كان هناك امرأة ارملة تسكن علي شاطئ البحر وكانت تصنع كل يوم عجينة حمراء تستخدم في سد التصدعات والشقوق في مراكب الصيادين والتجار مقابل دينار تبتاع به طعاما لصغارها وتحمد الله
وذات يوم صنعت العجينة وذهبت بها الي الشاطئ كالمعتاد واذ بطائر يخطف العجينة ويطير بعيدا وظلت المرأة تبكي وتنوح وتتذمر علي الله وتندب حظها وحظ صغارها وتقول لماذا يارب صغاري سيموتون لا املك الا هذه العجينه لماذا يارب لماذا؟؟
واسرعت الي حكيم القرية وقالت له اريد ان اسألك سؤال فقال لها: اسألي فقالت : لماذا الله ظالم هكذا ؟
نظر اليها الحكيم بابتسامة عذبة وقال: انتي لا تعرفين حكمة الله ولا تدبيره وترتيبه للامور كل ما اود قوله لكي الله ليس بظالم الله يحبك اكثر مما تتخيلين وحنون اكثر مما تتخيلين .
واذ بطرق شديد علي الباب ودخل عشرة اشخاص يهللون ويصيحون ويحمدون الله يا حكيم يا الله ..... لقد نجانا الله من موت محقق
فقال قصوا عليّ ما حدث فتكلم احدهم نحن عشر تجار وكنا اليوم نستقل مركبنا التجارية وفي عرض البحر تصدعت المركبة وبدأ الماء يتسرب الي داخلها فكدنا نغرق وصرخنا الي الله انقذنا يارب وسنعطي كل واحد منا مئة دينار للفقراء والمساكين
ونفاجأ بطائر يحمل بيده عجينة حمراء التي تعالج تصدعات المراكب والقاها علينا في هدوء ونجونا وها هي الالف دينار من كل واحد منا مئة دينار اعطها للفقراء
ومضوا فنظر الحكيم للمرأة مبتسما وقال: تفضلي الله الظالم اشتري منكي العجينة بالف دينار بدلا من دينار خذي الالف دينار واذهبي اطعمي صغارك