رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عندما يتكلم الناس وهنا نرى الإنسان يتكلم. ولماذا يتكلم الإنسان؟ يقول العدد: "لأَنَّهُ كَانَ قَدِ اتَّخَذَ امْرَأَةً كُوشِيَّةً." (عدد 1:12) والمرأة الكوشية كانت حبشية الجنس من بلاد الحبشة، من سكان أفريقيا. كان السبب الظاهري للكلام التعصب الجنسي والتفرقة العنصرية. أما السبب الحقيقي الخفي هو الكبرياء والغيرة والحسد. بدأت مريم تتكلم مع هارون على موسى سرًّا ثم تطوّر الأمر قليلاً وأصبح جهرًا. وبدأ الكلام ينتقل من خيمة إلى أخرى حتى عرف بالأمر الشعب كله. وعندما يتكلم الناس يبدأ الكلام من: الأخت والأخ: تتكلم الأخت، ويتكلم الأخ، وهما جميعًا من أب واحد. وُلدا من بطن واحدة ورضعا جميعًا من ثديٍ واحد، وأكلا من طعام واحد، وربما من طبق واحد. شربا من كأس واحدة، وناما جميعًا على فراش واحد. مريم تتكلم! هل تذكرون مريم هذه وهي تقف من بعيد لتلاحظ أخاها موسى وهو طفل صغير بعد وضعه في سفط البردي في مياه النيل؟ هارون يتكلم! هو الأخ الأكبر. الأخ الذي كانت له مكانة الأب. الأخ الذي يُنتظر منه العطف. ولكن الغيرة لا تعرف الأُخوّة. وما لي أسترسل في الحديث عن مريم وهارون كما لو كان ما فعلا هو الأول والأخير من نوعه، وعندنا يسوع، الذي عندما بدأ خدمته غار منه إخوته فقالوا : "..إِنَّهُ مُخْتَلٌّ!." وفي مثل الابن الضال نجد الأخ الأكبر يتكلم على أخيه الأصغر ويقول: "وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ ابْنُكَ هذَا الَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ! " (لوقا 15: 30) وجاء آخر يشكو للمسيح مما فعله به أخوه فقال: "..قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي الْمِيرَاثَ" (لوقا 12: 13) هل تتكلم على أخيك؟ هل تتكلمين على أختك؟ إن مريم وهارون يعيشان في الكنيسة حتى اليوم. وعندما يتكلم الناس يأتي الكلام أيضًا من: الأخ المؤمن: هارون الكاهن، لا بل هارون رئيس الكهنة، الذي كان الكهنة على رتبته. هارون الذي ساعد في خلاص الشعب. هارون الذي رفع يد موسى في طلب المعونة مع حور في حرب عماليق. هارون الذي كان يحمل دم الذبيحة إلى قدس الأقداس. ومن أيضًا؟ مريم الأخت المؤمنة التي هي أول نبية في تاريخ الكتاب المقدس. اسمعوا ما قالت: "هَلْ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَحْدَهُ؟ أَلَمْ يُكَلِّمْنَا نَحْنُ أَيْضًا؟" (العدد 12: 2) هل تسقط النبية في هذه الخطية؟ مريم صاحبة الصوت الجميل، مرنمة إسرائيل الحلوة... مريم قائدة فرقة المرتلين عند الخروج من مصر. لو عمل موسى شرًا، أو لو وقع في خطية ما، لكان هذا يستحق الانتقاد. لكنهم ينتقدون تقوى الأتقياء! ولقد أحسّ المسيح بهذه الحقيقة فقال لنا: "وَيْلٌ لَكُمْ إِذَا قَالَ فِيكُمْ جَمِيعُ النَّاسِ حَسَنًا..." (لوقا 6: 26) واليوم يتكلمون على بعضهم البعض في الكنيسة. يتكلمون على العامل، والمتقدم، ويتكلمون على الخادم. ألا يكفي موسى كلام الأشرار؟! لقد نجح الشيطان في التغرير بمريم وهارون للوقوع في هذه التجربة. تكلم التلاميذ على يعقوب ويوحنا عندما طلبا من يسوع أن يجلس واحد عن يمينه والآخر عن يساره. آه من كلام الناس! آه من كلام الأخ المؤمن في الكنيسة أو في الاجتماع! وعندما يتكلم الناس يأتي الكلام أيضًا من: الأخ المحسَن إليه هل تتكلم يا هارون على موسى؟ ألا تذكر؟ صنع هارون العجل وغضب الرب، ولكن موسى لم يترك الشعب وحده، وبالحري لم يترك هارون يتحمّل قصاص ما فعل، بل تشفع لهم وتضرع أمام الرب من أجلهم. ولا بد أن موسى أحسن إلى مريم أخته حتى وإن كانت تستحق البرص واللعنة، لكنه كان يتضرع من أجلها للرب. وغالبًا لاحظ موسى مريم وهارون وهما يتكلمان عليه، ولم يعتب ولم يلعن، ولم يصلِّ ضدهم للرب. وهذه طبيعة الإنسان يتم فيها القول: ".. اَلَّذِي يَأْكُلُ مَعِي الْخُبْزَ رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ." (يوحنا 13: 18) كم أحسن المسيح إلى يهوذا، وكم أحبه؟ وكم أظهر له إحسانه في صور مختلفة، ولكنه يبيعه نظير ثلاثين من الفضة؟ وكم أحسن المسيح للآخرين أثناء خدمته، وأخيرًا نعتوه ببعلزبول رئيس الشياطين؟ وكم أحسن إبراهيم إلى لوط، ولكن المخاصمة تحدث بين رعاة مواشيهما؟ |
27 - 11 - 2017, 05:52 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: عندما يتكلم الناس
ميرسي على الموضوع
ربنا يفرح قلبك مرمر |
||||
27 - 11 - 2017, 05:52 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: عندما يتكلم الناس
ميرسي على الموضوع
ربنا يفرح قلبك مرمر |
||||
28 - 11 - 2017, 12:01 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عندما يتكلم الناس
شكرا على المرور |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لا يتكلم فمي بأعمال الناس |
عندما يتكلم يَهْوَهْ |
يتكلم الناس عنك |
عندما يتكلم المال |
عندما يتكلم الحب |