فــــات الميـــــعاد
شَكَت مريضة من بعض الآلام، ورغم عرضها على أطباء كثيرين إلا أن صحتها لم تتحسن. فسافرنا إلى طبيب كبير، وعندنا النية على أن لا نبخل بكل ما نملك فى سبيل شفاء المريضة وبعد أن فحصها الطبيب جيداً أخبرنا بأنها تحتاج إلى جراحة عاجلة، وكغريق أمسك بقشة، بادرته قائلاً:
ونحن مستعدون بكل التكاليف.
استدار الطبيب وجلس على مقعده وكأنه يريد أن يرتب أفكاره فى عبارة موجزة، وأنا أنظر إلى شفتيه متلهفاً، ثم قام وأخذنى خارج غرفة الكشف وقال لى:
ولكنك تأخرت جداً. لقد فات الميعاد؛ فالمرض تمكن منها وها هى قد تقدمت فى الأيام، ولا تتحمل أية جراحة!
عندئذ أطبقت الدنيا علىَّ شاعراً بندم شديد، وأنا ألوم نفسى، لماذا تأخرنا فى علاجها العلاج الصحيح .
أصدقائى:
كم من الخسائر نتكبدها بسبب تأخرنا، ونكتوى بين نارين؛ نار العذاب ونار الندم ... ولأسباب واهية وأعذار قبيحة فات هؤلاء الميعاد :
لأَنَّ أُمُورَهُ غَيْرَ الْمَنْظُورَةِ تُرىَ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ، قُدْرَتَهُ السَّرْمَدِيَّةَ وَلاَهُوتَهُ، حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ.
(رومية 1: 20)
* * *