نويعات علي اوتار انجيل مرقس
نغمة 7... الاصحاح الثاني
13 ثُمَّ خَرَجَ أَيْضًا إِلَى الْبَحْرِ. وَأَتَى إِلَيْهِ كُلُّ الْجَمْعِ فَعَلَّمَهُمْ.
14 وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى لاَوِيَ بْنَ حَلْفَى جَالِسًا عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ، فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي». فَقَامَ وَتَبِعَهُ.
لم ات لادعو ابرارا !!!!
ساعات وسط انشغالنا في العالم و البحث عن الغني بلا مبدأ و بظلم و كسب عدائية الناس و الاستغلال و الالتفاف تحس اننا مربوطين بالخطية و ذاتنا و نبقي مستنين حد ييجي يفك ربطنا دي و يبص علي الانسان الغلبان اللي جوانا مش اللي متلطخ برة بالقنية.. هو ده اللي عمله المسيح.. اتبعني... تستغرب من سرعة استجابة الرجل.. اكيد مش اول مرة يسمع عن يسوع يمكن سمع تعاليمه... يمكن شاف معجزاته.. بس وسط زحمة حياته لم ينعكس علي قرار انه يتغير.. سمع او شاف بس رجع لاهتمامه اللي عايش علشانه.. الجباية و الفلوس..لكن يظهر رغم غناه و سطوته انه من الداخل مش مرتاح زي كتير مننا .. الحل في دعوة يسوع... دعوة يسوع راحة جاذبة.. مر عليا ناس و اصدقاء حياتهم عادية و مالهمش علاقة بربنا و فجأة تلاقيه قبل دعوة يسوع و اتغيرت حياته.. مرة كان لينا واحد صاحب في رحلة خلوة دير الانبا صموئيل المعترف شقاوة و استخفاف باللي بيحصل و كان يقعد يحدف اللي بيصلوا من الرحلة بالحصا من الشباك و يهزر... اخر الرحلة لمحناه قاعد مع راهب ... شبعناه تريقة و كان بيضحك... شهر و عرفنا انه راح نفس الدير و طلب الرهبنة و كمل... اعرف احد الاباء الاساقفة حاليا لما كان علماني..خادم حلو و ابن نكتة و بيشتغل و لما تشوفه تقول يعني شخص حلو اه بس عادي يعني .. ووسط الحياة و بدون تمهيد خد عربيته و راح ع الدير و مارجعش..هو المسيح يعمل كده في القلب اللي يقبل دعوته ينسيه كل اللي تحت رجله و يشعر الانسان انه عاوز يسيب كل حاجة و يبقي معاه...ما قصدش طبعا دعوة للرهبنة لانها عطية خاصة لكن دعوة للتغير.. ما تبصش علي لاوي اللي جواك و امكانياته الضحلة زي حالاتي و لا الضلمة اللي عامية العين بص علي النور اللي لو فتحت له يجتاحك.. يقدر يخليك متي..
15 وَفِيمَا هُوَ مُتَّكِئٌ فِي بَيْتِهِ كَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ يَتَّكِئُونَ مَعَ يَسُوعَ وَتَلاَمِيذِهِ، لأَنَّهُمْ كَانُوا كَثِيرِينَ وَتَبِعُوهُ.
16 وَأَمَّا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا رَأَوْهُ يَأْكُلُ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ، قَالُوا لِتَلاَمِيذِهِ: «مَا بَالُهُ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ؟»
بدل ما يتطلع الكتبة والفريسيون إلى متى وأصدقائه العشارين بفرحٍ، لما يشوفوا فيهم القلوب الجعانة و هي بتلتف حوالين "الخبز السماوي"، ربنا يسوع، علشان تشبع بعد جوعٍ وبدل ما يفرحوا بالقلوب اللي كانت جامدة وقاسية بعد ما بقي ليهاالأعماق الملتهبة نحو الأبدية، راحو يهاجموا السيد لأنه يأكل ويشرب مع العشارين والخطاة..
القلب المقفول ما يفرحش بخلاص غيره.. كتير بننفر ولاد ربنا و الشباب من انهم ييجوا ليسوع لما نبصلهم بعيونا المليانة ادانه او لاننا عارفين تاريخهم الغير مشرف و ما نرضاش نبص لهم بعين متحننة زي عين ربنا.. و نحكم و نصنف بس ربنا ليه راي تاني..هم لاموه علشان من وجهة نظرهم بيكسر الناموس لما ياكل معاهم.. ساعات بنهتم بالشكل و العبادة و العقيدة اكتر ما نهتم بالحياة.. علشان كده الكتاب يقول اريد رحمة لا ذبيحة.. ماكانتش غيرة صادقة علي الشريعة قد ما حسد علي المسيح...ساعات ندوس علي نفوس تحت اقدامنا و احنا متمسكين بحرفية التعليم و الدفاع عن الأرثوذكسية و العقيدة مع ان كل اللي محتاجه الشخص ده طبطبة وايد حنينة و حد يقوله انت غالي و جواك حلو انا حاسس بيك و بحبك و ربنا بيحبك و عاوزك .. نهتم بلوم الشباب و البنات علي لبسهم و طريقة كلامهم و ازاي و هم ولاد ربنا و شكل الكنيسة و..و.... مع انهم لو داقوا المسيح كل ده حيتعدل... اعذروني ساعات نقدم المسيح مثل هؤلاء الكتبة و الفريسين ثقيلا و موجع...
17 فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».
حط المسيح هنا قانون الرحمة و الحب و وضع اسس اختياره للي حيدعوه... اللي شايف نفسه صحيح ده مش مدعو.. لكن المريض و الخاطي و الموجوع هم دول المدعوين... حاجة تفرح قلبك النهاردة.. انت مدعو.. انت مدعو للقاء يسوع مهما كانت اعمالك و خطيتك زي حالاتي.. انت هدف ليسوع يسعي اليك.. تحرم نفسك من الدعوة دي لو شايف نفسك كده تمام و انك مش محتاج توبة.. ده لو علي كده الواحد يقف قدامه كل يوم ويقوله فين دعوتي..؟! هو انت مش قلت انك بتاع الخطاة و المرضي.. بص ده انا مليان بلاوي و امراض الدنيا جوايا.. انا جدير بدعوتك و انك تيجي تشفيني.. ايها الطبيب المداو لجراحنا و الامنا اسرع و لا تبطئ
لالهنا كل المجد
نبيل شحاتة
