يُعلق الأرض على لا شيء
يمد الشمال على الخلاء، ويعلق الأرض على لا شيء ( أي 26: 7 )
عندما نطلب الرب للخلاص والإنقاذ من أي أمر، نحن ميالون إلى معرفة أي الأشياء المادية المنظورة جاهزة ليستعملها الله في خلاصنا. إن كنا نصلي من أجل مساعدة مالية، نميل إلى التفكير فيما يحيط بنا، وهل هناك شخص غني يحركه الرب ليقرضنا ما نحتاج إليه!! وإن فشلت أعيننا في العثور على هذا الشخص الغني، يصبح من الصعب علينا أن نؤمن بإمكانية سد حاجتنا من المال.
وإن كنا نطلب وظيفة لنضمن الحصول على معيشة الحياة الحاضرة، نجدّ ونسعى في الأوساط التجارية والصناعية لعلنا نعثر هناك على وظيفة خالية، وإن وجدنا أن الأيدي العاملة أكثر من المطلوب، قلما يبقى لنا أمل في الحصول على أية وظيفة.
وإن كنا في مرض وتحير الأطباء في الدواء، ولم نشعر بأي تحسن في الصحة، صعب علينا أن نُقنع أنفسنا باحتمال السرعة في الشفاء .. وهكذا دائمًا ننظر ونبحث عن وسائل مادية منظورة يمكنها أن تساعد الرب في تنفيذ أعماله. هذه النظرة مهما كانت لا بد وأن تلقي ظلاً قاتمًا على أفكارنا، وكلما اختفى أثر الأمور المادية التي نؤمل فيها، كلما ازداد الجو اكفهرارًا وقتامًا أمامنا.
ولكن تفكّر في الأمر قليلاً، فإنه ليس ضروريًا بأي حال من الأحوال بأن ترى معونة منظورة، لأن الله ليس محتاجًا إلى شيء منظور ليبدأ بواسطته «في البدء خلق الله السماوات والأرض» ( تك 1: 1 )، فمن أي شيء خلقها؟ من لا شيء على الإطلاق ( عب 11: 3 )، ومع ذلك فإن السماوات والأرض تؤدي وظائفها بإتقان تام.
ولما خلق الله الأرض، على أي شيء علّقها؟ «على لا شيء» ( أي 26: 7 )، ومع ذلك فإنها معلقة بإتقان كامل. أ ليس كذلك؟ إنها تسير في فلكها حول الشمس سيرًا منظمًا ودقيقًا. حسنًا، فالله الذي عمل الشمس والقمر والنجوم من لا شيء، ويحفظها في سيرها المنظم وهي معلقة على لا شيء، يستطيع أن يسد كل أعوازك، سواء كان هناك شيء يبدأ به أو لم يكن شيء على الإطلاق. أ ليس هذا عجيبًا؟!
عزيزي .. ثق فيه، فإنه سيملأ كل احتياجك ويسد كل عوز لك، ولو لم يكن هناك شيء منظور أو بالحري من «لا شيء»
.