لم يحدث أن كان المنهج الذي يعتمده الروح القدس في إنشاء الفرح في المؤمن هو استخدام المؤثرات النفسية لتتفاعل معها المشاعر الإنسانية، فتنتج في المؤمن مشاعر الفرح. لكن المنهج الذي طالما استخدمه الروح القدس هو مخاطبة روح المؤمن الإنسانية - وهي مركز العقل والإدراك - بكلمة المسيح، التي تستحضر أمجاد المسيح أمام ذهن المؤمن وقلبه (كو3: 16).
هذا ما أوضحه يوحنا الرسول عندما تكلَّم عن الفرح الكامل المؤسَّس على الشركة مع الآب ومع ابنه، وأراد أن يشاركه باقي أولاد الله هذا الاختبار (1يو1: 3، 4). وبالطبع لا مجال لشركة المؤمن مع الآب والابن إلا بالروح القدس. فكلّما تجاوب المؤمن مع رغبة الروح القدس، وأخلى ذهنه من الانشغال بذاته، سواء زمنيًا أو حتى روحيًا، وتفكَّر في أمجاد المسيح، كلما تمتع بالفرح الكامل عمليًا.