لا إلى المكان التاريخي، بل إلى المكان الروحي حيث المسيح الرب قائم، فهو في وسطنا قائم ولكن لا يعرفه أغلبنا، فهو حاضر بملء قوته مستعد أن يُعطي راحة للمتعبين وفرح للمتضايقين، لكن أحياناً كثيرة صلواتنا وطلباتنا أدنى من مستوى العطية التي يُقدمها لنا، لذلك لا تُستجاب لنا، لأننا نحن من نجعله يتخلى عنا ويتركنا ويمضي، لأن كثيرين يأتون إليه طالبين منه آية، والآخرين يسعون أن يجلسوا مع الشرفاء أو يكون لهم مكانة عظيمة، واحد عن اليمين والآخر عن اليسار، والبعض يتصارع على من هو الأفضل ومن هو الأعظم، وهناك من يفتخر بطائفته أو بعظمة أعماله.
ولكن المسيح الرب، هو مسيح بيت لحم،
بسيط ومتواضع القلب، محباً للعشارين والخطاة ومساكين الأرض الذي ليس لهم أحد يطلبهم، مسيح رجل بيت حسدا الذي لم يجد أحد يمد له العون من أجل الشفاء، مسيح التي أُمسكت في ذات الفعل المحكوم عليها بالموت فبررها، مسيح الفقراء الذي يُريد ان يغنيهم بشخصه.
فعيد الميلاد هو عيد المساكين بالروح،
عيد الودعاء والمتضعين، عيد الجياع والعطاش إلى برّ الله، أنه يوم استجابة لكل من يعي العطية السماوية الفائقة لينالها عن جدارة لأنه مكتوب: [أطلبوا الرب ما دام يوجد ادعوه فهو قريب]، فهذه هي الطلبة التي يستجيب لها مسيح بيت لحم: [أطلبوني فتجدوني إذ تطلبوني بكل قلوبكم]