قصّة محزنة وإن مات يعقوب فإنه بالطبع سيحتفل بعيد ميلاد يسوع في السماء
أثّرت قصّة يعقوب تومسون المصاب بسرطان غير قابل للشفاء في نفوس مستخدمي الانترنت في العالم أجمع. فقد طلب منهم إرسال أكبر عدد من بطاقات المعايدات مع اقتراب آخر عيد ميلاد يحضره. ففي ظلّ تفاقم صعوبة حالته الصحيّة، نَظَّمَ والداه في 11 تشرين الثاني احتفالا بالعيد في المستشفى حيث كان يتلقّى العلاج. فوضعوا شجرة العيد والهدايا وحَضَر بابا نويل… كان كل شيء موجودا للمناسبة؛ إذ خطّط والداه لكل شيء وجمعا لهذا اليوم بطاقات المعايدات التي وصل عددها إلى 40000 رسالة من جميع أنحاء العالم. وفي 19 تشرين الثاني، توفي تومسون البالغ من العمر 9 سنوات. وتم الإعلان عن الأمر عبر صفحته الخاصة على الفيسبوك “رحلة يعقوب تومسون” لإبلاغ المتابعين الذين كانوا يضطلعون يوميا على وضع الفتى الصحي وقد نشرت هذه الصفحة بطاقات “عيد ميلاد يعقوب”.
سِحْرُ عيد الميلاد
على الرغم من أنّهم احتفلوا بعيد الميلاد مبكرا، ولكنّ سِحرَ العيد كان موجودا تماما وقد لبّى آلاف وآلاف الناس فورا نداء الصغير. وفي اليوم التالي من وفاته، شكرت الأم عبر الفيسبوك كل من ساهم في زرع “الابتسامة” على وجه ابنها من خلال مشاركتهم في رحلته. وتمنّت التفكير بالأطفال الذين يعانون من نفس الحالة ومساعدتهم.
كان تومسون مصابا بورم الخلايا البدائية العصبية، وهو مرض خبيث ظهر له عن عمر ال5 سنوات. وعلى الرغم من متابعة الطاقم الطبي له، لم يستطع الأميركي الصغير أن يتجنّب تطوّر مرضه. وفي 11 تشرين الأوّل، أعلن الأطباء للوالدين بأنّ الورم قد انتشر في دماغه وبأنّه أصبح غير قابل للشفاء.
صلاة ليعقوب
مرافقة ولد يُعاني هو أمر صعب جدّا. ويقول البابا فرنسيس: “يمكننا فقط مداعبته، الاقتراب منه، البكاء معه”؛ “لا نتكلّم: بل نبكي ونصلّي من أجله بصمت”:
“يا رب، يصعب علينا فهم إمكانيّة موتنا عن عمر مبكر، وإمكانية انتهاء الحياة بعدما تكون في بدايتها. فترانا نتمزّق ونُقتل؛ إذ يبدو لنا أنّ موت يعقوب هو ظلم. لذا، نلتجئ إليك لننقل لك معاناتنا.
لا تتركنا وحيدين في خضمّ حزننا؛ ساعدنا على تحمّل الفراغ الذي ظهر بيننا؛ قوّي أملنا ليتغلّب على معاناتنا”.