ذات مرة، في عام 2009م، حكى الأب عزارياس لأحد الرهبان قصته العجيبة مع القديسة مريم المجدلية، فقال:
"أنا بصراحة احترت مع مريم المجدلية؛ لأنني قرأت لآباء وكُتَّاب يقولون عنها إنها هي مريم أخت لعازر. وآباء آخرون يقولون إنها ليست أخت لعازر. فأخذتُ أصلي إلى الله ليظهر لي حقيقة هذا الأمر. وإذا بمريم المجدلية تأتي إليَّ في المغارة وكنت صاحيًا ولم أكن نائمًا. فقالت لي بالحرف الواحد: أنا مريم المجدلية أخت لعازر. فسألتها: كيف يكون ذلك وأنتِ من مجدل، بينما أخت لعازر من بيت عنيا؟ فأجابت قائلاً: أنا أخت لعازر وأصلاً من بيت عنيا. ولكن في فترة ما من حياتي انحرفت عن طريق العفة، وساءت سمعتي في بيت عنيا. وكنا أسرة غنية نملك أراضٍ وبيوتًا، وكنا نملك بيتًا في مجدل على بحيرة طبرية بجوار كفر ناحوم، وكان هذا البيت بمثابة مصيف لنا. فذهبتُ إلى هناك وأقمت فيه بصفة دائمة هربًا من نظرات الناس وكلامهم عليَّ واحتقارهم لي في بيت عنيا. وهناك في مجدل كنت أمارس انحرافي كامرأة خاطئة، وخرجت عليَّ السمعة من الغرباء العائشين هناك والرجال الذين كانوا يأتون إليَّ بأنني مريم المجدلية، وهكذا انتشر هذا الاسم واللقب بين الناس.
ولما سمعتُ كثيرًا عن الرب يسوع ومحبته للخطاة وعطفه عليهم وشفقته وقبوله إياهم ذهبتُ إليه في كفرناحوم عندما كان يستضيفه سمعان الفريسي في بيته، وأخذتُ أسكب الطيب على قدميه وأمسحهما بشعر رأسي. فقبل الرب توبتي وأخرج مني شياطين الشهوة ودافع عني أمام سمعان الفريسي الذي كان يدينني في سره. فأنا هي المرأة الخاطئة التي ذكرها إنجيل لوقا في الأصحاح السابع.
وبعد توبتي وشفائي وتجديدي، رجعتُ إلى بيت عنيا، وعشتُ بقية حياتي في عفة واستقامة مع لعازر ومريم. وقد سكبتُ الطيب مرة ثانية على رأس الرب وقدميه عرفانًا بالجميل عندما أقام أخي لعازر من الموت.
كانت هذه هي قصة مريم المجدلية التي قصتها بنفسها على الأب عزارياس مما جعله مبتهجًا جدًا لهذا الإعلان السماوي على فم المجدلية نفسه. ومن ذلك الوقت توثقت علاقته الروحية بها جدًا وكان يتشفع بها في صلواته، ومن محبته لها عمل بحثًا كبيرًا عنها، ودوَّن فيه كل ما كُتِب سابقًا عن المجدلية، وكانت هي بدورها تزوره من حين إلى آخر، وكانت تقول له: "أنتم تصلون دائمًا في صلاة نصف الليل الإنجيل الخاص بي الذي يحكي قصة توبتي في بيت الفريسي (أي إنجيل الخدمة الثانية)، وأنا أحب الكنيسة القبطية، ونفسي أكون معروفة وصديقة لكم، ولكنني شبه مجهولة عند الكثيرين".
16 - 12 - 2017, 05:42 AM
رد: الأب عزارياس المقاري ومريم المجدلية
العرض العادي
