مشكلتنا أننا في كل ضيقاتنا ؛
نتجه إلي المعونة الأرضية !
نتجه إلي ذكائنا وحيلنا ؛
وإلي الذراع البشري في مساعدة الناس لنا .
نتجه إلي الظروف والإمكانيات .
وبسبب هذا نقع في الحيرة والقلق والاضطراب .
ولكن ...
كل هذا يزول ؛ ونطمئن ؛
إن رفعنا نظرنا إلي فوق ؛ لنري الباب المفتوح في السماء ؛
كما فعل القديس يوحنا الحبيب ؛ شريكنا في الضيقة ...
لاحظوا أنه رأي هذا الباب المفتوح ؛ دون أن يطلب .
لم ينفتح هذا الباب بصلواته ؛
إنما هو باب مفتوح بطبيعته مفتوح بالحب الإلهي ...
لم يقل يوحنا " إفتح لي بابا في السماء ؛ لأري عرشك وجندك
إنما أراه الله كل هذا من حنانه ؛ لكي يعرف أن عطايا الله إنما تنبع من محبته ومن أنعامه ...
حقا إنه يقول بالنسبة إلي التعابي " اقرعوا يفتح لكم " .
لكنه يقول للذين يحيون في الإيمان " وكل هذه تزدادونها "
تأتيكم بدون طلب ؛ من الآب السماوي الذي يحب أولاده ويعرف احتياجاتهم ...
إذن لا تضيع وقتك في الأرض ؛
تحفر لك آبارا مشققة لا تضبط ماء .
إنما يكفي أن تضمن المعونة الإلهية ؛
تضمن الباب السماوي المفتوح ؛
وحينئذ يصير لك كل شيء ...
هذا الباب المفتوح رآه يوحنا وهو في ضيقة في جزيرة بطمس ؛ ومضطهدا لأجل الكلمة .
في وقت لم يكن يجد فيه علي الأرض حنانا ولا عدلا ؛
ولم يجد من البشر معونة ولا سندا ...
حينما بدا أن كل إنسان قد تخلي عنه ؛ أو عجز عن معونته ؛
فترك إلي أعدائه يحكمون عليه ...
في هذا الوقت الذي أغلقت فيه أبواب الأرض ؛
نظر وإذا باب مفتوح في السماء ؛ وسمع صوتا يقول له
" اصعد إلي ههنا فأريك ... "
وأراه عرش الله في الرؤيا ؛ وقوات السماء ...
عجيب هو الله حقا في عمق عطاياه ؛
الله المقيم المسكين من التراب .
ولعل القديس يوحنا كان يقول للرب :
من أنا يارب الذي تصنع معي كل هذا ؛
أنا البائس الملقي في هذه الجزيرة النائية ؛
أنا غير المستحق أن أري عرش الإمبراطور تراجان ؛
كيف استحق أن أري عرش ملك الملوك ورب الأرباب ؟!
نعم تعال يا يوحنا واصعد لترى هذا العرش ؛
لكي تعرف أن كل أباطرة الأرض هم حفنة من تراب ...!
حقا ؛
إننا لا نعرف متي ولا أين يفتقدنا الله بنعمته ؛ بعمل روحه القدوس . لا نعرف متي تفتح السماء أبوابها ؟ ومتي يأتينا الصوت كبوق ؛ أو كريح عاصف ؛ أو كصوت مياه كثيرة ...؟
إنه لا يأتي بانتظارنا أو توقعنا ؛ أو مراقبتنا ...
لسنا نعرف متي يأتي الرب لمعونتنا ؛ ومتي يعلن لنا .
المهم ...
أن نكون مستعدين لعمل الروح فينا ...
نفتح نحن قلوبنا ؛ فيفتح لنا الرب بابا في السماء .