رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تعرف على ملجأ الإرهابيين الذي ابتدعه الإخوان منذ الأربعينيات "المزرعة" ذلك المسمى المطلق على أوكار ومعسكرات فلول خلية الواحات الإرهابية بطريق "الخارجة - أسيوط" بالقرب من الكيلو 175، والذي هاجمته قوات الشرطة قبل مرور أسبوع حادث الواحات الإرهابي، وقتلت الشرطة في مداهمتها أمس 13 إرهابيًا، إلا أن "تكنيك المزارع" ليس بجديد على تلك الجماعات والتي قد يعود تاريخ وجودها في مصر إلى أربعينيات القرن الماضي. يرجع الدكتور محمد حبيب، النائب السابق لمرشد الإخوان والمنشق عن الجماعة، فكرة المزارع إلى بداية الأربعينيات حينما أنشأت جماعة الإخوان "النظام الخاص" مثلما كان الوضع في باقي الأحزاب، وهو الذراع المسلحة وكان لهدفين الأول: الجهاد على أرض فلسطين لمواجهة الصهاينة، والثاني: الجهاد على ضفاف القنال ضد المحتل الإنجليزي، إلا أن مجموعة من الإخوان خرجت عن المسيرة المحددة وكانت النتيجة تنظيم عمليات اغتيالات منها محمود فهمي النقراشي باشا رئيس الوزراء والقاضي أحمد الخازندار. بعلم رجال ثورة يوليو كانت تنشأ هذه المزارع أو وجود الأسلحة بشكل عام حسب حديث "حبيب" لـ"الوطن"، فيؤكد أنه حكى له محمد حامد أبو النصر المرشد العام الرابع لجماعة الإخوان المسلمين، أن حسن العشماوي، أحد رجال الإخوان، كان صديقا لمؤسس الجماعة حسن البنا وفي نفس الوقت صديقا للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وكان الإخوان يجمعون السلاح في عزبته في الشرقية وأنشأوا بها مخزنًا وكان عبدالناصر على علم به وتحت إشرافه، وحينما نشب الخلاف بين الإخوان ورجال الثورة اتهمهم عبدالناصر بتخزين السلاح في عزبة حسن العشماوي بالشرقية، مضيفًا: "هل كانت هناك مخازن أسلحة تم بناؤها دون علم الضباط الأحرار لا أتصور ذلك". يؤكد حبيب أنه على مدار 40 سنة، وتحديدا منذ فترة تولي عمر التلمساني إرشاد الجماعة في السبعينيات، وحتى 2011، لم يكن هناك مجال للعنف يذكر وكان "الإخوان" حريصين على الابتعاد عن تلك المنطقة حتى إن حبيب حسب قوله أراد أن يغير في مقولة "البنا" التي قالها في المؤتمر الخامس للجماعة أن "قوة الساعد والسلاح حينما لا يجدي غيها"، إلى قول: "قوة الحركة والانطلاق"، ولكن المجموعة القطبية التي كانت في الجماعة حالت دون تنفيذ ذلك، مؤكدًا أن جهاز أمن الدولة في هذه الفترة كان أعلى درجة من الكفاءة والمهارة والوصول إلى أي معلومة أو اجتماع يخص الإخوان وكان على علم بكل تحركاتهم. وعما بعد العام 2011، يشير حبيب إلى أنه نظرًا لانشقاقه ليس على علم بالأمور ولكنه يرى أن التماهي الذي حدث بين "الإخوان" والجماعات الإرهابية بسبب أنه لم يعد هناك فاصل بينهم، خاصة وأنه بعد تولي الرئيس المعزول محمد مرسي الحكم أفرج عن جميع المسجونين من "الجهادية" وحتى من يحقق معهم، وتزيد على ذلك قول محمد البلتاجي، أحد رموز الجماعة، على منصة اعتصام رابعة أنه "فور عودة مرسي لسدة الحكم ستتوقف جميع الأعمال الإرهابية في سيناء" إشارة تدل على أن هناك تواصلا وتدريبا عسكريا كان موجودا بعلمهم. وفي كتابه "التيارات السياسية في مصر"، ذكر الدكتور رفعت السعيد، أن الإخوان أسسوا شركة مزرعة العركي (800 فدان)، حيث أوضح أن العاملين كانوا بهذه الشركات جميعاً يشكلون قاعدة مضمونة للجماعة، كما أن ثراء الجماعة (هناك تأكيدات عديدة بتمويل أجنبي) قد مكنها من إعطاء مزايا للعمال الأعضاء فيها، وتؤكد جريدة الإخوان حينها أن فرع شبرا الخيمة في قسم العمال بالجماعة كان يصرف للعمال المتعطلين من أعضاء الجماعة كامل مرتباتهم. وأوضح السعيد أن أعين البوليس المصري التي استيقظت مؤخراً "حينها" قد اكتشفت أحد أطراف الخيط، إذ ضبطت ترسانة سلاح ضخمة في عزبة بالإسماعيلية يمتلكها الشيخ محمد فرغلي قائد كتائب الإخوان في فلسطين. وفي أبريل عام 2017 عرض الإعلامي عمرو أديب، جهود وزارة الداخلية في ضبط 13 من عناصر الجناح المسلح للإخوان، بالإضافة إلى كميات كبيرة من المتفجرات والألغام مخبأة تحت الأرض في مزرعة بمحافظة البحيرة كانت تستهدف منشآت وكنائس خلال الفترة الماضية متورط فيها عناصر إخوانية. وقال "أديب" إنه تم تصوير المزرعة جوًا، وتم اكتشاف أسلحة وذخائر ومخطوطات، ولكن "الداخلية" ورجالها استطاعوا أن يحبطوا هذا المخطط الخبيث، الذي كان بمثابة كارثة كبرى. وكانت وزارة الداخلية أعلنت أنه استمرارًا للجهود المبذولة لملاحقة الجناح المسلح لتنظيم الإخوان الإرهابي، والتي أسفرت مؤخرًا عن ضبط العديد من عناصره المرتكبين للعديد من الحوادث الإرهابية، فقد توافرت معلومات لقطاع الأمن الوطني بصدور تكليفات من قيادات الإخوان بالخارج للقيادات داخل البلاد، بتشكيل مجموعات لهذه الكيانات بمحافظات "دمياط، البحيرة، الإسكندرية، كفر الشيخ"، لتنفيذ سلسلة من التفجيرات والعمليات العدائية ضد مؤسسات الدولة ومنشآتها الحكومية والمسيحية، وعدد من الشخصيات العامة ورجال الشرطة؛ بهدف إحداث حالة من الفوضى وعدم الاستقرار والعمل على تأجيج الفتن الداخلية. هذا الخبر منقول من : الوطن |
|