مذكرات وليد يوم مولده

[walaa farouk]

تحتضننى فى رحم أمى ، يداك صنعتانى وجبلتانى ، تتلقفنى فى ميلادى وبكفة راحتك تسند ظهرى وتحفظ رأسى من السقوط ..

حنان راحة كفك يكفينى إذ كله يحتوينى كلى ، أصابع تحصى ضلوعى فترقص الضلوع تستنشق النفس الأول من هواء هذه الحياة .. وتعلمت ألا آخذ النفس إلا بكيل راحة يدك ، ( كل نفس أعطيه يبارك إسمك القدوس ) ..

لمسته ناعمة كريشة طائر خفيف غير مادى ، خفيف فى خفة ملاك إذ ألمسه منسوجًا بخيوط من ضوء ، من نور ، من شعاع شمس أبهى فى جمالها من أى شمس نعرفها .. شمس ( البر ) ، لها شفاء فى أجنحتها ..

كفة يدك بأصابعها تخترق جسدى بدفيء حانى ، أرتعش من برد لا خبرة لى به يوم مولدى ، وإذا بأشعة دفئك مغروسة فى لحمى ، فى ظهرى تسرى وتلفنى كلى بسعادة تنسينى كل البرودة ، حرارة تستمر معى كل عمرى ، هى راحتى وفرحى وشفائى من برودة روحية وفتور يضربنى به العدو ..

وبراحة يدك تغسلنى ، ماء من صخرة يروينى ، من نبع يغنينى ، والعالم يلهينى فأعود إلى بئرك وأنادى : ( تعال لتسقينى ) ، كم ملّت نفسى بئرك يا يعقوب وسأمت ..

وسامرية ألقت جرتها وأراها تجرى ، تجرى صارخة : ( هو يعرفنى ، عارية لا أخفى عنه من أمرى ، هو يعرفنى ووحده يسترنى ) .. الماء فى يده غطاء ، يمتزج بدماء من جرح يده ، غطانى وسترنى فى عبور ملاك لم يقتلنى ، هو نجانى ، هو خلصنى بل أحيانى ..

.. وسمعت صراخًا فى بيوت أخرى ، ضحكات الموت وصراخ الأبكار ..

ونظرت مليًا فى وجهه ، وهل لوليد مثلى أن يميز الوجوه .. ؟

هل هو أبى أم هى أمى ؟ .. لا ، هو طبيب إلتقى رأسى فى مسقطها .. لم أولد فى زمن الأطباء ، عله وجه قابلة أو جارة لوالدتى تساعدها وساعتها قد جاءت ..

أسمع ( زغاريد الفرح وهلاهيل وسط غناء ) .. دعوات وأمنيات وشخاليل نقود ( نقوط ) تسقط فى حجر أمى وكفه يد أبى ، زغاريد ونقوط ودقات ( الهون ) تغنى " برجالاتك " .. كل ُ مشغول ُ عنى - هذا شعورى - ويظنون أنهم فرحين بمولدى ، هم مشغولون بفرحهم وظهرى مسنود بحبال ( غربال ) ألقونى فيه .. ليس هذا كف أبى ولا يد أمى .. ليس هذا وجه طبيب وليست العيون عينى قابلة .. !!

ويده ترف على وجه المياه ، كانت الأرض خربة والروح يرف يعيد خلقتها ، من الماء ..

وشممت رائحة بخور ، وسمعت صوت موسيقى كنسية وألحان نشيد عبور سجله موسى والدف بين يدى مريم أخته تغنى .. ورأيت اليد تشق الماء بعصا خشبة صليب .. !!

.. إذن ، هو وجه كاهن واليد التى تحملنى هى له ..

ونظرت مليًا فى وجهه ، كنت أظن أن الوليد لا يميز الوجوه .. ولم لا ، كم أخطأت التقدير ، إننى أميزه جدًا ، ليس كاهن ُ من البشر أبدًا ، هو وجه رئيس الكهنة الأعظم وكفة يده تحملنى ، تخفى خلفها كل أيادى الكهنة جميعًا .. هو وجه أبرع جمالًا من كل بنى البشر .. الطفل وحده هو الذى يميز ..

كم أنا حزين اليوم وقد تركت طفولتى ودخلت إلى عالم الكبار والفهماء والحكماء ، لقد فقدت التمييز ولا أرى ألا وجوه البشر ..

يا لتعاستى .. !!

[Mary Naeem]

كم أنا حزين اليوم وقد تركت طفولتى ودخلت إلى عالم الكبار والفهماء والحكماء ، لقد فقدت التمييز ولا أرى ألا وجوه البشر ..

يا لتعاستى .. !!
رووووووووووعة حببتي
ربنا يفرح قلبك

[walaa farouk]

ميرسى على مرورك الغالى

[souad jaalouk]

كم أنا حزين اليوم وقد تركت طفولتى ودخلت إلى عالم الكبار والفهماء والحكماء ، لقد فقدت التمييز ولا أرى ألا وجوه البشر ..

يا لتعاستى .. !!

جميلة جداااا سلمت الأنامل أختي ولاء

[walaa farouk]

ميرسى كتير على مرورك الغالى وتشجيعك