رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يشكل انتصار محمد مرسى، القيادى فى جماعة الإخوان المسلمين، فى الانتخابات الرئاسية المصرية، انتصارا للإسلام السياسى الذى لا يفصل بين
الدين والدولة، والذى يسعى لفرض الشريعة الإسلامية فى نواحى الحياة كافة. فقد فشلت الثورة المصرية فى إظهار زعيم جديد كاريزمى، وفى المحصلة اقتصر الصراع فى الانتخابات الرئاسية بين الحرس القديم وجماعة الإخوان المسلمين التى تمثل القوة السياسية الرئيسية فى مصر منذ ثورة الضباط الأحرار فى سنة 1952 فى العقود الستة الأخيرة، لم يكن هناك فى مصر فسحة لنشاط الأحزاب الليبرالية أو الوسطية. وطوال تلك الفترة، منذ أيام جمال عبدالناصر مرورا بأنور السادات وصولا إلى عهد حسنى مبارك، كانت أرض النيل خاضعة لحكم دكتاتورى عسكرى يتستّر خلف الحزب الوطنى الحاكم الوحيد والخاضع لسيطرته. وكانت حركة الإخوان المسلمين، التى بدأ نشاطها السياسى فى عهد الملك فاروق (الذى قتلت أجهزته السرية حسن البنا، مؤسس الحركة، بعد اتهامه بمحاولة قلب النظام)، هى الحركة الوحيدة التى تجرأت على تحدى حكم هؤلاء الرؤساء الثلاثة، لكن جميع محاولاتها للاستيلاء على السلطة باءت بالفشل. إلا أن هذا لم يمنع جماعة الإخوان من التغلغل فى عمق الشعب المصرى، ومن إقامة بنية تحتية خدماتية واجتماعية واقتصادية وسياسية. وفى مواجهة الدكتاتورية العسكرية والفساد وقمع الشرطة المصرية، وقد تأثر العديد من المصريين بدعوة نشطاء الجماعة الذين جلبوا معهم بشارة الإسلام، والذين وعدوهم بأن الإسلام يشكل الحل لجميع مشكلاتهم، فلم يكن للإخوان المسلمين منافس، من الناحيتين الدينية والسياسية، فى الساحة المصرية الداخلية. منذ تأسيس هذه الجماعة فى سنة 1928، كان هدفها الوحيد هو السيطرة على مصر وتحويلها إلى دولة إسلامية تحكمها الشريعة، أما الديمقراطية وقيم حرية التعبير وإعطاء الحقوق المتساوية للأقليات وللنساء، فكانت العدو الذى يجب محاربته. وكانت عقيدة هذه الجماعة دينية متشددة ومعادية للسامية حتى قبل نشوء دولة إسرائيل، وما لبثت أن تحولت إلى نضال لا هوادة فيه ضد هذه الأخيرة. وقد تأسست جميع الحركات الإسلامية المتطرفة، كالجهاد، والجماعة الإسلامية، والقاعدة، وغيرها، بناء على عقيدة الإخوان المسلمين المتشددة. ولهذه الجماعة اليد الطولى فى التشدد الدينى وسط الشارع المصرى، وفى العدائية تجاه إسرائيل. أمّا الآن، وذلك على الرغم من أن محمد مرسى نفسه لم يتردد خلال الحملة الانتخابية فى تطمين مؤيديه بأنه سوف يطبق الشريعة الإسلامية ويحرر القدس، كما حرص على أن يخبر الصحفيين الأجانب بأنه سوف يحترم المعاهدات الدولية لمصر ويقيم دولة مدنية ــ وهو مصطلح غامض غير محدد. هل تبخر إيمان مرسى بالإسلام فجأة لدى انتخابه رئيسا لمصر؟ وهل إن محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، ورفاق دربه فى مكتب الإرشاد، تحولوا إلى ديمقراطيين بعد فوزهم فى الانتخابات؟ وهل إن أعضاء الجماعة البالغ عددهم نصف مليون بدأوا يحترمون نساءهم؟.. يبدو أنهم فى العواصم الغربية لا يطرحون هذه الأسئلة، كما أنهم، فى البيت الأبيض، مستعدون للسير قدما إلى جانب الإخوان المسلمين. أدى (الرئيس المصرى المنتخب) محمد مرسى اليمين الدستورية أمام هيئة المحكمة الدستورية. ونقل المجلس العسكرى الأعلى فورا كامل صلاحياته إلى الرئيس الجديد، بما فيها السلطتان التنفيذية والتشريعية بسبب حل البرلمان. وبهذه الطريقة أصبح مرسى منذ الآن حاكم مصر الأعلى المنتخب ديمقراطيا من الشعب المصرى. صحيح أن المجلس العسكرى الأعلى أصدر قبل بضعة أيام إعلانا دستوريا مكملا يحد من صلاحيات الرئيس فى كل ما يتعلق بشئون الدفاع والجيش، مثل حق إعلان الحرب، وتحديد ميزانية الجيش، وتعيين قائد القوات المسلحة، إلا أن هذا الإعلان ظهر كمحاولة مثيرة للشفقة للجنرالات من أجل الاحتفاظ ببعض الصلاحيات قبل عودتهم إلى ثكناتهم. ما الذى يمنع الرئيس الجديد من تغيير مسار الأمور؟ إذ تسمح له صلاحياته، بما فيها التنفيذية والتشريعية، بإبطال حلّ البرلمان، وبالإشراف على صياغة الدستور والحرص على أن يضمّنه بنودا تلائم تطبيق الشريعة. ويبدو أنه خلال بضعة أسابيع، سوف يسيطر الإخوان المسلمون على جميع مراكز القوة فى مصر: الرئاسة، والبرلمان، والدستور. فما الذى يمنعهم والحال هذه من دفع جنرالات المجلس الأعلى إلى التقاعد؟ هل سيعترض الجيش ويحاول قلب النظام؟ هذا أمر مستبعد. وما الذى يمنع الإخوان من البدء بتطبيق برامجهم لإقامة دولة إسلامية فى مصر، والسعى لإقامة دول إسلامية مماثلة فى منطقة الشرق الأوسط؟ يزعم المحللون الغربيون الذين أصبحوا داعمين للإخوان أن المانع هو البراغماتية والحاجة إلى معالجة الأزمة الاقتصادية الخطرة التى تعانى منها مصر. ربما من الدلائل الأولى على هذه البراغماتية تعهد مرسى بإعادة محاكمة مبارك تحقيقا للعدالة، والمطالبة بالإفراج عن الشيخ الضرير عمر عبدالرحمن المتهم بالتحريض على تفجير مبنى التجارة العالمى (فى نيويورك) فى شباط/فبراير 1993، والذى يقضى عقوبته فى سجن فى الولايات المتحدة الأمريكية. |
10 - 07 - 2012, 09:37 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هــل يبدل مرســى جلــده؟
شكرا على المتابعة
|
||||
|