استفانوس ومن هو :
إن الاسم " استفانوس " يعنى " تاج " أو " إكليل " وليس من السهل أن نعلم الكثير عنه خارج ما كتب في سفر أعمال الرسل. هو أول جندي من جنود المسيح فاز بالتاج أو الإكليل. رآه بولس وهو يموت، فعاشت الرؤية في كيانه وأعماقه، ولم يستطع نسيانها أو التخلص منها. وأغلب الظن أنه عاش يراها إلى اللحظة الأخيرة. ومع أنه مر بالتاريخ والكنيسة مثل هذه الومضة، إلا أن وهج حياته القصيرة عاش ويعيش خالداً على مدى الحياة.
لم يكن يهودياً - كما هو ظاهر من اسمه - من يهود فلسطين، بل أغلب الظن أنه كان من يهود الشتات أو المهجر إذا جاز التعبير، أما اسم أبيه أو أمه فلا نعلمهما.
هو واحد من خدام اللّه الذين لم تطل خدمتهم بالمعيار الزمنى أكثر من ثلاث سنوات، ومع ذلك فهي خالدة ولاتقل اهمية عن خدمة الرسول يوحنا التي طالت حتى نهاية القرن الأول الميلادي. وللّه في حكمته ما يعلو على الذهن البشرى.
تُرى كيف نصفه، وما مفتاح حياته. يبدو أن خير كلمة تصف حياته بأكملها هي كلمة "ملاك". عندما وقف أمام المجمع للمحاكمة قيل عنه: " فشخص إليه جميع الجالسين في المجمع ورأوا وجهه كأنه وجه ملاك " ( أع 6 : 15 ) .
وصفه الكتاب بالقول: "مملوءاً من ... الروح القدس" (أع 6 : 5) ، إن كل مؤمن يأخذ من اللّه شيئاً، لكن الفرق بين مؤمن ومؤمن هو الفرق بين من يسكن فيه روح اللّه ومن يمتلئ بروح اللّه.
ووصفه أيضاً " مملوءاً من الإيمان " ( أع 6 : 5 ) وما الإيمان إلا أن يطل المرؤ ببصيرته إلى الأمام ويتشدد لأنه يرى من لا يرى. لقد رأيناه في اللحظة الأخيرة من حياته يرى السموات مفتوحة، ولنا أن نتأكد تماماً أنه عاش وعينه على الدوام مفتوحــــة على العالم الأبدي.
كان أول السبعة المشهود لهم " مشهوداً لهم " ( أع 6 : 3). على أنه أكثر من ذلك كانت فصاحته لا تبارى، حاج الكثيرين من اليهود في مجامعهم ، فعجزت حجتهم عن البلوغ إلى مستوى حجته، وقصر بيانهم عن الوصول إلى بيانه، ولم يستطيعوا أن يقاوموا الحكمة والروح الذى كان يتكلم به.
كان استفانوس في قوة التدبر والتدبير، كانت حكمته واسعة في مواجهة المتطلبات المتعددة وكان صاحب المشورة النافذة والحكمة السماوية النازلة من فوق. وكانت له قدرة الملائكة في صنع العجائب والمعجزات، وما اكثر ما جرت على يديه آيات وعجائب رآها الجميع ومست حياة الكثيرين.