مقاطعة كارية
مقاطعة في الطرف الجنوبي الغربي من شبه جزيرة آسيا الصغرى، كانت قسمًا من الأراضي التي أخذها الرومان من انطيخوس الكبير. وهبها مجلس الشيوخ الروماني لأهل رودس ولكن عاد فحررها عام 168 ق. م. وقد بقيت مستقلة حتى عام 139 ق. م. (المكابيين الأول 15: 23). ولكنها أخيرًا ألحقت بولاية آسيا الرومانية وذكر من مدنها مليتس (اع 20: 15) وكنيدس (اع 27: 7).
وهذه المقاطعة تحدها ليديا من الشمال وفريجية من الشرق، وليكية من الجنوب، والبحر المتوسط من الغرب. وكانت أهم مدينتين بها هما "كنيدس" (أع 7:27)، و"أليكرنسس" (1 مكا 23:15) وقد خضعت كارية "لكروسوس" ملك ليديا في نحو 450 ق. م. ومن ثم وقعت في قبضة الامبراطورية الفارسية فيما بعد. وقد صُبغت مدنها الغربية بالصبغة الإغريقية في القرن الخامس قبل الميلاد، وبعد فتوحات الإسكندر الأكبر الواسعة في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد، وقعت كارية تحت حكم جزيرة رودس إلى أن منحها الرومان الاستقلال في 168 ق. م.
ونعرف من سفر المكابيين الأول (23:15)، أن نسخة من خطاب مجلس الشيوخ الروماني بالتوصية باليهود، قد أرسلت إلى كارية مع غيرها من البلاد (في حوالي 135 ق. م.)، مما يدل على أنه كان بها في ذلك الوقت عدد لا بأس به من اليهود. وفي 129 ق. م. أدمجت المنطقة في الإمبراطورية الرومانية كجزء من ولاية أسيا.
وفي زمن العهد الجديد، كانت كارية مازالت جزءًا من ولاية أسيا الرومانية، ولذلك لا تذكر كولاية منفصلة، إلا أن لوقا يشير إلى اثنتين من مدنها، فيذكر أن الرسول بولس في نهاية رحلته الثالثة توقف في "ميليتس" (أع 15:20-17) كما أن السفينة التي سافر عليها الرسول بولس إلى روما، سارت "بالجهد بقرب كنيدس" (أع 7:27).