منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 10 - 2017, 05:50 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

أفراح النذير

أفراح النذير
«هَذِهِ شَرِيعَةُ النَّذِيرِ: يَوْمَ تَكْمُلُ أَيَّامُ انْتِذَارِهِ ... بَعْدَ ذَلِكَ يَشْرَبُ النَّذِيرُ خَمْرًا» (عد6: 13، 20) يأتي تعاقب شريعة الغيرة (عد5) وشريعة النذير (عد6)، كتعاقب الليل والنهار، الظلمة والنور. وهما يُظهران لنا الفارق الشاسع بين مهزلة التسيب الروحي والأدبي ونتائجه، وبين روعة التكريس القلبي وبركاته. وورود الشريعتين في سفر العدد - سفر البرية - يُعلِّمنا أن فرصة إظهار تكريسنا للرب هو فقط في رحلة البرية. ولهذا الترتيب مغزاه في تصوير فشل الأمة في علاقتها مع الرب يهوه، وزيغانها من ورائه، وارتباطها بآلهة كثيرة غيره، مُمثَّلة في الزوجة الخائنة. وأيضًا مجيء ابن الله الكريم - النذير الحقيقي - وتكريسه وخضوعه التام لله، مُمثَّلاً في شريعة النذير. فهو - تبارك اسمه - الطائع الفريد (لو22: 42)، وهو القدوس الذي بلا شرٍ ولا دنسٍ، المنفصل عن الخطاة (عب7: 26)، وهو الذي لم يسمح للمطالب الطبيعية أن تُؤخره أو تُحوله عن الآب (مت12: 46-50). وكلمة النذير Nazirite (وأحيانًا تُنطق Nazarite)، تعني الشخص المنفصل المُكرس تمامًا للرب. وكان على النذير أن يمتنع بإرادته عن ثلاثة حقوق مشروعة لغيره وهي: 1. الامتناع نهائيًا عن شرب الخمر بكل صوره وأشكاله، كل أيام انتذاره (عد6: 1-4). 2. الامتناع عن قص شعره (عد6: 5). 3. الامتناع عن ملامسة الميت أو الاقتراب منه (عد6: 6، 7). في النهي الثاني، عدم قص الشعر، نرى ضرورة خضوع النذير للرب، وحمله لعار تبعيته للمسيح، وتخلّيه عن كل مجد الأرض الزائل (1كو11: 14). وفي النهي الثالث نرى ضرورة انفصال المؤمن عن كل أشكال الموت الأدبي والروحي، حتى ولو في أقرب العلاقات الاجتماعية له (مت10: 37). لكننا في النهي الأول - وهو الامتناع عن شرب الخمر- نرى ضرورة قطع المؤمن لكل علاقة بمصادر الأفراح الأرضية. والخمر إشارة إلى تلك الأمور الأرضية التي تُنعش وتُفرح قلب الإنسان الطبيعي (جا10: 19؛ مز104: 15)، وعليه أن يرتبط بمصادر أخرى إلهية للفرح. وعن هذا الأمر، أفراح النذير، نتأمل في ثلاثة أمور: أولاً: النذير والأفراح الدونية يمتلئ العالم الذي نعيش فيه بمصادر المتعة والتسلية والفرح المتعددة، منها المصادر الطبيعية كالجنات والفراديس، ومنها المصادر الصناعية كالمغنيين والمغنيات والحفلات، ووسائل التسليات، والفرح بالممتلكات والإنجازات ... إلخ. لكن المؤمن المُكرس يجد نفسه غريبًا عن هذه المصادر، فما يُسعد الناس ويُبهرهم، ما عاد يُسعده، وما يعتبره العالَم لَذَّة ومتعة، يُصيبه هو بالهزال الروحي إن تذوَّقه. فتصير كل ينابيع الفرح الأرضية في نظره أفراح دُّون. ثانيًا: النذير وأفراحه الخَفية قد يبدو للجميع أن النذير بائس بعد امتناعه عن الشرب من مصادر الفرح الأرضية، لكن هل فعلاً كان النذير المُكرس بلا أفراح؟ وهل كان الحزن رفيقه في رحلة تكريسه للرب؟ الحقيقة أن الله الأمين لا يترك المؤمن المكرَّس بدون تعويضات. فإذ جفت كل ينابيع أفراح العالم في عيني المؤمن المكرَّس، انفتحت أمامه مصادر لا حصر لها من الأفراح، ولكنها أفراح خَفية. وإني أعي القول عندما أقول ”خَفية“، لأن العالم لا يعرفها، وإن عرفها لا يُقَدِّرها. هل يجد العالم فرحه ومتعته في ربح النفوس للمسيح؟! قطعًا لا. لكن المؤمن المكرس يعتبره سروره وإكليله، فيبذل الجهد ويذرف الدموع لربح النفوس (في4: 1). هل يجد العالم فرحه ومتعته في التخلي عن حياة مستقرة مريحة مُرفهة، من أجل السفر إلى الأدغال والمناطق الخطرة، للكرازة بالإنجيل؟! قطعًا لا. لكن المؤمن المكرَّس يعتبره أثمن شيء في الحياة يمكن أن يعيش لأجله (أع20: 24). هل يجد العالم فرحه وسروره عندما يواجه الفقر أو الكوارث والخسائر المادية؟ قطعًا لا. لكن المؤمن في انقطاع أزهار التين وحمل الكروم، وانقطاع الغنم من الحظيرة، لا ينقطع فرحه بالرب (حب3: 18). وهل يجد العالم فرحه وسروره عندما يواجه المرض والموت ومسببات البكاء؟! قطعًا لا. لكن المؤمن يَعبُر في وسط كل هذه الظروف مُرنِّمًا، مُصيرًا وادي البكاء ينبوعًا، وببركات يغطي حفر الطريق (مز84: 6). لم يعد ما يُبهج العالم يُبهج النذير، ولم يعد ما يُبهج النذير يُبهج العالم. فلقد اختلفت المصادر والأذواق، وحتمًا ستختلف النتائج. ثالثًا: أفراح النذير العلنية ربما يقول أحدهم: مع كل التقدير لما سبق، لكن لماذا يُحرم المؤمن المكرس من الفرح العلني أمام العالم؟! وإني أُجيب: وهل يقف الله الأمين العادل مكتوف اليدين أمام قلوب قد أحبته، ووجدت فيه كل سرورها؟ كلا البتة. فلقد قال الرب تبارك اسمه: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ» (يو12: 26). لذلك فإن كانت فترة انتذار النذير قد صاحبتها الدموع والمعاناة، إلا أن يوم الاستعلان قريب جدًا. يوم أن يدرك النذير كل جوانب عمل المسيح على الصليب، مُمثَّلاً في تقديم ذبائح المحرقة والسلامة والخطية. ويوم أن يحلق رأسه ويكفّ عن احتمال العار والهوان لأجل المسيح، ويوم أن يقول له سيده: «نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ» (مت24: 23). عندئذ فقط يبدأ النذير في شرب خمر أفراح السماء الذي لا ينقطع أبدًا «وَهَذِهِ شَرِيعَةُ النَّذِيرِ: يَوْمَ تَكْمُلُ أَيَّامُ انْتِذَارِهِ ... بَعْدَ ذَلِكَ يَشْرَبُ النَّذِيرُ خَمْرًا» (عد6: 13، 20).
رد مع اقتباس
قديم 14 - 10 - 2017, 02:18 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

الصورة الرمزية walaa farouk

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,561

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

walaa farouk متواجد حالياً

افتراضي رد: أفراح النذير

يوم الاستعلان قريب جدًا. يوم أن يدرك النذير كل جوانب عمل المسيح على الصليب،

ميرسى على مشاركتك المثمرة مرمر
  رد مع اقتباس
قديم 15 - 10 - 2017, 11:35 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أفراح النذير


شكرا على المرور
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إكمال حياة النذير
الصوم يُقدِّس النذير ويجعل الكاهن كاملًا
شمشون النذير لله من البطن
النذير
النذير


الساعة الآن 10:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024