*مسحنى لأبشرالمساكين :
قيل عنه فى تلك النبوة " روح السيد الرب على َ ، لأنه مسحنى لابشرالمساكين ، أرسلنى لأعصب منكسرى القلوب ،لأنادى للمسبيين بالعتق ، وللمأسورين بالاطلاق وللعمى بالبصر " ( اش61 )
هكذا تنبأ اشعياء عن المسيح الخادم .. ونحن اذ نتشبه بسيدنا فعلينا ان نضع هذه الأيه أمام أعيننا بأستمرار حتى نشعر بمسئوليتنا من الله تجاه المخدومين والناس وأنفسنا أيضاً .. ترى كم منا يشعر بأن روح الرب عليه حقاً ؟ .. وكم منا بشر المسكين بالخلاص ولو بكلمة تعزية ؟ .. صدقونى كلمة واحدة هادئة وديعة تخرج من القلب تغير الكثير جداً فى سامعها .
صدقونى ياأخوتى .. المخدومين يحتاجون الى ابتسامة تشجيع ، الى نظرة حب وتعاون ، الى ربتة على كتفه لتطمئته أن لا تخف لأن الله يسمع مشاكلك ويحس بها .. بلا نقد لاذع مستمر للمخدوم ، بل نركز جهودنا الحقيقية على معالجة مشاكلهم عملياً بصمت وصبر ، باحتمال ومحبة وابتسامة لأنه " لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى "
* يهىء للرب شعباً مستعداً :
فما أجمل ما قيل عن يوحنا المعمدان على لسان الملاك غبريال فى بشارة ميلاده " يرد كثيرين من اسرائيل الى الرب الههم ، ويتقدم امامه بروح ايليا وقوته .. لكى يهيىء للرب شعباً مستعداً " ( لو 1 : 15-17 ).
وقيل عنه ايضاً فى نبوءة ملاخى " هأنذا ارسل ملاكى ، فيهىء طريقك قدامك " ليتنا نتأمل فى هذه الشخصية القوية العجيبة يوحنا المعمدان .. فى خدمته ، وفى سلوكه ، وفى روحه النارية ، التى قال عنها الرب يسوع أنها روح ايليا وكلنا نعرف ايليا النبى الناري .
وكم من أنبياء وقديسين أيضاً عاشوا فى الخدمة بنفس الروح على مر الازمان ، فنجد موسى النبى ، ويشوع بن نون ، وداود الملك ،وغيرهم كثير ، وهوذا العظيم بولس يشرح سمو خدمته إذ يقول " خطبتكم الى رجل واحد ، لأقدم عذراء عفيفة للمسيح " ( 1 كو 11 : 2 ) .
نحن أيضاً نستطيع أن نعد شعباً مستعداً ، فى عملنا .. فى خدمتنا .. فى أسرتنا .. بصمت وهدوء .. فى كلام حكمة .. فى مساعدة وابتسامة .. صدقونى نحن نستطيع الكثير لأن نعمة الله التى لدينا هى كثيرة .
وهكذا نستطيع أن نكون شهوداً لله ، وبهذا نتمم عملنا الحقيقى الذى هو بنعمة الله .
وليكن الله دائماً فى عوننا يبارك فى الخدمة وخدامها ويجعل منا رسائل حية تقرأ فى سفر الحياه الذى لن يمحى منه حرف واحد .