متى ولد يسوع فعلاً و متى احتفل العالم بالميلاد الأوّل؟
لا يحدد الإنجيل تاريخ ميلاد يسوع لكنه يعطينا بعض التلميحات.
يحتفل المسيحيون، منذ القرنَين الرابع والخامس، بميلاد يسوع المسيح يوم ٢٥ ديسمبر إلا أن العلماء يشككون في ما إذا كان التاريخ دقيقا. لا تُشير الأناجيل الى تاريخ محدد لكن تعطي بعض العناصر للإجابة.
يُعطينا القديس لوقا أكبر قدر من المعلومات بشأن ميلاد يسوع.
“وفي تلك الأيام، صدر أمر عن القيصر أوغسطس بإحصاء جميع أهل الـمعمورة.وجرى هذا الإحصاء الأول إذ كان قيرينيوس حاكم سورية. فذهب جميع الناس ليكتتب كل واحد في مدينته.وصعد يوسف أيضا من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية إلى مدينة داوود التي يقال لها بيت لحم، فقد كان من بيت داوود وعشيرته،….فولدت ابنها البكر، فقمطته وأضجعته في مذود لأنه لم يكن لهما موضع في الـمضافة.” (لوقا ٢: ١ – ٤، ٧).
ويُشير بعض العلماء الى أن تواجد الرعيان مع قطعانهم خلال الليل يشير الى ان تلك الفترة كانت فترة موسم ولادة النعاج في الربيع. إلا ان الرعيان غالباً ما يتواجدون مع قطعانهم في العراء ليلاً في كلّ فترات السنة وبالتالي فإن هذا الدليل لا يشير حكماً الى موسم معين من مواسم السنة.
أما الدليل الأهم فهو مرتبط بالنجمة فوق بيت لحم. نقرأ في انجيل متى ما يلي: “ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية، في أيام الملك هيرودس، إذا مجوس قدموا أورشليم من المشرق وقالوا: ((أين ملك اليهود الذي ولد؟ فقد رأينا نجمه في المشرق، فجئنا لنسجد له )).” (متى ٢: ١ – ٢).
ويُقدر علماء الفلك عند مقارنة الأحداث التاريخيّة والبيانات الفلكيّة المرتبطة بنجمة بيت لحم بأن يسوع ولد بين ٩ مارس و٤ مايو من العام ٥ قبل المسيح.
ويشير آخرون الى انه وفي ١٧ يونيو من العام ٢ قبل المسيح، كان كوكبي الزهرة وزحل قريبيَن من بعضهما البعض وكأنهما “شعاع نور واحد”.
وبغض النظر عن ما قد يشير اليه علم الفلك، فإن النجمة فوق بيت لحم كانت عجائبيّة وظاهرة فائقة للطبيعة. ينفي ذلك كلّ ما تقدم ما يعني بالتالي ان تاريخ ولادة المسيح قد يكون أي يوم من أيام السنة.
في النهاية، قد لا نعرف أبداً تاريخ ميلاد المسيح الدقيق لكن الأهم هو حقيقة التجسد ومجيء يسوع على الأرض ليعطينا السلام. غيّر ميلاد المسيح العالم وعساه يغيّر قلوبنا في كلّ مرّة نحتفل به.