الكنائس تحت حماية الأمن قبل ساعات من الاحتفال

[Mary Naeem]

«أشرف عجيب».. مهندس حل أزمات الكنيسة

هادئ الطباع، ودمث الخلق، ولا يتحدث كثيراً، منصبه ملىء بالصعوبات والمتاعب، ولكنه أثبت جدارة ليس فى مواجهة الأزمات، فقط، ولكن تولى إدارتها وحلها فى الكاتدرائية الأكبر فى الشرق الأوسط، وأول المتواجدين دائماً فى الأحداث والأوقات العصيبة، وليست فيما يخص المسيحيين فقط ولكن للمسلمين، أيضاً، وكان آخرها حادث تفجير مسجد الروضة للتأكيد على وحدة ونسيج الوطن الواحد، ولذلك استحق بجدارة أن يكون من أكثر الشخصيات تأثيراً فى عام 2017 على المستوى الدينى.

وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن بهذه الكلمات بدأ أشرف عجيب، رئيس إدارة الأزمات بالكاتدرائية حديثه، وهو يعبر بشدة عن صعوبة الأزمات والمواجهات التى حدثت فى عام 2017، ويسرد قائلاً هذا العام كان صعباً فى أزماته، وكانت متلاحقة سريعة، حتى أصبح كل ثلاثة أشهر نرى حادثاً إرهابياً يستهدف الكنائس والأقباط، ولكن ذلك لم ينل من عزيمتنا فى مواجهته بل يزيدنا صلابة وقوة.

وأكد أشرف عجيب لـالوفد، أن جميع الحوادث كان واقعها صعباً وأليماً على المستوى الشخصى، بداية من نهاية العام الماضى، وهو تفجير الكنيسة البطرسية، مروراً بحوادث التهجير من العريش للإسماعيلية، والحادث الإرهابى فى مغاغة، ولكن أكثرها صعوبة كان تفجير الكاتدرائية، فهو يعتبر أول حادث إرهابى بشع يتسبب فى وفاة عدد كبير ووصل إلى 30 شهيداً، بعد تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية أواخر عام 2010، وتأثرت شخصياً ونفسياً بالحادث لأكثر من شهرين، وما زلت أتذكر ملابساته حتى الآن.

عن دوره فى إدارة وحل الأزمات فى الكنيسة، قال عجيب: هذا هو دورى المكلف به من قبل الكنيسة، ويجب أن أؤديه على أكمل وجه، فهؤلاء إخوتى وهذا واجبى، ومن أهم الملفات التى نجحنا فى حلها عام 2017

توفير شقق سكنية للأقباط المهجرين من العريش إلى الإسماعيلية بالتعاون مع وزيرة التضامن الاجتماعى، ومحافظ الإسماعيلية، والأنبا صيرافيم، أسقف الإسماعيلية، ووافق محافظ بورسعيد على صرف مبلغ شهرى قدره 1500 جنيه شهرياً قيمة إيجار شقق سكنية للأسر النازحة من العريش لبورسعيد وعددها 28 أسرة.

والأزمة الثانية، كانت فى توقيع أقصى عقوبة للمتهم بقتل القس سمعان شحاتة، كاهن مدينة المرج الذى قُتل عمداً، ففى الجلسة الثانية حكمت المحكمة بإحالة أوراق الجانى للمفتى، وهو ما أطفأ نار أهل المجنى عليه ومحبيه، فتحيةً لرجال القضاء العادل.

وأضاف: تعتبر زيارة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان لمصر من أهم الأحداث، فتحية لهذا الرجل الشجاع الذى أصر على المجىء إلى مصر فى الموعد المحدد مسبقاً، برغم تفجيرى طنطا والإسكندرية، فأفسد الخطة التى دُبِرت لإلغاء زيارته لمصر بدعوى أنها غير آمنة، وبعث البابا برسالة حب للجميع.

وعن سر ارتباطه بأهالى منطقة إمبابة، قال عجيب، إنه كان مرشحاً للانتخابات عام 2015 بعد موافقة الكنيسة، ولكن لم يحالفه التوفيق، وقال: أنا من أبناء منطقة إمبابة، ومستمر فى خدمة الأهالى؛ لعلاقتى الجيدة بالمسئولين، وأيضاً ارتباطى بالنشاط الخدمى للمواطنين، فالبرغم من عدم حصولى على مقعد البرلمان، ولكن خدمة الأهالى والناس ليست مرتبطة بالمنصب، والمقصود هنا جميع الأهالى بما فى ذلك إخوتى المسلمون وليس المسيحيون منهم فقط.

وقال عجيب، إن أبرز الأمنيات لعام 2018 هو زيادة وحدة وترابط قوى النسيج الوطنى بين المسلمين والأقباط، وسنعمل فى الفترة المقبلة عن طريق الحوارات والعمل المشترك على تنمية وزيادة تلك الوحدة التى هى جزء من ثقافة وتكوين الشعب المصرى، فنحن نبغض الطائفية ونكرهها وسنقف جانباً ضد الإرهاب، وليس كما كان فى السابق تقتصر الوحدة على صورة تجمع شيخاً وقسيساً.
هذا الخبر منقول من : الوفد