في الحقيقة لم أتأثر كثيراً أو اتعجب من انتقال أحد من دين لدين، أو رجوع أحد لكي يحيا مع المسيح الرب، مثلما تأثرت بمعرفتي لبعض الأشخاص على الفيس وبخاصة بشخص محباً للزنا وكان يعمل في هذا المجال وله باع طويل في خبرة الدعارة وكان يتاجر بالناس وله أملاك وبيوت تختص بهذا العمل المُشين.
فوجئت به يحدثني عن حياته الشخصية وانه تأثر بورقة وجدها صدفة ملقاه على الأرض ساقتها الريح لتلتصق بملابسه، فقرأها ووجد فيها حدث لقاء الرب مع المرأة التي أُمسكت في ذات الفعل (أي في حالة تلبس) والكل حكم عليها بحسب شريعة موسى بالرجم، لكنه ذُهل من موقف المسيح الرب الذي بررها في النهاية ولم يحاكمها، وقال ان هذا الموضوع لم يفارق مخيلته بالرغم من أنه عند الوهلة الأولى لما قرأ الموضوع تعجب وألقى الورقة بعيداً ومضى في طريقه لتدبير لقاء زنى..
ولكن النوم فارق جفونه والأحداث التي في الورقة تتردد في ذاكرته بكل حرف فيها، ولم يستطع ان ينام لمدة 3 ايام، ومع ذلك لم يشعر بأي تعب أو إرهاق لأنه كان مشغول جداً بهذا الكلام العجيب، كيف يتم تبرأة إمرأة مقبوض عليها وهي في ذات الفعل، يعني القضية جاهزة ولا حاجة بعد لشهود، فلماذا لم يحكم عليها وكيف قبلها بهذه البساطة...
في النهاية، في اليوم الثالث انهمرت الدموع من عينيه أول مرة في حياته، ولم يستطع أن يتمالك نفسه وبكى بكاء شديد، وببساطة طلب المسيح الرب أن يريح نفسيته المتعبة ويرفع ضيقة الشديد لأنه يشعر بالذنب والعار الذي لم يشعر به من قبل، ولم ينهي صلاته حتى شعر براحة عميقة وسلام يفوق كل تصور، فقام وجمع كل الأشياء الذي كانت عنده كنز غالي واحضر برميل من الصفيح الضخم وجمع كل من يعرفهم ووضع الصندوق في المنتصف وقال انظروا وشاهدوا هذا ما جمعته خلال 15 سنة من كنوز ذهبية وأموال كثيرة، ها هي كلها، ووضعها في الصندوق وولع فيها أمام الجميع، والكل كان ينظر بذهول تام، وقال بدئت هذا العمل وانا لا أملك شيء، وأخرج منه وانا لا أملك شيء، وتركهم ومضى.
ثم انعزل بنفسه وكرس حياته للمسيح الرب يصلي ويقرأ كلامه الحي، يعمل عمل بسيط ويشهد للمسيح الرب الذي غير حياته كلها.
حقاً أن المسيح الرب كان صادق في قوله لليهود:
قال لهم يسوع الحق أقول لكم: "أن العشارين والزواني يسبقونكم الى ملكوت الله" لأن يوحنا جاءكم في طريق الحق فلم تؤمنوا به، وأما العشارون والزواني فآمنوا به وأنتم إذ رأيتم لم تندموا أخيراً لتؤمنوا به (متى 21: 31، 32)
حقاً تم هذا المكتوب ويتم في كل زمان ومكان - اللهم ما ارحمنا واعنا لكي نتوب ونؤمن بإنجيل بشارة الحياة حسب قصدك ونكف عن فلسفة كلام الحكمة الإنسانية المُقنع ونلتزم ببرهان الروح والقوة فنخلُّص آمين.