات البريطانية بإجلاء وحدات الجيش المصري بالقوة من السودان، كان لا بد من ردة فعل قوية من زعيم الأمة، سعد زغلول، الذي أعلن استقالته احتجاجا على الأمر، ليسند الملك فؤاد تشكيل الحكومة إلى أحمد زيور باشا، ليأمر، بعدها، بحل البرلمان، لتدخل العلاقات بين الملك والوفد في حالة من التوتر، جعلت الملك يلجأ إلى تزوير الانتخابات لمنع أعضاء الوفد من الوصول إلى السلطة مرة أخرى.