طالبة طب مصرية تبتكر تطبيقًا لحماية الفتيات من التحرش
حل الليل وعم الظلام طرقات الشارع الهادئ من سير المارة وهمساتهم، باستثناء خطوات مهرولة لفتاة عشرينية فى عجلة من أمرها، تحاول أن تسابق الزمن قبل أن يلحق بها ثلاثة شباب اعتبروها صيدا ثمينا لشهواتهم فى ظل غياب الأعين، ولم تجد الفتاة سوى الاتصال بصديقتها «شدوا» لإنقاذها إلا أنها لم تتمكن لبعد المسافة بينهما.
بالرغم من أن القدر أنقذ الفتاة من المتحرشين، إلا أن صديقتها لم تترك الأمر يذهب سدى وباتت تفكر فى سؤال واحد: لماذا لا تكون هناك طريقة تستنجد بها الفتاة بأي شخص قريب منها دون الحاجة إلى التواصل مع أقاربها أو أصدقائها الذين يبعدونها بمسافات من الكيلو مترات، وحولت شدوا هلال، الطالبة فى السنة الخامسة بكلية الطب التى لم يتجاوز عمرها بعد الثانية والعشرين عامًا، فكرتها إلى حقيقة على أرض الواقع.
تقول «شدوا» لـ«الوفد»: إن موقف صديقتي أثر فيّ كثيرًا خاصة أنها أصيبت بحالة نفسية سيئة أصبحت بعدها لا ترغب فى الخروج من المنزل لعدة أيام، وحاولت أن أسأل هل بالإمكان أن يتم استحداث ابليكيشن على الموبايل يرسل استغاثات لأشخاص فى أماكن بالقرب من الفتاة التى تتعرض للتحرش وفوجئت بأنه بالإمكان ذلك وبدأنا بالفعل فى تطبيقه بمشاركة اثنين من الاصدقاء وهما كريم السيد وابراهيم رحيم، أحدهما يكبرني بعام فى كلية طب قصر العيني، والآخر فى السنة الأخيرة له بكلية الهندسة الجامعة الألمانية.
الفكرة عبارة عن أبليكيشن على جوجل يتم تنزيله على الموبايلات وأجهزة لاب توب يقوم بإرسال استغاثة
الفتاة بمجرد الضغط على الأبليكيشن، إلى كل المشتركين فى التطبيق على بعد كيلو مترات قليلة من الفتاة، وتؤكد «شدوا» انه تم تثبيت الجهاز على تلقى رسائل الاستغاثة على بعد 4 كيلو مترات، وستقل المسافات أتوماتيكيًا بمجرد زيادة اعداد الأشخاص المنضمين للتطبيق ويرسل الجهاز الاستغاثة محملا بخريطة للمكان الذي تتواجد فيه الفتاة وكيفية الوصول له.
ولفتت إلى أن التطبيق ينقسم إلى جزءين الأول منه للفتيات اللاتي يتعرضن للتحرش، والآخر للمنقذين وقد يشترك فيه فتيات وشباب، ويظهر التطبيق أيا من المنقذين تم الاتصال بهم وارسال استغاثات لهم، ودخلت الفكرة العديد من المسابقات، حيث صنفت ضمن أفضل 200 مشروع فى مسابقة رائدة الأعمال السيدات، وضمن أفضل 100 مشروع فى مسابقة Startup Cup.
«فكرة الأبليكيشن لا تقتصر فقط على حماية الفتيات اللاتي يتعرض للتحرش وإنما تزيد من نشر وعي تقديم المساعدات بين أفراد الشعب» وفقًا لتوضيح «شدوا»، بالإضافة إلى أن التطبيق لاقى ترحابا شديدا والكثير من رسائل الانضمام له بالرغم من انه تم تنزيل الأبليكيشن فى 13 أكتوبر وعدد المشتركين فى زيادة مستمرة.
وأشارت شدوا هلال إلى أن فريق العمل هو من يصرف على الفكرة ولم يلجأ حتى الآن إلى أى جهات لتتولى تحمل نفقات التطبيق، ولم يتلقوا حتى الآن أى دعم مادي أو معني، مؤكدة أن التطبيق فى حالة انتشاره سيقلل بشكل كبير من حالات التحرش ولن يتمكن من القضاء على الظاهرة بشكل كامل ولكن على الأقل سيقوم بتقليلها ويساعد الفتيات.