رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يعقوب البار _ يوسابيوس القيصري
يعقوب البار أخو الرب بقلم يوسابيوس القيصري (قرن 4) بعد أن رفع بولس دعواه إلى قيصر، أرسله فستوس إلى روما. فانزعج اليهود الذين فشلوا في أن يوقعوا بولس في مكيدة نصبوها له، فتحولوا إلى يعقوب أخي الرب الذي أقامه الرسل على كرسي الأسقفية في أورشليم. واتخذوا هذه الإجراءات الشنيعة ضده: لقد اقتادوه في وسطهم وطلبوا منه أن ينكر الإيمان بالمسيح أمام كل الشعب. ولكنه، بعكس ما توقعوه، رفع صوته وبجرأة أشد مما انتظروا، وتكلم أمام كل الجمهور معترفاً بأن مخلصنا وربنا يسوع هو ابن الله. ولكنهم لم يطيقوا شهادة ذلك الرجل، الذي بسبب سموه في الحياة التقشفية والتقوى التي أظهرها في حياته، كان معتبراً من الجميع بأنه أعظم بار بين البشر، ولذا قتلوه. ولقد تهيأت الفرصة لهذا التعسف بسبب الفوضى التي سادت بوفاة فستوس وقتئذ في اليهودية، وبخلو الولاية من حاكم. أما طريقة موت يعقوب فهي - كما ذكر اكلمينضس - أنه قد طرح من فوق جناج الهيكل، وضرب بعصا حتى مات. أما هيجسبوس الذي عاش بعد الرسل مباشرة، فأنه أعطى وصفاً أدَّق في الكتاب الخامس من مؤلفة عن "سير الأبطال"، فقد دون ما يلي: "لقد تسلم يعقوب أخو الرب من الرسل إدارة الكنيسة. ولقد لقبه الجميع بالبار من وقت مخلصنا إلى اليوم الحالي. لأنه كان يوجد كثيرون يحملون اسم يعقوب. وقد كان مقدساً من بطن أمه. ولم يشرب خمراً ولا مسكراً، ولا أكل لحماً، ولم يعل رأسه موسى، ولم يدهن نفسه بالزيت، ولم يستعمل الحمامات العامة. وكان مسموحاً له وحده بدخول القدس، لأنه لم يلبس ملابس صوفية بل كتانية. وكان من عادته دخول الهيكل وحده، وكثيراً ما كان يوجد جاثياً على ركبتيه طالباً الصفح عن الشعب، حتى صارت ركبتاه خشنتين كركب الجمل نتيجة انحنائهما المستمر في عبادة الله لطلب الصفح عن الشعب. وبسبب بره الزائد دعي البار و "أوبلياس" ومعناها في اليونانية "حصن الشعب" و "الصلاح" وفق ما صرح به الأنبياء عنه (إش 10:3). وقد سأله بعض الشيع السبع، التي كانت موجودة بين الشعب، والتي ذكرتها في كتاب "سير الأبطال" قائلين: ما هو باب يسوع (يو 10: 9)؟ فأجاب بأنه هو المخلص ذاته. وبسبب هذه الكلمات آمن البعض أن يسوع هو المسيح. على أن الشيع السباق ذكرها لم تؤمن لا بالقيامة ولا بمجيء واحد يعطي كل إنسان حسب أعماله. ولكن الكثيرين الذين آمنوا كان يعزى إيمانهم إلى يعقوب. ولذلك فعندما آمن الكثيرون، حتى من الحكام، صار اضطراب بين اليهود والكتبة والفريسيين، الذين قالوا أن هنالك خطراً أن يلتف جميع الشعب حول يسوع على أساس أنه المسيح. ولذلك أتوا إلى يعقوب كتلة واحدة، وقالوا: نتوسل إليك أن تصد الشعب لأنهم ضلوا بصدد يسوع كأنه هو المسيح. نتوسل إليك أن تقنع كل الذين أتوا إلى عيد الفصح من جهة يسوع، لأننا جميعاً نثق فيك. فنحن نشهد لك، كما يشهد كل الشعب، أنك بار ولا تحابي بالوجوه. فأقنع إذن الجماهير بأن لا يضلوا من جهة يسوع. لأن كل الشعب، وجميعنا أيضاً، يثقون فيك. قف أذن فوق جناح الهيكل لكي يراك جميع الشعب من ذلك المكان المرتفع ويسمعوا كلماتك. لأن كل الأسباط مع الأمم أيضاً أتت بسبب عيد الفصح. لهذا وضع الكتبة والفريسيون السابق ذكرهم يعقوب فوق جناح الهيكل وخرجوا إليه قائلين: أيها البار الذي يجب أن نثق فيك أجمعين، من حيث أن الشعب ضل وراء يسوع المصلوب بيِّن لنا ما هو باب يسوع. فأجاب بصوت مرتفع: لماذا تسألونني عن يسوع ابن الإنسان؟ أنه هو نفسه يجلس في السماء عن يمين القوة وسوف يأتي على سحاب السماء. ولما أقتنع الكثيرون اقتناعاً كلياً وافتخروا بشهادة يعقوب وقالوا: أوصنا لابن داود، قال أولئك الكتبة والفريسيون ثانية بعضهم لبعض: لقد أسأنا التصرف إذ مهدنا لشهادة كهذه ليسوع. ولكن لنصعد ونطرحه إلى أسفل لكي يخافوا أن يصدقوه. فصرخوا قائلين: آه آه لقد انحرف البار أيضاً. وهكذا تمموا الكتاب القائل في إشعيا: لنقطع البار لأنه مزعج لنا. لذلك يأكلون ثمر أعمالهم (إش 3: 10) فصعدوا وطرحوا البار إلى أسفل وقالوا كل واحد للآخر: لنرجم يعقوب البار فبدأوا يرجموه لأنه لم يمت بسبب سقوطه. أما هو فالتفت وجثا على ركبتيه وقال: أتوسل إليك أيها الرب الإله أبونا أن تغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون. وفيما هم يرجمونه صاح واحد من الكهنة، من أبناء ركاب ابن الركابيين الذين ذكرهم إرميا النبي (إر 35)، وقال: كفوا، ماذا تعملون، أن البار يصلي من أجلكم. وللحال تقدم أحدهم، وكان قصاراً، وضرب البار على رأسه بالعصا التي كان يضرب بها الملابس. وهكذا استشهد. فدفنوه في الحال بجانب الهيكل، ولا يزال قبره بجوار الهيكل. فصار شهادة صادقة لكل من اليهود واليونانيين بأن يسوع هو المسيح، وللحال حاصرهم فاسبسيان" ولقد روى هذه الأمور بالتفصيل هيجيسبوس الذي اتفقت روايته مع رواية إكليمنضس. لقد كان يعقوب شخصاً عجيباً جداً، اشتهر بين الجميع ببره، حتى اعتقد الكثيرون من العقلاء، حتى من بين اليهود، أن هذه كانت علة حصار أورشليم الذي حلَّ بهم بعد استشهاده مباشرة لا لسبب آخر سوى عملهم الشنيع الذي ارتكبوه ضده. ولم يتردد يوسيفوس (المؤرخ) عن الشهادة لهذا في كتاباته حيث يقول: "لقد حلّت هذه الأمور باليهود انتقاماً لدماء يعقوب البار الذي كان أخاً ليسوع الذي يدعى المسيح لأن اليهود قتلوه رغم أنه كان شخصاً باراً جداً" |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يعقوب البار _ يوسابيوس القيصري |
يعقوب البار _ يوسابيوس القيصري |
العلامة يوسابيوس القيصري |
يعقوب البار _ يوسابيوس القيصري |
يعقوب البار _ يوسابيوس القيصري |